وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) متفقٌ عليه. حفظ
الشيخ : " وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعًا وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) " :
ثلاث وثلاث، ثلاث عبَّر عنهن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله حرمها، وثلاث بأن الله كرهها، فهل هناك فرق في الحكم بين هذا وهذا، أو هو اختلاف في التعبير؟
الجواب: الثاني، اختلاف في التعبير، لأن الله إذا كره شيئا فهو حرام، لا شك أن الله إذا كره شيء فهو حرام، كما قال تعالى حين ذكر كثيرًا من المحرمات قال: (( كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهًا )) .
طيب نقول حديث المغيرة يقول: ( حرم عليكم عقوق الأمهات ) : فما عقوق الأمهات؟
نقول: هو عدم القيام ببرهن، تجب لها النفقة فلا ينفق، تجب مساعدتها في حاجتها فلا يساعدها، يجب تمريضها فلا يمرضها، المهم: أن العقوق إيش؟ قطع الصلة، وهو عدم القيام بمصالحهن.
الأمهات جمع أم، ويقال: في بني آدم أمهات، وفي غيرهم: أمَّات، وهذا من الفروق.
وقد يقال: أمهات في غير بني آدم.
فإن قال قائل: لماذا نص على الأمهات؟
نقول: لأن الغالب أن القطيعة تكون بالنسبة لهن، لأن الوالد رجل يأخذ حقه بيده، لكن المرأة مسكينة مغلوبة فتكون القطعية أو يكون العق بالنسبة لها، عقوق الآباء حرام ولا غير حرام؟
الطالب : حرام .
الشيخ : حرام ولا فرق ، لكن نص على الأمهات لما ذكرنا.
كذلك أيضًا ( وأد البنات ) : وأد البنات: دفنهن وهن أحياء، وهذا يقع بل قد وقع من الجاهليين ، كان الواحد منهم إذا بُشر بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم ، يسود وجهه والعياذ بالله ، ويغتم ، فتظهر عليه علامة الاستياء في وجهه وفي قلبه ، ثم في فعله أيضاً : (( يتوارى من القوم من سوء ما بشر به )) : يتوارى يعني يختفي ، يروح يقوم من المجالس من سوء ما بشر به ، ثم يتردد: (( أيمسكه على هون )) : فيهينه ويذله يعني: المرأة يذلها ويهينها . (( أم يدسه في التراب )) : يعني: الوأد، وكانوا يفعلون ذلك والعياذ بالله حتى قيل: " إن بعضهم يذهب بابنته ليئدها فإذا قام يحفر لها وأصاب لحيته شيء من التراب جعلت تنفض التراب عن لحيته " وهو يريد أن يدفنها والعياذ بالله، يعني قلوب أقسى من الحجارة، نعم نسأل الله السلامة.
حرمه الله ، حرم الله وأد البنات ، لأن وأد البنات فيه قطيعة وعقوق من أشد ما يكون، إذا كان قتل الأجنبي محرمًا فقتل القريب من باب أولى، طيب ووأد الأبناء ؟
الطالب : كذلك .
الشيخ : لماذا لم يذكر؟
لأنه ليس من عادتهم ، فالتقييد هنا باعتبار العادة فلا مفهوم له ، فوأد الأبناء مثله ، لو أن إنسان قتل أبناءه خوفًا من ضيق المعيشة فهو مثل البنات تمامًا.
( ومنعًا وهات ) : أعوذ بالله منعاً وهات إيش منعاً وهات ؟
يعني: لا يخرج شيئًا من ماله ، وبالنسبة لأموال الناس هات، مثل النار، والعياذ بالله ، هات كل من وَجَد: والله بارك الله فيك الصدقة محبوبة إلى الله وأنا رجل قليل ذات اليد والله ما بيدي شيء، يعني: يده التي أمامه الآن ما فيها شيء، يستدعي الناس بمثل هذا، وربما يكذب ويقول: لي أولاد ولي عائلة وهو كذاب، طيب وإذا أردنا أن نخرج منه شيئًا لا يخرجه، ممنوع، فهو والعياذ بالله جموع منوع.
طيب : ( وكره لكم قيل وقال ) : قيل وقال فلان ، هل المعنى: كثرة الخوض في الناس وماذا قيل في فلان وماذا قال الناس ، أو المعنى أن ينقل الشيء بدون تثبت ؟
الطالب : كلاهما.
الشيخ : نعم أو كلاهما ، كلاهما، الإنسان كره الله له أن يكون ليس له هم إلا قيل وقال، ولاسيما إذا كان في أمور العقائد فإنه أشد وأخطر، كما يوجد الآن في كتب أهل الكلام والفلاسفة، فإن قيل وقيل وما أشبه ذلك.
ولهذا قال بعضهم:
" نهاية إقدام العقول عِقال *** وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا *** وغاية دنيانا أذى ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه: قيل وقالوا " :
شوف هذا من زعمائهم من كبرائهم يقول هذا الكلام: ما استفدنا إلا قيل وقال! تأتي مثلاً كتب كثيرة كلها قيل قال فلان، وقيل عن فلان، مع أنه يغني عنها قليل من القول.
نعم، انتهى الوقت ؟ نقف على هذا.
يلا يا سامي عقيلي اقرأ !
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين :
قال المصنف -رحمه الله تعالى- في باب البر والصلة فيما نقله : " وعن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) متفقٌ عليه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين ) أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم.
وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه ) متفق عليه " :
في رواية : ويأتي .
الشيخ : نعم وهو كذلك .
القارئ : " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك. قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك. قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك ) متفق عليه " :
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تعبهم بإحسان إلى يوم الدين :
قال ابن حجر -رحمه الله- في سياق الأحاديث التي ذكرها في باب البر والصلة فيما نقله عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ) إلى آخره .
