مناقشة ما سبق. حفظ
الشيخ : فلنبحث فيما سبق :
أولاً قوله : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ) استشكله بعض العلماء فما وجه الإشكال ؟
الطالب : وجه الاشكال قوله: أن آجال العباد مقدرة قبل أن يخلقوا فكيف.
الشيخ : بأن ظاهر الحديث أن الأجل يؤخر مع أن الله يقول؟
الطالب : مع أن الأجل يؤخر !
الشيخ : مع أن الله يقول : إذا جاء .
الطالب : (( إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )) .
الشيخ : طيب ، فكيف يجمع بين الآية وبين الحديث ؟
الطالب : أن يقال : بأنه كان مقدراً بأن هذا العبد هذا سيتخذ هذا السبب يعني صلة رحمه، وهذا السبب يكون سبباً في أن يطيل الله في عمره وأن ينسأ في رزقه، فيبسط الله في رزقه وينسأل له في أثره فلا إشكال .
الشيخ : فلا إشكال واضح يا جماعة ؟
يقال: إن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد بهذا الحديث الحث على صلة الرحم ، فإذا كان الله تعالى قد قدر أن هذا الإنسان يصل رحمه قدر له أجلاً طويلاً ، وإذا كان كذلك على خلاف ذلك فعلى خلاف ذلك .
فالمسألة مقدرة وهذا لا إشكال فيه ، كما أن الرزق أيضاً أليس مقدراً ؟
ومع ذلك نحن مأمورون بأخذ الأسباب التي نرزق بها .
الولد مقدر أيضاً ونحن مأمورون بالنكاح حتى نحصل على الأولاد، فالحديث في الحقيقة لا إشكال فيه، قد يكون في بادئ الأمر يشكل على بعض الناس لكن عند التأمل يتبين أنه لا إشكال فيه.
طيب ( لا يدخل الجنة قاطع ) : مقتضى هذا الحديث أن يخلد في النار ، لأنه ما في إلا داران إما الجنة وإما النار فإذا كان لا يدخل الجنة لزم أن يكون مخلداً في النار فما تقول صالح ؟
الطالب : الدخول قسمان : دخول مطلق وهو الدخول الذي لم يسبقه عذاب، مطلق الدخول وهو الدخول الذي قد يسبقه .
الشيخ : أن يقال إن الدخول نوعان:
دخول مطلق لم يسبق بعذاب ، وهذا الذي نفاه الرسول عليه الصلاة والسلام عن قاطع الرحم.
والثاني ؟
الطالب : مطلق الدخول .
الشيخ : مطلق الدخول وهو الذي يكون مسبوقاً بعذاب طيب ، هذا جيد
لكن يشكل على هذا أيضاً أن ظاهر الكلام أن قاطع الرحم لا بد أن يعذب فكيف نجمع بينه وبين قوله تعالى: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))، يلا يا خالد ؟
الطالب : ليس فيه دليل أنه لابد أن يعذب.
الشيخ : إيش؟
الطالب : لا دليل فيه أنه لابد أن يعذب لهذه الآية، فهو تحت المشيئة والأمر غير محقق بالنسبة للعفو هو على خطر عظيم هذا التفصيل.
الشيخ : إلى الآن ، حدد الجواب ؟
الطالب : الآن يا شيخ أنه !
الشيخ : الآن إذا قلت: أنه لا يدخل الجنة قاطع أي الدخول المطلق الكامل الذي لم يسبق بعذاب هذا ماشي، وعلى هذا يكون لابد أن يعذب، فإذا كان لابد أن يعذب فكيف يجمع بينه وبين قوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))؟
الطالب : لا نسلم أنه لا بد أن يعذب يا شيخ ، الآية أنه واقع تحت المشيئة.
الشيخ : إيش؟
الطالب : لا نسلم أنه لا بد أن يعذب لوقوعه تحت المشيئة.
