فوائد حديث :( من أحب أن يبسط له في رزقه ... ). حفظ
الشيخ : فيستفاد منه: الترغيب في صلة الرحم.
ومن فوائده أيضاً: أن صلة الرحم سبب لكثرة الرزق وطول الحياة، لقوله: ( أن يُبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ).
ومن فوائد الحديث: إثبات الأسباب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل سبباً ومسبَبًا، السبب صلة الرحم ، والمسبب بسط الرزق وطول الأجل أو طول البقاء.
فإن قال قائل: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: (( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ))؟
قلنا: أصلاً لا معارضة، ومراد النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الحث على صلة الرحم، ثم إن وصل الإنسان رحمه علمنا أنه قد كُتب أنه واصل وأن أجله إلى الأمد الذي قدره الله له بسبب صلة الرحم، وليس في هذا أي إشكال.
والعجب أن كثيراً من العلماء أشكل عليهم هذا الحديث إشكالاً عظيمًا حتى أدى بعضهم إلى أن يقول: " إن الأجل أجلان أجل للقاطع وأجل للواصل "، وهذا غير صحيح، بل نقول: أليس الرسول قد قال: ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) قال هكذا، فجعل للجنة سببًا وحث الناس عليه، مع أن من كان من أهل الجنة فهو من أهل الجنة، لكن بهذا السبب.
كذلك أيضا الأجل إذا وفق الله هذا الرجل للصلة علمنا أن أجله قد امتد بسبب الصلة، فمثلاً على فرض أن إنسانًا لم يصل رحمه وكان عمره خمسين سنة، إذا وصل رحمه كم يكون؟
الطالب : أكثر .
الشيخ : أكثر ، اجعلها خمسًا وخمسين، هل في هذا معارضة لكون الإنسان إذا جاء أجله لا يتقدم ولا يتأخر؟
لا ، لماذا؟
لأن أصل الأجل الذي هو خمس وخمسون أصله مكتوب من أول على أن هذا الرجل سوف يصل الرحم، ولا إشكال .
كذلك أيضًا يقال في الرزق: ( ومن أحب أن يسبط له في رزقه فليصل رحمه )، إذا قال: الرزق مكتوب يكتب على الجنين رزقه وأجله وعمله وشقي وسعيد وهو في بطن أمه قلنا: نعم، لكن قد كتب له هذا الرزق المعين وصلة الرحم كلاهما مكتوب، لكن كون الإنسان قد كُتب رزقه وأجله وكتب صلته هل هو يعلم أو لا يعلم؟
الطالب : لا يعلم .
الشيخ : لا يعلم ، إذن فمقصود الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الحث على صلة الرحم.
كذلك لو قلت: من أحب أن يولد له فليتزوج، صحيح هذا ولا لا ؟
صحيح ، ما يمكن يولد له بلا زوجة.
هل نقول مثلاً: إن كان الله قد قدر أنه يولد له فإنه سيولد له ؟
نقول: لا، لا يولد له إلا إذا تزوج، فالمسألة لا إشكال فيها إطلاقًا، صحيح في أول وهلة قد يظن الظان أن الأجل يمتد وهو قُدر أن يموت قبل ذلك، أن الرزق يتوسع وهو قد قدر له رزق طيب، ولكن نقول: لا، هذا مرتبط بهذا في علم الله عز وجل.
المهم: أن هذا فيه حث على صلة الرحم وأنها سبب لكثرة الرزق وطول الأجل.