قلنا إن الصحيح أن الشرب قائما مكروه كراهة شديدة وقلنا إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفعل شيئا مكروها ألا نقول بقاعدة الإمام الشوكاني لا سيما والنبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر أن الشيطان يشرب مع من يشرب قائما أفلا نقول إن الشرب قائما للتحريم وما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فللضرورة ؟ حفظ
السائل : قلنا الصحيح : الشرب قائماً مكروه كراهة شديدة .
الشيخ : نعم .
السائل : وتعلمنا من قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفعل شيئاً مكروهاً .
الشيخ : نعم .
السائل : شيخ ألا نقول هنا بقاعدة الإمام الشوكاني لا سيما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( فقد شرب من هو شر منك وهو الشيطان ) ألا نقول : أنه للتحريم ، وما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم للضرورة ، أو خاص به عليه الصلاة والسلام ونهي للأمة عموماً نهي تحريم ؟
الشيخ : لا ، ما نقول هذا ، لأنه ما في ضرورة هنا ، مسألة الشرب من زمزم واضح ما في ضرورة ، ومسألة الشرب من فم السقاء المعلق قد يكون فيه ضرورة وقد لا يكون ، لأنه بإمكانه أن يحمل السقاء وينزله ويشرب ، أو ينتظر حتى يأتي بإناء ، البيوت لا تخلو من إناء ، فالظاهر والله أعلم أن هذا لشدة الكراهة وأنه لا يفعل إلا عند الحاجة ، يعني لا نقول : إن فعل الرسول يدل على الجواز كما ينحاه بعض العلماء ، بل نقول : لا ، فعل الرسول هنا للحاجة ، نعم ؟