تتمة فوائد حديث :( أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن شراء ما في بطون الأنعام حتى تضع ... ). حفظ
الشيخ : وقد يجني قليلا ، طيب لو استأجرت شخصا يجني الكمأة -اصبر ما بعد جاء شيء- استأجرت شخصا يجني لي الكمأة من الظهر إلى الغروب ، ها يجوز ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لأن العقد هنا وقع على منفعته على منفعته لا على تحصيله ، على المنفعة لا على التحصيل ، المهم أنه يقاس على ضربة الغائص ما أشبهها . ويستفاد من هذا الحديث ككل : عناية الشرع بحماية البشر مما يوجب النزاع بينهم ، من أين يؤخذ ؟
لأن هذه الأنواع التي فيها الغرر سوف يكون من المغبون فيها حقد وعداوة وبغضاء على من ؟ على الغابن ، وتكون من الغابن تطاول وفخر على المغبون ، فالشارع حمى الناس من هذه الورطة التي يتورطون فيها .
طيب ومن فوائده أيضا : أنه يجب البعد عن كل ما يوجب العداوة والبغضاء ، لأنه إذا كان الشارع نهى عن هذه الأنواع من المعاملات خوفا مما يقع منها من العداوة والبغضاء ، دل ذلك على أن كل ما ساواها في هذا المعنى فهو مثلها منهي عنه ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا تباغضوا ) : يعني لا تفعلوا الأشياء التي توجب البغضاء ، وأخبر أن البغضاء -أستغفر الله- أخبر أن البغضاء مما يريده الشيطان في بني آدم : (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر )) .
طيب ومن فوائد الحديث : أنه إذا نُهي عن الأسباب التي توجب العداوة والبغضاء فإن المعنى يقتضي الأمر بالأسباب التي توجب الولاية والمحبة ، صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : " لأن النهي عن الشيء أمر بضده " ، ولا شك في هذا أن الشرع يأمر بكل ما يوجب المودة والمحبة والولاية ، ولاية المؤمنين بعضهم لبعض ، فإن الله تعالى يقول : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ )) ، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) ، فكل ما يوجب الولاية والمحبة فإنه مأمور به شرعًا ، فإن كان مأمورا به شرعاً فإن العاقل سوف يفعله ، مع ما في المحبة والولاية من الإلفة والطمأنينة وصلاح الحال وانشراح الصدر ، أنت الآن لو فرضت نفسك لا تلاقي شخصًا إلا وفي قلبك عداوة وبغضاء له ، هل تكون مسرورًا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : أبدًا تضيق بك الأسواق ، لكن إذا كنت لا تضمر لإخوانك المسلمين إلا المحبة والولاء فإنك سوف تكون مسرورًا بكل من تلاقيه من المسلمين ، لأنك تلاقي مَن تحب ومن تتولاه ويتولاك ، فهذه أيضا فيها راحة نفسية لا توجد في كل إنسان يكره الناس ويبغضهم .
فإذا قال قائل : إذا كان في الإنسان ما يوجب المودة والمحبة وما يوجب البغضاء والعداوة ، إيش يعمل ؟ نقول : إن الله قال : (( وزنوا بالقسطاس المستقيم )) ، أحببه لما معه مما يقتضي المحبة ، واكرهه بما معه مما يقتضي الكراهة ، ولا تغلب جانبًا على جانب ، الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ) : يعني لا يبغضها على سبيل الإطلاق ، ( إن كره منها خلقاً رصي منها خلقاً آخر ) : وهكذا الميزان ، لا تكاد تجد أحدًا يسلم مما يوجب الكراهة إلا نادرًا ، لكن قارن بين هذا وهذا وأعط كل شيء حكمه. ومن فوائد الحديث هذا : منع الإنسان من كل ما يؤدي إلى الميسر والمقامرة ، ليش ؟ لأن هذه الأنواع من البيوع كلها فيها خطر وغرر ، قد يكون الإنسان فيها غانما وقد يكون فيها غارما ، وإذا اعتاد الإنسان هذا النوع من المعاملات طمعت نفسه ، وصار يتعامل بمثل هذه المعاملات المبنية على الخطر والغرر حتى تؤدي إلى معاملات أكبر ، ولهذا كثيرًا ما يفتقر أصحاب القمار في ليلة ، تجد هذا الرجل مثلاً عنده ملايين فيقامِر فيُغلب ، يُغلب أول ضربة بمليون ، يمكن ولا لا ؟
الطالب : يمكن .