ثلاث وثلاث، ثلاث عبَّر عنهن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله حرمها، وثلاث بأن الله كرهها، فهل هناك فرق في الحكم بين هذا وهذا، أو هو اختلاف في التعبير؟
الجواب: الثاني، اختلاف في التعبير، لأن الله إذا كره شيئا فهو حرام، لا شك أن الله إذا كره شيء فهو حرام، كما قال تعالى حين ذكر كثيرًا من المحرمات قال: (( كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهًا )) .
طيب نقول حديث المغيرة يقول: ( حرم عليكم عقوق الأمهات ) : فما عقوق الأمهات؟
نقول: هو عدم القيام ببرهن، تجب لها النفقة فلا ينفق، تجب مساعدتها في حاجتها فلا يساعدها، يجب تمريضها فلا يمرضها، المهم: أن العقوق إيش؟ قطع الصلة، وهو عدم القيام بمصالحهن.
الأمهات جمع أم، ويقال: في بني آدم أمهات، وفي غيرهم: أمَّات، وهذا من الفروق.
وقد يقال: أمهات في غير بني آدم.
فإن قال قائل: لماذا نص على الأمهات؟
نقول: لأن الغالب أن القطيعة تكون بالنسبة لهن، لأن الوالد رجل يأخذ حقه بيده، لكن المرأة مسكينة مغلوبة فتكون القطعية أو يكون العق بالنسبة لها، عقوق الآباء حرام ولا غير حرام؟
الطالب : حرام .
الشيخ : حرام ولا فرق ، لكن نص على الأمهات لما ذكرنا.
كذلك أيضًا ( وأد البنات ) : وأد البنات: دفنهن وهن أحياء، وهذا يقع بل قد وقع من الجاهليين ، كان الواحد منهم إذا بُشر بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم ، يسود وجهه والعياذ بالله ، ويغتم ، فتظهر عليه علامة الاستياء في وجهه وفي قلبه ، ثم في فعله أيضاً : (( يتوارى من القوم من سوء ما بشر به )) : يتوارى يعني يختفي ، يروح يقوم من المجالس من سوء ما بشر به ، ثم يتردد: (( أيمسكه على هون )) : فيهينه ويذله يعني: المرأة يذلها ويهينها . (( أم يدسه في التراب )) : يعني: الوأد، وكانوا يفعلون ذلك والعياذ بالله حتى قيل: " إن بعضهم يذهب بابنته ليئدها فإذا قام يحفر لها وأصاب لحيته شيء من التراب جعلت تنفض التراب عن لحيته " وهو يريد أن يدفنها والعياذ بالله، يعني قلوب أقسى من الحجارة، نعم نسأل الله السلامة.
حرمه الله ، حرم الله وأد البنات ، لأن وأد البنات فيه قطيعة وعقوق من أشد ما يكون، إذا كان قتل الأجنبي محرمًا فقتل القريب من باب أولى، طيب ووأد الأبناء ؟
الطالب : كذلك .
الشيخ : لماذا لم يذكر؟
لأنه ليس من عادتهم ، فالتقييد هنا باعتبار العادة فلا مفهوم له ، فوأد الأبناء مثله ، لو أن إنسان قتل أبناءه خوفًا من ضيق المعيشة فهو مثل البنات تمامًا.
( ومنعًا وهات ) : أعوذ بالله منعاً وهات إيش منعاً وهات ؟
يعني: لا يخرج شيئًا من ماله ، وبالنسبة لأموال الناس هات، مثل النار، والعياذ بالله ، هات كل من وَجَد: والله بارك الله فيك الصدقة محبوبة إلى الله وأنا رجل قليل ذات اليد والله ما بيدي شيء، يعني: يده التي أمامه الآن ما فيها شيء، يستدعي الناس بمثل هذا، وربما يكذب ويقول: لي أولاد ولي عائلة وهو كذاب، طيب وإذا أردنا أن نخرج منه شيئًا لا يخرجه، ممنوع، فهو والعياذ بالله جموع منوع.
طيب : ( وكره لكم قيل وقال ) : قيل وقال فلان ، هل المعنى: كثرة الخوض في الناس وماذا قيل في فلان وماذا قال الناس ، أو المعنى أن ينقل الشيء بدون تثبت ؟
الطالب : كلاهما.
الشيخ : نعم أو كلاهما ، كلاهما، الإنسان كره الله له أن يكون ليس له هم إلا قيل وقال، ولاسيما إذا كان في أمور العقائد فإنه أشد وأخطر، كما يوجد الآن في كتب أهل الكلام والفلاسفة، فإن قيل وقيل وما أشبه ذلك.
ولهذا قال بعضهم:
" نهاية إقدام العقول عِقال *** وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا *** وغاية دنيانا أذى ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه: قيل وقالوا " :
شوف هذا من زعمائهم من كبرائهم يقول هذا الكلام: ما استفدنا إلا قيل وقال! تأتي مثلاً كتب كثيرة كلها قيل قال فلان، وقيل عن فلان، مع أنه يغني عنها قليل من القول.
نعم، انتهى الوقت ؟ نقف على هذا.
يلا يا سامي عقيلي اقرأ !
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين :
قال المصنف -رحمه الله تعالى- في باب البر والصلة فيما نقله : " وعن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) متفقٌ عليه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين ) أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم.
وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه ) متفق عليه " :
في رواية : ويأتي .
الشيخ : نعم وهو كذلك .
القارئ : " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك. قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك. قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك ) متفق عليه " :
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تعبهم بإحسان إلى يوم الدين :
قال ابن حجر -رحمه الله- في سياق الأحاديث التي ذكرها في باب البر والصلة فيما نقله عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ) إلى آخره .