تتمة فوائد حديث:( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ... ). حفظ
الشيخ : والإدخال في الإسلام ليس إلى الخلق، إلى من؟
إلى الله عز وجل، فالخلق عبيد الله إذا حكم على أحد بأنه كافر فهو كافر، ولو كان أباءنا أو أبناءنا أو إخواننا أو عشيرتنا.
إذا لم يحكم على إنسان بأنه كافر فلن نكفره وإن عمل ما عمل .
فكون الإنسان يجعل مسألة التكفير حسب العاطفة والذوق وما أشبه ذلك غلط عظيم.
ومسألة التكفير أعظم من مسألة التحليل والتحريم، لأنه يترتب عليها أحكام عظيمة تُذكر في أحكام الردة.
طيب ويترتب على ذلك أيضًا أن من أحلَّ ما حرم الله أو حرم ما أحلَّ الله فقد ضاد الله في أمره، لأن التحريم والتحليل لمن؟
لله وحده، فمن قال عن شيء حلال إنه حرام فهو مضاد لله، ومن قال عن شيء حرام إنه حلال فهو مضاد لله عز وجل.
لكن ما صدر عن اجتهاد بعد البحث وطلب الدليل وأداه اجتهاده إلى شيء ما من هذا فهو معذور، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر ) .
ومن فوائد الحديث: تحريم عقوق الأمهات وهو من كبائر الذنوب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا: بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ) : فعقوق الأمهات والآباء أيضًا من أكبر الكبائر.
طيب برهما ؟
من أفضل الأعمال، والإنسان مع والديه له ثلاث حالات :
بر، وقطيعة، ولا بر ولا قطيعة :
أما القطيعة فهي من كبائر الذنوب.
وأما البر فهو من أفضل الأعمال.
وأما ما لا بر ولا قطيعة فهذا محرم، لكن لا يصل إلى حد الكبيرة، محرم لأنه ترك للواجب الذي أمر الله به وهو البر والإحسان، لكن لا يصل إلى حد الكبيرة، لأن الكبائر إنما هي في العقوق.
فصارت معاملة الإنسان لوالديه على كم؟
ثلاثة أقسام أو ثلاثة حالات :
بر وعقوق ولا بر ولا عقوق.
فالبر واجب وإحسان وفضل وأجر، والعقوق كبيرة من كبائر الذنوب وإساءة، وما لا هذا ولا هذا فهو حرام، لكنه لا يبلغ إلى حد الكبيرة.
طيب وإنما حرم الله العقوق لما فيه من جحد النعمة ، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( من صنع إليكم معروفًا فكافئوه ) : فأي معروف من الآدميين غير النبي عليه الصلاة والسلام أكبر من معروف الوالدين؟
الطالب : لا أحد .
الشيخ : نعم ، لا شيء، ولهذا قال الله تعالى: (( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا )) : والكاف هنا للتعليل يعني: لأنهما ربياني صغيراً فلا نعمة من العباد بعد إنعام النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من نعمة الوالدين على الولد، وكان من الأمثال العامية : " إن البر أسلاف " ، يقولون العوام : إن البر أسلاف كيف أسلاف ؟
يعني: أنك إذا بررت بوالديك بر بك أولادك.
ومن فوائد الحديث: تحريم وأد البنات، لقوله: ( إن الله حرم )، ثم قال: ( ووأد البنات )، والأولاد ؟
الطالب : من باب أولى .
الشيخ : نعم من باب أولى، وهل وأد البنات -نعم ترى قصدت بالأولاد الذكور- والبنين من كبائر الذنوب؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم من كبائر الذنوب، لأنها قطيعة رحم، ولا عقوق؟
الطالب : قطيعة رحم.
الشيخ : قطيعة رحم، العقوق خاص بالوالدين، لأنها قطيعة رحم هذه من جهة ، ولأنها قتل للنفس وقتل النفس كما تعلمون : (( ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها )) إلخ .
وبما أن التحريم لله صار قتل الولد في بعض الأحيان قربة من القربات، لأن التحريم والتحليل لمن؟
الطالب : لله .
الشيخ : هذا سليم يبي يخبرنا !
الطالب : قصة إبراهيم وإسماعيل يا شيخ .
الشيخ : نعم ، في قصة إبراهيم وإسماعيل فإن الله تعالى أمر إبراهيم بأن يقتل ولده إسماعيل، وولده إسماعيل هو أول أولاده : (( فأما بلغ معه السعي )) وتعلقت به نفسه تعلقًا شديدًا لأن أكبر ما يتعلق الإنسان بولده إذا كان قد بلغ معه السعي.
