وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير ) متفقٌ عليه، وفي رواية لمسلم: ( والراكب على الماشي ). حفظ
الشيخ : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليسلم الصغير على الكبير ) " :
الإعراب لأن فيه إشكال : اللام حرف جر، يسلم: اسم مجرور باللام وعلامة جره كسرة ظاهرة ف آخره ، ليسلم الصغير .
الطالب : لا لا .
الشيخ : لا إله إلا الله ، كيف تقولون لا لمعلمكم هداكم الله؟! أنا الآن أمامي كلمتان : لام جر، والثاني كلمة مجرورة ليسلم الصغير.
الطالب : ...
الشيخ : إيش ، يعني مصرون على تخطئتي .
الطالب : لا يا شيخ .
الشيخ : لا، أنت أخطأت ، الواقع أن الام ليست حرف جر ، اللام لام الأمر، يسلم فعل مضارع ما هي اسم ، فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، لكن حُرك بالكسر لالتقاء الساكنين ، لأنه لا يمكن أن تنطق بساكنين وهما باقيان على سكونهما أبداً، يقول ابن مالك في الكافية:
" إنْ ساكنان التقيا اكسِرْ ما سبق *** وإن يكن لَينًا فحذفه استحق " ،
" إنْ ساكنان التقيا اكسِرْ ما سبق *** وإن يكن لَينًا " : يعني حرف من حروف العلة ، " فحذفَه استحق " .
نقول: يرمي الرجل صيدًا ، يرمي الرجل أين الياء؟
الطالب : حذفت.
الشيخ : ليش؟
الطالب : لالتقاء الساكينين.
الشيخ : لالتقاء الساكنين، حذفناها لأنها لينة، وتقول: يدعو الرجلُ ربه أين الواو؟
حذفت لالتقاء الساكنين، وإذا كان صحيحاً يكسر.
( لِيسلم الصغير ) : الهمزة ساكنة والميم ساكنة وهي حرف صحيح فيجب كسرها .
طيب ( ليسلم الصغير على الكبير ) الصغير سنًا أو الصغير قدرًا؟
الطالب : سناً.
الشيخ : ظاهر الحديث سنًا ( ليسلم الصغير ) ويجوز أن يكون قدرًا، وإذا كان أحدهما صغيرًا سنًا وقدرًا فالأمر واضح، لكن إذا كان صغيرًا سنًا كبيرًا قدرًا أو بالعكس فمن الذي يسلم؟
سيذكر إن شاء الله في الفوائد.
طيب ( ليسلم الصغير على الكبير ، والمار على القاعد ) : المار العابر يعني الماشي.
( على القاعد ) : لأن القاعد متجاوَز والماشي متجاوِز، فكان الذي عليه الحق هو الماشي.
( والقليل على الكثير ) : القليل هذا واضح أنه يقصد العدد، القليل على الكثير إذا كانوا ثلاثة وقابلهم أربعة من الذي يسلم؟
الطالب : الثلاثة.
الشيخ : طيب ثلاثة كهول لكل واحد أربعون سنة، وأربعة صغار كل واحد له خمس عشرة سنة، إيش من يسلم؟
الطالب : الكهول.
الشيخ : القليل على الكثير، نعم.
" ( القليل على الكثير ) متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: ( والراكب على الماشي ) "
:
لأن الراكب أعلى من الماشي، فإذا كان أعلى فإن من المناسب أن يتواضع للماشي ويسلم هو، لأنه لو سلم الماشي في هذه الحال لكان الراكب مرتفعًا قدرًا ومرتفعًا حسًا، فربما تزهو نفسه ويتعاظم، فكان من الحكمة أن يكون لديه شيء مِن الخضوع والذل فيسلم هو على الماشي، طيب.