مواصلة شرح الترجمة " الإقرار ". حفظ
الشيخ : واجب -وأظن هذا مبتدأ نأخذ الدرس الآن- حكم الإقرار واجب، يعني يجب على الإنسان أن يقر بما عليه في أصله ووصفه:
في قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم )).
وإذا أقر الإنسان في الدنيا وأُخذ الحق منه كان هذا أفضل له وأطيب مما لو جحد وأُخذ منه في الآخرة، لأنه في الدنيا يؤخذ منه مِن ماله، والمال يأتي خلفه، لكن في الآخرة ما فيه خلف، إذا أُخذ مِن أعماله الصالحة، ولهذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه قال: ( ما تعدون المـُفلس فيكم؟ قالوا: من لا درهم عنده ولا دينار أو قالوا: ولا متاع، قال: لا، المـُفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيأتي وقد ضرب هذا، وشتم هذا، وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئاتهم وطرح عليه، ثم طُرح في النار ) ، وهذا صحيح هذا هو المفلس ، المفلس الذي يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال ويظن أنها أنقذته من النار وأوجبت له الجنة ولكن الأمر يكون بالعكس ، يأخذ الناس حسناته ، ولهذا ذُكر عن بعض السلف أنه إذا قيل له: إن فلانًا اغتابك أرسل إليه هدية، الذي اغتيب يرسل إلى الذي اغتابه هدية، فيقول: ما شأنك إيش الهدية ؟ قال: لأنك أهديت إليّ حسناتك، وأنا أهدي إليك متاع الدنيا، أيهما أبقى؟
الحسنات، خير وأبقى، وهذا هو الواقع.
إذن الواجب على الإنسان أن يقر بما عليه في الدنيا حتى يُستوفى قبل أن يموت.