الصغير لا يلتفت إليه غالبًا والكبير الذي انفصل أيضًا لا يلتفت إليه لكن الصغير الذي معه يمشي معه ويروح معه تتعلق به النفس أكثر، ومع ذلك أُمر بأن يذبحه : (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) : فتأمل الآن قتل الأولاد من كبائر الذنوب، وإذا أمر الله به صار قربة وطاعة.
السجود لغير الله شرك ، وإذا أمر الله به صار قربة وطاعة: (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا )).
طيب من فوائد الحديث: تحريم طلب ما لا يحل للإنسان، لقوله؟
الطالب : ( منعاً وهات ) .
الشيخ : الآن سقطتم في حفرة ، تحريم طلب ما لا يستحقه الإنسان ؟
الطالب : هات .
الشيخ : هات ، ما تمشون على الترتيب.
وتحريم منع ما يجب من قوله: ( منعا وهات ) .
هذه الحال كما قلنا في الشرح تدل على أن الإنسان مجبول على البخل بمنعه وعلى الشح بطلبه.
ومن فوائد الحديث: أن من الأساليب العربية التي توجب الانتباه أن يختلف التعبير في أشياء حكمها واحد ؟
الطالب : حرم وكره .
الشيخ : حرم وكره، لأن ما كرهه الله فهو حرام، لكن النبي عليه الصلاة والسلام إذا كان هذا التعبير من عند الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الأصل وإنما قلت ذلك ، لأنه من الجائز أن يكون من تصرف الرواة ، لكن الأصل أنه كلام النبي عليه الصلاة والسلام .
لكن الرسول عبر بهذا، وهذا من أجل أن ينتبه الإنسان، ومعلوم لنا جميعا أن الكلام إذا كان على وتيرة واحدة فإن الإنسان لا ينسجم معه انسجاما كثيرًا، يكون باردًا على الذهن.
ولهذا بعض الناس بعض القراء الآن يستعملون التنبيه باختلاف الصوت، لا باختلاف التعبير، فتجده مثلاً قراءته سلسة على طريق واحد، ثم إذا به يرفع صوته أو يخفض صوته فيوجب بذلك إيش؟
الطالب : الانتباه .
الشيخ : الانتباه طيب.
من فوائد الحديث: أن الله يكره قيل وقال، ولهذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ). من كمال إيمانك ألا تقول إلا خيرًا ، والعجب أن من كان هذا منهجه فإنه يسلم من شرور كثيرة، ومن كثر كلامه كثر سقطه، لكن من قلَّ كلامه وكان لا يتكلم إلا بخير فهذا هو المؤمن وهذا هو السالم.
لكن إذا قال قائل: إذا كنا لا نتكلم إلا بالخير ولاسيما في عصرنا هذا لزم أن نكون دائمًا سكوتًا ، نعم ندخل المحل مثلا السلام عليكم كيف أصبحت؟ كيف أنتم؟ ثم نسكت، من يجيب لنا ؟
نقول الخير نوعان: خير مقصود لذاته، وخير مقصود لغيره.
والأول لاشك أنه أشرف لأن الأول غاية. والثاني دونه لكنه خير.
فإذا تكلم الإنسان بكلام هو في حد ذاته ما فيه خير لغو، لكن يريد أن يدخل الأنس والسرور على الحاضرين فهذا يعتبر خيرا، لأن إدخال الأنس والسرور على مجالسك من الخير لاشك.
لكن إذا حصل الأول وهو الخير لذاته فهو أفضل لاشك، ومن ذلك -أي من الأول الخير لذاته- تعليم العلم، أنا أظن أن الإنسان لو قام يحدث في مجلس غير معد للحديث ربما يكون ذلك ثقيلاً على النفس، لكن من الممكن أن يذكر مسائل فقهية طريفة توجب أن ينتبه الناس وتشتد أفكارهم إليه، مثل: أن يطرح مسألة غريبة مثلا، أو يتكلم في قصة مما ورد في الأحاديث من القصص، يقول الرسول قص علينا كذا وكذا قص علينا ثلاثة أبرص وأقرع وأعمى، قص ثلاثة انطبق عليهم الغار وما أشبه ذلك، أو صخرة أطبقت عليهم الغار.
المهم أن الإنسان اللبيب يستطيع أن يدخل العلم بلا ملل على الناس بما أعطاه الله من الحكمة.