الشيخ : إي، يعني نقول: الحديث هذا يدل بمفهومه والآية منطوق والمنطوق مقدم على المفهوم، فيكون مقيد، طيب وفي احتمال آخر ذكرته لكم :
أنه يمكن يقال: هذا خاص بمعنى أنه لا يغفر، لكن الجواب الأول أصح أن يقال: تعارض منطوق ومفهوم والمعروف عند الأصوليين أنه إذا تعارض منطوق ومفهوم قدم ؟
الطالب : المنطوق .
الشيخ : المنطوق .
طيب ، إذا قال قائل هذا الوعيد الذي يأتي على إطلاقه من الرسول عليه الصلاة والسلام مع العلم بأنه مقيد بنصوص أخرى ما هي الفائدة منها ، والرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أن كلامه محكم ، فما الفائدة من أن يأتي الوعيد هكذا مطلقاً ؟ نعم ؟
الطالب : الفائدة قوة الترهيب من هذا العمل .
الشيخ : أحسنت ، الفائدة قوة الترهيب وشدة الزجر، نعم، حتى لا يتمادى أحد بذلك الأمر، نعم .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ) : التحريم معناه؟ ويش معنى التحريم؟
الطالب : التحريم ؟
الشيخ : إي نعم ، ويش معنى التحريم؟
الطالب : ما يستحق فاعله العقاب .
الشيخ : لا لا ، ويش معنى التحريم أصلاً ؟
الطالب : المنع .
الشيخ : المنع أحسنت ، التحريم يعني المنع ، ( حرم عليكم ) أي : منعكم من ذلك ، عقوق الأمهات لماذا خص الأمهات دون الآباء ؟ إي نعم ؟
الطالب : لأن الأمهات ضعيفة وربما تكون يحصل منه قطيعة الأم وهي منكسرة .
الشيخ : إي نعم .
الطالب : أما الوالد فيأخذ حقه بيده .
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك ، لأن الأمهات في الغالب ضعيفات لا تستطيع المرأة أن تدافع عن نفسها وربما يحصل من ابنها عقوق بخلاف الأب فإنه قوي والغالب أنه فوق ابنه فيأخذ حقه بيده .
لو عق الإنسان أباه يجوز ؟
الطالب : لا يجوز بل حرمه الله عز وجل .
الشيخ : يجوز ؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : لا يجوز .
الطالب : إن الله حرمه .
الشيخ : طيب عندك شيء من القرآن يدل على هذا ؟
الطالب : قال الله تعالى: (( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً )) .
الشيخ : (( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً )) نعم بارك الله فيك .
وأد البنات نعم رضوان ، رضون أظن ؟
الطالب : رياض .
الشيخ : رياض .
الطالب : قلنا يا شيخ وهذا حكم الجاهلية !
الشيخ : اصبر اصبر ، وأد البنات يعني ؟
الطالب : دفنهن وهن أحياء .
الشيخ : دفنهن وإيش؟
الطالب : وهن أحياء .
الشيخ : وهن أحياء ، طيب وهل أحد يدفن ابنته وهي حية ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ها ؟
الطالب : كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية .
الشيخ : كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية .
طيب لو وأد الابن ما هو البنات يجوز ؟
الطالب : يجوز يا شيخ يدخل في التحريم .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ، الله يعين ابنك عليك !
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : ها ؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : طيب وأد الابن لا يجوز ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : طيب لماذا خص البنات هنا ؟
الطالب : لأنهم في الجاهلية كانوا إذا ولدت لهم بنت .
الشيخ : لأن العادة في غالب أهل الجاهلية أن يئدوا ؟
الطالب : البنات .
الشيخ : البنات دون الأبناء ، تمام .
هل هناك دليل على أنهم في الجاهلية يدفنون النساء ؟
الطالب : شيخ قول الله تعالى : (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم )) !
الشيخ : أحسنت .
الطالب : (( يتوارى من القوم من سوء ما بشر به )) .
الشيخ : (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه بالتراب )) ، ولذلك يئدونهن .
( مَنعاً وهات ) : لو أن إنسان طلب منك أن تعطيه قلماً فمنعته هل يدخل في النهي ؟
الطالب : يدخل في النهي ، إذا كان يأخذ من الناس ولا يرجعه .
