وعن أنسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبدٌ حتى يحب لجاره أو لأخيه ما يحب لنفسه ) متفقٌ عليه. حفظ
الشيخ : " وعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبدٌ حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه ) " :
( والذي نفسي بيده ) : هذا القسم بهذه الصيغة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم به كثيرًا، ومضمونه: أنني أقسم قسمًا إن كنت غير مصيب فيه فإني أهلك وأموت، لأن قوله: ( والذي نفسي بيده ) النفس بيد الله ، كأنه يقول: إن كنت كاذبا فيأخذ الله نفسي، لأن النفس بيد الله عز وجل فيكون هذا من أعظم القسم.
( والذي نفسي بيده ) وهو الله عز وجل.
( لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره )، أو قال: ( لأخيه ما يحب لنفسه ) : لجاره جاره يعني: القريب منه في البيت والسكن سواء كان البيت والسكن من الحجر أو المدر أو الشعر، المهم أن مسكنه قريب منه، هذا الجار.
ثم هل الجار كما جاء في بعض الأحاديث : إنه أربعون دارا أو أقل؟
الصحيح أن الجار ما عد جاراً في العرف وأربعون داراً اليوم؟
الطالب : بعيدة كثيراً.
الشيخ : بعيدة جدًا، تسع مساحة كبيرة، لكبر المنازل، ربما كانت في العهد الأول، كان النبي عليه الصلاة والسلام حجرته التي هو ساكن فيها مع زوجته عائشة كم تسع؟
ثلاثة قبور، نعم، في ذلك العهد، يمكن أن يكون أربعون دارًا، يمكن أن يكونوا جيرانًا، لكن في الوقت الحاضر لا.
إذن فيرجع فيه إلى العرف.
كما أن الطريق فيما سبق إذا تنازع فيه الجيران كم يجعل؟
سبعة أذرع، الآن سبعة أذرع ويش تسوي؟ تأخذ سيارة واحدة ولا ما تاخذ ؟
الطالب : تأخذ .
الشيخ : تأخذ واحدة لكن مع الضيق.
على كل حال هذه المسائل يذكرها الشرع مقدرة بحسب العرف والحال التي كانوا عليها، وليست محددة شرعًا، كمئة جلدة للزاني، مئة جلدة للزاني محددة لا يمكن تزيد ولا تنقص، لكن مثل هذه الأمور المقدرة التي مرجعها إلى العرف تبقى على العرف، إذن الجار من؟
كل من عده الناس جارًا، نعم.
( حتى يحب لجاره )، وفي لفظ: ( لأخيه ) : وهو المؤمن، لا تؤمن حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك، نعم أنت تحب لنفسك الخير ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : وتكره لها الشر، فلو أحببت الشر لأخيك فلست بمؤمن، ولو أحببت منع الخير عن أخيك فلست بمؤمن ، فلابد أن تحب الخير لأخيك كما تحبه لنفسك ، إن أحببت الشر أو لم تحب الخير له فأنت لست بمؤمن.
هذا الحديث يدل على الحث والترغيب في محبة الخير لإخوانك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما أخبرنا أن الإيمان ينتفي لا لنعلم أنه ينتفي، ولكن من أجل أن نحافظ على إيماننا، ونحب لإخواننا ما نحبه لأنفسنا.