ومن فوائد الحديث: كراهة الله لكثرة السؤال، لكن هل المراد كثرة السؤال من واحد أو من متعدد؟
الطالب : من واحد.
الشيخ : من واحد، فلو فرضنا أن إنسان عنده مائة طالب كل واحد جاب سؤالاً كم تكون الأسئلة ؟
الطالب : مئة .
الشيخ : مئة ، هل: نقول هذه كثيرة يكره، ولا يسأل من الطلبة هؤلاء إلا ثلاثة فقط والباقون يسكتون؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا، لكن يجي واحد يتصدر للأسئلة ويأتي كل ما أجاب المسؤول عن السؤال، وإذا بالثاني على إثره هذا منهي عنه.
ولاسيما إذا كان هذا السائل يستأثر بالمسؤول، فهذا منهي عنه، وقد بينا أن كثرة السؤال تشمل كثرة سؤال المال وسؤال العلم.
والمراد بسؤال المال ما يستحقه الإنسان، أما ما لا يستحقه فهو منهي سواء كان كثيرًا أو قليلاً.
ومن فوائد الحديث: النهي عن إضاعة المال ، وهذه كلمة عظيمة جامعة : كل ما تبذله فيما لا ينفع لا في دين ولا في دنيا فهو إضاعة، ومن هنا نأخذ تحريم الدخان يعني التبغ ، صح ؟
الطالب : صح إضاعة مال .
الشيخ : هو إضاعة مال ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لكن صاحبه يقول : إنه إذا شربه واستأنس وكيَّف وإذا لم يشربه ضاق صدره ، نعم ، إيش نقول له ؟
الطالب : حتى الخمر يا شيخ الإنسان بيستانس فيه .
الشيخ : إي حتى الخمر، يأتي الخمير يقول مثل هذا الكلام ، إيش نقول؟ أجيبوا يا جماعة أنتم طلبة ، ويش تقول يا جمال ؟
الطالب : شيخ نقول هذا من انتكاس الفطرة .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : من انتكاس فطرته ، حيث صار الضار والخبيث عنده طيباً ويسليه وكذا فهذا من انتكاس فطرته .
الشيخ : طيب .
الطالب : فيه نص .
الشيخ : ما هو ؟
الطالب : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كل مسكر حرام ).
الشيخ : أحسنت ، مسألة الخمر إذن تخرج في الحديث نص عليها الرسول
الطالب : وأهل الطب أجمعوا كلهم أن الدخان من الخمر.
الشيخ : إيش؟
الطالب : أهل الطب أجمعوا أن الدخان !
الشيخ : أن إيش ؟
الطالب : مسكر .
الشيخ : مسكر ؟
الطالب : مسكر .
الشيخ : إي ، حتى أن الواحد لو شربه بيتعب شوي.
الطالب : هذا نص ...
الشيخ : على كل حال ، طيب تفضل!
الطالب : الدين الإسلامي قام فيه تحقيق المصالح ودرء المفاسد ، من نظر إلى حال الدخان عرف أنه مفسدة.
الشيخ : أحسنت، هذا لا يعارض فيه الإسلام الآن، أن نقول: نعم هو يتلذذ ويستأنس لأن فيه مادة توجب الانقباض عند الفقد والانبساط عند الوجود ، لكن آثاره الضارة تربو على المنافع ، والله عز وجل حرم علينا الخمر والميسر لأن إثمهما أكبر من نفعهما، فنقول: أنت إذا تلذذت به أو انشرح صدرك له لأنك اعتدته حتى الذين يشربون الشاهي الآن بعضهم إذا فقد الشاهي !
الطالب : يتقطع
الشيخ : إي ، ينحاش ، يحتاج أن يجاب الشاي عشان يوصل خده ، وأظن أيضًا حتى لو أنك تأخرت في الغداء وأنت مشتهيه يضيق الصدر ولا ما يضيق؟
الطالب : يضيق .
الشيخ : يضيق، فعلى كل حال نقول هذا الذي يقول: إن الدخان يسر به وينشرح صدره هذا لا عبرة به لأن مضاره أكثر من منافعه، وما كان مضاره أكثر من منافعه، فهو محرم، لأن القاعدة الشرعية : " أنه إذا ربت المفاسد على المصالح صار الشيء حراما " .
طيب هل من إضاعة المال أن تعطيه للسفهاء؟
الطالب : نعم
الشيخ : الجواب: نعم، لقوله تعالى: (( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا )) ولا شك أن هذا من إضاعة المال ، تعطيه الصبي يروح يشتري فيه مفرقعات يؤذي الناس وربما يحرقهم لا ، هذا حرام.