الشيخ : لا لا أنا مثلاً رأيت معك قلماً جيداً طيباً وأعجبني فقلت : أعطنيه ؟
الطالب : بحسب .
الشيخ : اصبر أنت منعتني هل يدخل في الحديث ؟
الطالب : بحسب الحال .
الشيخ : بحسب إيش ؟
الطالب : في تفصيل : إذا كان مثلاً الإنسان .
الشيخ : لا أبداً هذا الطالب معه قلمين اثنين !
الطالب : يدخل .
الشيخ : يدخل ؟
الطالب : إي .
الشيخ : يعني أنت إذن ما لك أنك تمنعني إذا طلبت منك قلمك ؟
الطالب : إي بس على حسب الحال .
الشيخ : ويش الحال ؟
الطالب : إذا كان مثلا يا شيخ !
الشيخ : يعني لا تربط نفسك بالحديث يعني السؤال عام : إنسان قال لك أعطني قلمك لأنه جاز له فقلت : لا قلمي أحتاج له ماني معطيك إياه هل يدخل في الحديث وأن الله حرمه ؟
الطالب : يدخل .
الشيخ : يدخل ؟!
يا جماعة اسألوا كل ما معه بعد الدرس -إن شاء الله- شوفوا يمنعكم ولا لا ؟ كيف ؟ ماذا قلنا في كلمة منعاً وهات في التفسير تفسيرها ؟
الطالب : تفسيرها بأنه يسأل الناس .
الشيخ : يمنع ما يجب بذله ، كذا ؟ وهل يجب على الإنسان إذا سئل قلمه أن يبذله ؟
الطالب : لا .
الشيخ : طيب إذن ما يدخل ، طيب هات ؟
الطالب : هات يسأل الناس .
الشيخ : طيب سؤال ما لا يجوز له سؤاله ، هذا الضابط فيها .
المنع : منع ما يجب بذله حتى في العلم يدخل في هذا ، وهات سؤال ما لا إيش؟
ما لا يضطر أو ما لا يجوز له سؤاله طيب .
هل من ذلك منع الزكاة وطلبها وهو لا يستحقها ؟ عبد الله غانم ؟
الطالب : كيف ؟
الشيخ : هل من ذلك أن يمنع الزكاة ، زكاة ماله ويطلبها وهو لا يستحقها ؟
الطالب : لا يدخل ، لأنه يأخذ منه .
الشيخ : افهم السؤال ، هل يدخل في الحديث أن يمنع زكاته الواجبة ويسأل من الناس زكاتهم وهو لا يستحقها ، يدخل في الحديث أو لا ؟
الطالب : لا يدخل .
الشيخ : لا يدخل ، الظاهر ما فهمت السؤال يلا يا سمير ؟
الطالب : يدخل في الحديث .
الشيخ : يدخل في الحديث لأنه منع؟
الطالب : منع ما يجب عليه وسأل ما لا يجوز له .
الشيخ : صح ، منع ما يجب عليه بذله ، وسأل ما لا يجوز له .
طيب أظن أنهينا الحديث كله ؟
الطالب : الفوائد !
الشيخ : الفوائد ، طيب ( كره لكم قيل وقال ) : ما الذي يدخل في هذا يا إبراهيم؟
الطالب : يدخل فيه أمران : الأمر الأول : كثرة الخوض في كلام الناس.
والثاني: النقل بدون تثبت .
الشيخ : إيش النقل بدون تثبت نعم، أن ينقل عن الناس قيل كذا وقال كذا بلا تثبت ، والثاني أن لا يكون همه إلا الخوض فيما قيل نعم وقال الناس .
كثرة السؤال : أي سؤال ؟ سؤال الماء ولا سؤال العلم ؟
الطالب : سؤال العلم .
الشيخ : سؤال العلم ؟! يعني لا يجوز للإنسان أن يكثر سؤال العلم ؟
الطالب : ما شرحناه يا شيخ .
الشيخ : صحيح ، طيب .
الطالب : توقفنا .
الشيخ : نشرحه ونأخذ الفوائد إن شاء الله .