فوائد حديث :( إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها ). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد:
منها: أنه ينبغي الأكل باليد وهو خيرٌ من الأكل بالملعقة، لقوله: ( فلا يمسح يده ) : مما يدل على أن الذي باشر الأكل وأن آلة الأكل هي اليد وهو كذلك، الأكل باليد أفضل من الأكل بالملعقة، لكن الأكل بالمعلقة هل هو جائز؟
نقول: فيه تفصيل:
أما إذا كان المانع له من أكله باليد التكبر والتغطرس نعم، ومحاكاة ذوي الترف فهذا مكروه ، أقل أحواله أنه مكروه، ولهذا لما قال الفقهاء: لا بأس بالأكل بالملعقة، قال: آخرون: إنه قد يؤخذ من قول الإمام أحمد: " أكره كل محدث "، أنه يكره الأكل بها لأن الأكل بالملعقة كان محدثًا، لكن في هذا نظر، لأن مراد الإمام أحمد في قوله : " أكره كل محدث " يعني إيش؟
في الدين، على كل حال إذا كان الحامل على الأكل بالملعقة هو ما أشرنا إليه إيش؟
التكبر والتغطرس ومحاكاة ذوي الترف فإن أقل أحواله أن يكره .
أما إذا كان لعذر فلا شك في جوازه ، كما لو كان في يده اليمنى جروح لا يستطيع أن يأكل بها وأكل بالملعقة فلا بأس، أو كان الطعام حارًا يلدع يده فأكل بالملعقة فلا بأس.
لكن قد يقول قائل: إذا كان حارًا يلدع يده فسوف يلدع فمه، فيقال: لا، الفم أصبر على الحار من اليد، بدليل أنك تشرب فنجان الشاهي وهو حار لا تتأثر به، لكن لو غمست أصبعك فيه ما تستطيع، لأن الفم تعود على الحار، وقد ذُكر لبعضهم قيل له: يا فلان إنك لا تأكل بالملعقة، قال: أنا آكل بملعقة لا يأكل معي فيها غيري، وأنتم تأكلون بملاعق كل يأكل مها، ما هي الملعقة التي لا يأكل بها غيره؟
الطالب : يده.
الشيخ : يده، فيقول: أنا أعرف يدي نظيفة ولا أكل بها غيري، أما أنتم فكل شَفَة أكلت بها أكلت بملعقة صاحبها فسوف تمس هذه الملعقة، فأنا أنظف منكم، وكلامه صحيح.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان التواضع أن يكون متواضعًا، فيلعق بقية الطعام قبل أن يمسحه.
ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يكون نظيفًا، بدليل أنه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام تمسح يده من الطعام، خلافًا لما يفعله بعض الناس لا يبالي أَبقيت آثار الطعام في يده أو لا، فإن هذا خلاف المروءة، وما ظنك لو سلمت على إنسان ويدك ملطخة بالتمر إيش يكون الأمر؟
يتأذى بلا شك.
ومن فوائد هذا الحديث: جواز إلعاق الغير لأصابعك لقوله: ( أو يُلعقها )، لكن هذا مقيد بما إذا لم يكن في ذلك ضرر، فإن كان في ذلك ضرر بأن تكون يدك فيها جروح مثلاً خفية لا تبين، أو في فمه أيضاً جروح فهنا لا ينبغي لئلا يعرِّض الإنسان نفسه للأذى والمرض.