إلى الله عز وجل، فالخلق عبيد الله إذا حكم على أحد بأنه كافر فهو كافر، ولو كان أباءنا أو أبناءنا أو إخواننا أو عشيرتنا.
إذا لم يحكم على إنسان بأنه كافر فلن نكفره وإن عمل ما عمل .
فكون الإنسان يجعل مسألة التكفير حسب العاطفة والذوق وما أشبه ذلك غلط عظيم.
ومسألة التكفير أعظم من مسألة التحليل والتحريم، لأنه يترتب عليها أحكام عظيمة تُذكر في أحكام الردة.
طيب ويترتب على ذلك أيضًا أن من أحلَّ ما حرم الله أو حرم ما أحلَّ الله فقد ضاد الله في أمره، لأن التحريم والتحليل لمن؟
لله وحده، فمن قال عن شيء حلال إنه حرام فهو مضاد لله، ومن قال عن شيء حرام إنه حلال فهو مضاد لله عز وجل.
لكن ما صدر عن اجتهاد بعد البحث وطلب الدليل وأداه اجتهاده إلى شيء ما من هذا فهو معذور، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر ) .
ومن فوائد الحديث: تحريم عقوق الأمهات وهو من كبائر الذنوب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا: بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ) : فعقوق الأمهات والآباء أيضًا من أكبر الكبائر.
طيب برهما ؟
من أفضل الأعمال، والإنسان مع والديه له ثلاث حالات :
بر، وقطيعة، ولا بر ولا قطيعة :
أما القطيعة فهي من كبائر الذنوب.
وأما البر فهو من أفضل الأعمال.
وأما ما لا بر ولا قطيعة فهذا محرم، لكن لا يصل إلى حد الكبيرة، محرم لأنه ترك للواجب الذي أمر الله به وهو البر والإحسان، لكن لا يصل إلى حد الكبيرة، لأن الكبائر إنما هي في العقوق.
فصارت معاملة الإنسان لوالديه على كم؟
ثلاثة أقسام أو ثلاثة حالات :
بر وعقوق ولا بر ولا عقوق.
فالبر واجب وإحسان وفضل وأجر، والعقوق كبيرة من كبائر الذنوب وإساءة، وما لا هذا ولا هذا فهو حرام، لكنه لا يبلغ إلى حد الكبيرة.
طيب وإنما حرم الله العقوق لما فيه من جحد النعمة ، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( من صنع إليكم معروفًا فكافئوه ) : فأي معروف من الآدميين غير النبي عليه الصلاة والسلام أكبر من معروف الوالدين؟
الطالب : لا أحد .
الشيخ : نعم ، لا شيء، ولهذا قال الله تعالى: (( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا )) : والكاف هنا للتعليل يعني: لأنهما ربياني صغيراً فلا نعمة من العباد بعد إنعام النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من نعمة الوالدين على الولد، وكان من الأمثال العامية : " إن البر أسلاف " ، يقولون العوام : إن البر أسلاف كيف أسلاف ؟
يعني: أنك إذا بررت بوالديك بر بك أولادك.
ومن فوائد الحديث: تحريم وأد البنات، لقوله: ( إن الله حرم )، ثم قال: ( ووأد البنات )، والأولاد ؟
الطالب : من باب أولى .
الشيخ : نعم من باب أولى، وهل وأد البنات -نعم ترى قصدت بالأولاد الذكور- والبنين من كبائر الذنوب؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم من كبائر الذنوب، لأنها قطيعة رحم، ولا عقوق؟
الطالب : قطيعة رحم.
الشيخ : قطيعة رحم، العقوق خاص بالوالدين، لأنها قطيعة رحم هذه من جهة ، ولأنها قتل للنفس وقتل النفس كما تعلمون : (( ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها )) إلخ .
وبما أن التحريم لله صار قتل الولد في بعض الأحيان قربة من القربات، لأن التحريم والتحليل لمن؟
الطالب : لله .
الشيخ : هذا سليم يبي يخبرنا !
الطالب : قصة إبراهيم وإسماعيل يا شيخ .
الشيخ : نعم ، في قصة إبراهيم وإسماعيل فإن الله تعالى أمر إبراهيم بأن يقتل ولده إسماعيل، وولده إسماعيل هو أول أولاده : (( فأما بلغ معه السعي )) وتعلقت به نفسه تعلقًا شديدًا لأن أكبر ما يتعلق الإنسان بولده إذا كان قد بلغ معه السعي.