الشيخ : يمكن أو أكثر فيقول : طيب أبي ألعب ثاني لأجع المليون ، فيضرب ضربة أخرى بمليونين ، يقول : ألعب ثالثة ها حتى أُرجع الثلاثة ولكن يضرب بضربة قاصمة ثلاثة ملايين يكون الجميع ستة ، ولو كان عنده مئة مليون خلصها في ليلة ، فيصبح بعد أن كان غنيا يصبح فقيرا ، وهذه البيوع لا تظن أنها هينة إذا اعتادت النفس على هذه المكاسب المبنية على الغرر والخطر صارت تتطلع إلى ما هو أعظم وأكبر ووقعت في الميسر الذي هو قرين الخمر في كتاب الله ، بل قرين عبادة الأصنام في كتاب الله : (( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )) .
الطالب : ...
الشيخ : الشاة بارك الله فيك وغير الشاة ، إن أشبعتها وجدت لبن ، نعم وإن قلَّ طعامها قلَّ لبنها ، وإن كانت رابية حلبت كثيرا ، وإن كان زعلة تأبى ، أنا أذكر أن فيه من البقر ما لا ترضى أن تحلب أبدًا ، بعض النساء ما يحلب إلا بامرأة معينة .
الطالب : بعض البقر .
الشيخ : نعم ، بعض البقر ما يحلب إلا لامرأة معينة ، نعم ، حتى إنها إذا بيعت طلب المشتري ثوب التي كانت تحلبها لتلبسه امرأة المشتري من أجل أن تحلب عليه ، وبعض البقر ما يحلب إلا على أكل ، فيحتال عليه بعض الناس ويعقد تمرًا في شعر ، يمسكه بالشعر ، يعبطه جميع هكذا ، فإذا يبس التمر على الشعر صار مثل الحصاة ، فيقدمه للبقرة ، البقرة ما تستطيع تأكله ، لأنه قاسي ، فتبدأ تلحسه بلسانها ، وهو يحلب ، آه ، لكن هل تجوز هذه الحيلة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لأن البقرة ظالمة ، البقرة ظالمة ، ليش تمنع الحق لمالكها وهو قائم بواجبها ، نعم ؟
الطالب : أقول : لماذا لا يعطيها ؟
الشيخ : لا يعطيها ، لكن لو شبعانة إذا صارت متعودة أنها ما تحلب إلا على أكل ما تحلب .
الطالب : تأكل يعطيها .
الشيخ : لا شو يعطيها ، لا ، ولهذا يعدونه عيباً ، يعدونه عيبا إذا رآه المشتري له الحق أن يردها ، نعم .
الطالب : نعم .
الشيخ : لأن العقد هنا وقع على منفعته على منفعته لا على تحصيله ، على المنفعة لا على التحصيل ، المهم أنه يقاس على ضربة الغائص ما أشبهها . ويستفاد من هذا الحديث ككل : عناية الشرع بحماية البشر مما يوجب النزاع بينهم ، من أين يؤخذ ؟
لأن هذه الأنواع التي فيها الغرر سوف يكون من المغبون فيها حقد وعداوة وبغضاء على من ؟ على الغابن ، وتكون من الغابن تطاول وفخر على المغبون ، فالشارع حمى الناس من هذه الورطة التي يتورطون فيها .
طيب ومن فوائده أيضا : أنه يجب البعد عن كل ما يوجب العداوة والبغضاء ، لأنه إذا كان الشارع نهى عن هذه الأنواع من المعاملات خوفا مما يقع منها من العداوة والبغضاء ، دل ذلك على أن كل ما ساواها في هذا المعنى فهو مثلها منهي عنه ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا تباغضوا ) : يعني لا تفعلوا الأشياء التي توجب البغضاء ، وأخبر أن البغضاء -أستغفر الله- أخبر أن البغضاء مما يريده الشيطان في بني آدم : (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر )) .
طيب ومن فوائد الحديث : أنه إذا نُهي عن الأسباب التي توجب العداوة والبغضاء فإن المعنى يقتضي الأمر بالأسباب التي توجب الولاية والمحبة ، صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : " لأن النهي عن الشيء أمر بضده " ، ولا شك في هذا أن الشرع يأمر بكل ما يوجب المودة والمحبة والولاية ، ولاية المؤمنين بعضهم لبعض ، فإن الله تعالى يقول : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ )) ، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) ، فكل ما يوجب الولاية والمحبة فإنه مأمور به شرعًا ، فإن كان مأمورا به شرعاً فإن العاقل سوف يفعله ، مع ما في المحبة والولاية من الإلفة والطمأنينة وصلاح الحال وانشراح الصدر ، أنت الآن لو فرضت نفسك لا تلاقي شخصًا إلا وفي قلبك عداوة وبغضاء له ، هل تكون مسرورًا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : أبدًا تضيق بك الأسواق ، لكن إذا كنت لا تضمر لإخوانك المسلمين إلا المحبة والولاء فإنك سوف تكون مسرورًا بكل من تلاقيه من المسلمين ، لأنك تلاقي مَن تحب ومن تتولاه ويتولاك ، فهذه أيضا فيها راحة نفسية لا توجد في كل إنسان يكره الناس ويبغضهم .
