فوائد حديث :( الذي نفسي بيده لا يؤمن عبدٌ حتى يحب لجاره ... ). حفظ
الشيخ : طيب في هذا الحديث فوائد:
أولاً: جواز القسم بهذه الصيغة وجهه يا أخ أنت ؟
في جواز القسم أنا هذا الذي أريده، جواز القسم بهذه الصيغة.
الطالب : والذي نفسي بيده ؟
الشيخ : نعم ما هو الدليل على جواز القسم بها ؟
الطالب : أن النبي صلى الله عليه وسلم أقسم بها .
الشيخ : أن النبي صلى الله عليه وسلم أقسم بها بارك الله فيك .
ومن فوائده: جواز الإقسام بغير استقسام، يعني: جواز أن يقسم الإنسان وإن لم يطلب منه ، الأخ .
الطالب : لأنه ما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم .
الشيخ : لأنه ما طلب أن يقسم.
طيب إذا قال قائل: أليس هذا مخالف لقوله تعالى: (( واحفظوا أيمانكم )) ؟ يعني: لا تحلفوا إلا بسبب؟
فيقال: نعم نحفظ أيماننا، وهذا لا يعارض الآية، ليش؟
لأن هذا مهم جدًا أقسم النبي بذلك من أجل قوة الحث على أن يحب لجاره ما يحب لنفسه، فلأهمية الموضوع أقسم النبي صلى الله عليه وسلم عليه.
أليس الله تعالى أمر نبيه أن يقسم؟
الطالب : بلى .
الشيخ : في كم آية؟
في ثلاث آيات ، الأولى ؟ رفعت يدك جزاك الله خير هاه ؟
الطالب : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن )).
الشيخ : أحسنت، الحلف على أن الناس يبعثون.
الطالب : قوله تعالى : (( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لحق )).
الشيخ : نعم، الحلف على أن قولهم حق: (( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لحق )) .
الثالث : (( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب )) .
طيب والنبي صلى الله عليه وسلم أقسم في أكثر من ستين موضعًا، لكنه لا يقسم إلا والمقام يقتضي القسم عليه الصلاة والسلام.
طيب ومن فوائد الحديث: انتفاء الإيمان عمن لا حب لجاره أو لأخيه ما يحب لنفسه.
وهل هذا يعني الكفر؟
لا، لكنه ينتفي عنه كمال الإيمان، لأن أهل السنة أجمعوا على أن من لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ليس بكافر، لكن انتفى عنه كمال الإيمان.
ومن فوائده: أنه يجوز نفي الشيء لنفي كماله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا صلاة بحضرة الطعام )، هذا نفي لإيش؟
للكمال، الصلاة لا تكون كاملة بحضرة الطعام أبداً ، ( ولا وهو يدافعه الأخبثان ) ، لكن لا ينفى شيءٌ إلا لانتفاء واجب فيه، ومن ثَم نأخذ أنه يجب علينا أن نحب لإخواننا ما نحبه لأنفسنا.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه يصح أن ينفى الإيمان المطلق عمن عنده مطلق إيمان، لأن هذا الحديث نفي إيش؟
الإيمان المطلق الذي هو الكمال، واستمع إلى قوله تعالى: (( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءاياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون )) : إنما المؤمنون يعني ما المؤمنون إلا هؤلاء، لو قلنا: إن المراد بهذه الآية مطلق الإيمان لانتفى الإيمان عن كثير من الناس اليوم.
مَن الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم؟
الطالب : قليل .
الشيخ : قليل، قليل، قليل.
(( وإذا تليت عليهم آياته زادهم إيمانا )) هذه أيضاً قليل، كمال التوكل قليل، لكن المراد هنا المؤمنون الكمل الذين كمل إيمانهم.
أما قوله تعالى: (( فتحرير رقبة مؤمنة )): فالمراد: مطلق الإيمان، ولهذا يصح أن يعتق الإنسان عبدا فاسقًا ليس بكافر وإن كان فاسقاً.
طيب إذن نفي الإيمان هنا أي النفيين؟
الطالب : الإيمان المطلق .
الشيخ : الإيمان المطلق يعني الكامل .