الصغير لا يلتفت إليه غالبًا والكبير الذي انفصل أيضًا لا يلتفت إليه لكن الصغير الذي معه يمشي معه ويروح معه تتعلق به النفس أكثر، ومع ذلك أُمر بأن يذبحه : (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) : فتأمل الآن قتل الأولاد من كبائر الذنوب، وإذا أمر الله به صار قربة وطاعة.
السجود لغير الله شرك ، وإذا أمر الله به صار قربة وطاعة: (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا )).
طيب من فوائد الحديث: تحريم طلب ما لا يحل للإنسان، لقوله؟
الطالب : ( منعاً وهات ) .
الشيخ : الآن سقطتم في حفرة ، تحريم طلب ما لا يستحقه الإنسان ؟
الطالب : هات .
الشيخ : هات ، ما تمشون على الترتيب.
وتحريم منع ما يجب من قوله: ( منعا وهات ) .
هذه الحال كما قلنا في الشرح تدل على أن الإنسان مجبول على البخل بمنعه وعلى الشح بطلبه.
ومن فوائد الحديث: أن من الأساليب العربية التي توجب الانتباه أن يختلف التعبير في أشياء حكمها واحد ؟
الطالب : حرم وكره .
الشيخ : حرم وكره، لأن ما كرهه الله فهو حرام، لكن النبي عليه الصلاة والسلام إذا كان هذا التعبير من عند الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الأصل وإنما قلت ذلك ، لأنه من الجائز أن يكون من تصرف الرواة ، لكن الأصل أنه كلام النبي عليه الصلاة والسلام .
لكن الرسول عبر بهذا، وهذا من أجل أن ينتبه الإنسان، ومعلوم لنا جميعا أن الكلام إذا كان على وتيرة واحدة فإن الإنسان لا ينسجم معه انسجاما كثيرًا، يكون باردًا على الذهن.
ولهذا بعض الناس بعض القراء الآن يستعملون التنبيه باختلاف الصوت، لا باختلاف التعبير، فتجده مثلاً قراءته سلسة على طريق واحد، ثم إذا به يرفع صوته أو يخفض صوته فيوجب بذلك إيش؟
الطالب : الانتباه .
الشيخ : الانتباه طيب.
من فوائد الحديث: أن الله يكره قيل وقال، ولهذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ). من كمال إيمانك ألا تقول إلا خيرًا ، والعجب أن من كان هذا منهجه فإنه يسلم من شرور كثيرة، ومن كثر كلامه كثر سقطه، لكن من قلَّ كلامه وكان لا يتكلم إلا بخير فهذا هو المؤمن وهذا هو السالم.
لكن إذا قال قائل: إذا كنا لا نتكلم إلا بالخير ولاسيما في عصرنا هذا لزم أن نكون دائمًا سكوتًا ، نعم ندخل المحل مثلا السلام عليكم كيف أصبحت؟ كيف أنتم؟ ثم نسكت، من يجيب لنا ؟
نقول الخير نوعان: خير مقصود لذاته، وخير مقصود لغيره.
والأول لاشك أنه أشرف لأن الأول غاية. والثاني دونه لكنه خير.
فإذا تكلم الإنسان بكلام هو في حد ذاته ما فيه خير لغو، لكن يريد أن يدخل الأنس والسرور على الحاضرين فهذا يعتبر خيرا، لأن إدخال الأنس والسرور على مجالسك من الخير لاشك.
لكن إذا حصل الأول وهو الخير لذاته فهو أفضل لاشك، ومن ذلك -أي من الأول الخير لذاته- تعليم العلم، أنا أظن أن الإنسان لو قام يحدث في مجلس غير معد للحديث ربما يكون ذلك ثقيلاً على النفس، لكن من الممكن أن يذكر مسائل فقهية طريفة توجب أن ينتبه الناس وتشتد أفكارهم إليه، مثل: أن يطرح مسألة غريبة مثلا، أو يتكلم في قصة مما ورد في الأحاديث من القصص، يقول الرسول قص علينا كذا وكذا قص علينا ثلاثة أبرص وأقرع وأعمى، قص ثلاثة انطبق عليهم الغار وما أشبه ذلك، أو صخرة أطبقت عليهم الغار.
المهم أن الإنسان اللبيب يستطيع أن يدخل العلم بلا ملل على الناس بما أعطاه الله من الحكمة.
ومن فوائد الحديث: كراهة الله لكثرة السؤال، لكن هل المراد كثرة السؤال من واحد أو من متعدد؟
الطالب : من واحد.