فإذا قال قائل : إذا كان في الإنسان ما يوجب المودة والمحبة وما يوجب البغضاء والعداوة ، إيش يعمل ؟ نقول : إن الله قال : (( وزنوا بالقسطاس المستقيم )) ، أحببه لما معه مما يقتضي المحبة ، واكرهه بما معه مما يقتضي الكراهة ، ولا تغلب جانبًا على جانب ، الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ) : يعني لا يبغضها على سبيل الإطلاق ، ( إن كره منها خلقاً رصي منها خلقاً آخر ) : وهكذا الميزان ، لا تكاد تجد أحدًا يسلم مما يوجب الكراهة إلا نادرًا ، لكن قارن بين هذا وهذا وأعط كل شيء حكمه. ومن فوائد الحديث هذا : منع الإنسان من كل ما يؤدي إلى الميسر والمقامرة ، ليش ؟ لأن هذه الأنواع من البيوع كلها فيها خطر وغرر ، قد يكون الإنسان فيها غانما وقد يكون فيها غارما ، وإذا اعتاد الإنسان هذا النوع من المعاملات طمعت نفسه ، وصار يتعامل بمثل هذه المعاملات المبنية على الخطر والغرر حتى تؤدي إلى معاملات أكبر ، ولهذا كثيرًا ما يفتقر أصحاب القمار في ليلة ، تجد هذا الرجل مثلاً عنده ملايين فيقامِر فيُغلب ، يُغلب أول ضربة بمليون ، يمكن ولا لا ؟
الطالب : يمكن .
الشيخ : يمكن أو أكثر فيقول : طيب أبي ألعب ثاني لأجع المليون ، فيضرب ضربة أخرى بمليونين ، يقول : ألعب ثالثة ها حتى أُرجع الثلاثة ولكن يضرب بضربة قاصمة ثلاثة ملايين يكون الجميع ستة ، ولو كان عنده مئة مليون خلصها في ليلة ، فيصبح بعد أن كان غنيا يصبح فقيرا ، وهذه البيوع لا تظن أنها هينة إذا اعتادت النفس على هذه المكاسب المبنية على الغرر والخطر صارت تتطلع إلى ما هو أعظم وأكبر ووقعت في الميسر الذي هو قرين الخمر في كتاب الله ، بل قرين عبادة الأصنام في كتاب الله : (( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )) .
الطالب : ...
الشيخ : الشاة بارك الله فيك وغير الشاة ، إن أشبعتها وجدت لبن ، نعم وإن قلَّ طعامها قلَّ لبنها ، وإن كانت رابية حلبت كثيرا ، وإن كان زعلة تأبى ، أنا أذكر أن فيه من البقر ما لا ترضى أن تحلب أبدًا ، بعض النساء ما يحلب إلا بامرأة معينة .
الطالب : بعض البقر .
الشيخ : نعم ، بعض البقر ما يحلب إلا لامرأة معينة ، نعم ، حتى إنها إذا بيعت طلب المشتري ثوب التي كانت تحلبها لتلبسه امرأة المشتري من أجل أن تحلب عليه ، وبعض البقر ما يحلب إلا على أكل ، فيحتال عليه بعض الناس ويعقد تمرًا في شعر ، يمسكه بالشعر ، يعبطه جميع هكذا ، فإذا يبس التمر على الشعر صار مثل الحصاة ، فيقدمه للبقرة ، البقرة ما تستطيع تأكله ، لأنه قاسي ، فتبدأ تلحسه بلسانها ، وهو يحلب ، آه ، لكن هل تجوز هذه الحيلة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لأن البقرة ظالمة ، البقرة ظالمة ، ليش تمنع الحق لمالكها وهو قائم بواجبها ، نعم ؟
الطالب : أقول : لماذا لا يعطيها ؟
الشيخ : لا يعطيها ، لكن لو شبعانة إذا صارت متعودة أنها ما تحلب إلا على أكل ما تحلب .
الطالب : تأكل يعطيها .
الشيخ : لا شو يعطيها ، لا ، ولهذا يعدونه عيباً ، يعدونه عيبا إذا رآه المشتري له الحق أن يردها ، نعم .