الشيخ : من واحد، فلو فرضنا أن إنسان عنده مائة طالب كل واحد جاب سؤالاً كم تكون الأسئلة ؟
الطالب : مئة .
الشيخ : مئة ، هل: نقول هذه كثيرة يكره، ولا يسأل من الطلبة هؤلاء إلا ثلاثة فقط والباقون يسكتون؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا، لكن يجي واحد يتصدر للأسئلة ويأتي كل ما أجاب المسؤول عن السؤال، وإذا بالثاني على إثره هذا منهي عنه.
ولاسيما إذا كان هذا السائل يستأثر بالمسؤول، فهذا منهي عنه، وقد بينا أن كثرة السؤال تشمل كثرة سؤال المال وسؤال العلم.
والمراد بسؤال المال ما يستحقه الإنسان، أما ما لا يستحقه فهو منهي سواء كان كثيرًا أو قليلاً.
ومن فوائد الحديث: النهي عن إضاعة المال ، وهذه كلمة عظيمة جامعة : كل ما تبذله فيما لا ينفع لا في دين ولا في دنيا فهو إضاعة، ومن هنا نأخذ تحريم الدخان يعني التبغ ، صح ؟
الطالب : صح إضاعة مال .
الشيخ : هو إضاعة مال ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لكن صاحبه يقول : إنه إذا شربه واستأنس وكيَّف وإذا لم يشربه ضاق صدره ، نعم ، إيش نقول له ؟
الطالب : حتى الخمر يا شيخ الإنسان بيستانس فيه .
الشيخ : إي حتى الخمر، يأتي الخمير يقول مثل هذا الكلام ، إيش نقول؟ أجيبوا يا جماعة أنتم طلبة ، ويش تقول يا جمال ؟
الطالب : شيخ نقول هذا من انتكاس الفطرة .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : من انتكاس فطرته ، حيث صار الضار والخبيث عنده طيباً ويسليه وكذا فهذا من انتكاس فطرته .
الشيخ : طيب .
الطالب : فيه نص .
الشيخ : ما هو ؟
الطالب : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كل مسكر حرام ).
الشيخ : أحسنت ، مسألة الخمر إذن تخرج في الحديث نص عليها الرسول
الطالب : وأهل الطب أجمعوا كلهم أن الدخان من الخمر.
الشيخ : إيش؟
الطالب : أهل الطب أجمعوا أن الدخان !
الشيخ : أن إيش ؟
الطالب : مسكر .
الشيخ : مسكر ؟
الطالب : مسكر .
الشيخ : إي ، حتى أن الواحد لو شربه بيتعب شوي.
الطالب : هذا نص ...
الشيخ : على كل حال ، طيب تفضل!
الطالب : الدين الإسلامي قام فيه تحقيق المصالح ودرء المفاسد ، من نظر إلى حال الدخان عرف أنه مفسدة.
الشيخ : أحسنت، هذا لا يعارض فيه الإسلام الآن، أن نقول: نعم هو يتلذذ ويستأنس لأن فيه مادة توجب الانقباض عند الفقد والانبساط عند الوجود ، لكن آثاره الضارة تربو على المنافع ، والله عز وجل حرم علينا الخمر والميسر لأن إثمهما أكبر من نفعهما، فنقول: أنت إذا تلذذت به أو انشرح صدرك له لأنك اعتدته حتى الذين يشربون الشاهي الآن بعضهم إذا فقد الشاهي !
الطالب : يتقطع
الشيخ : إي ، ينحاش ، يحتاج أن يجاب الشاي عشان يوصل خده ، وأظن أيضًا حتى لو أنك تأخرت في الغداء وأنت مشتهيه يضيق الصدر ولا ما يضيق؟
الطالب : يضيق .
الشيخ : يضيق، فعلى كل حال نقول هذا الذي يقول: إن الدخان يسر به وينشرح صدره هذا لا عبرة به لأن مضاره أكثر من منافعه، وما كان مضاره أكثر من منافعه، فهو محرم، لأن القاعدة الشرعية : " أنه إذا ربت المفاسد على المصالح صار الشيء حراما " .
طيب هل من إضاعة المال أن تعطيه للسفهاء؟
الطالب : نعم
الشيخ : الجواب: نعم، لقوله تعالى: (( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا )) ولا شك أن هذا من إضاعة المال ، تعطيه الصبي يروح يشتري فيه مفرقعات يؤذي الناس وربما يحرقهم لا ، هذا حرام.