تتمة فوائد حديث:( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ ... ). حفظ
الشيخ : من فوائد الحديث:
جواز هجر المسلم لأخيه في ثلاثة أيام فأقل، لقوله: ( فوق ثلاث )، فدل ذلك بمفهومه على أنه يجوز هجره من ثلاث فأقل، كيف ذلك؟
لأن الإنسان قد يقع في نفسه على أخيه شيء شَرَه أو سوء تفاهم أو مخاصمة، فيحمل في نفسه عليه شيئاً، ويرى أن من تبريد الأمر أن يهجره، وعندنا في اللغة العامية : " يزعل عليه " ، نعم ما يكلمه ، ويكون أول يوم من الغضب هجره ، ثاني يوم يفكر في الأمر ويبرد غضبه، ثالث يوم يقول: لا فائدة من الهجر، في الرابع يزول ذلك بالكلية، ولا يجوز أن يستمر أكثر من ثلاثة أيام، وهذه من حكمة الشرع أنه جعل الهجر الجائز كم؟
ثلاثة أيام، لأن أول يوم لشدة الغضب، وثاني يوم التأمل والتروي، وثالث يوم يزول ما عنده ، فلهذا جعلت ثلاثة أيام.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الذي يبدأ بالسلام ولو كان الكبير على الصغير أو الكثير على القليل وهو خير الملتقيين لقوله: ( خيرهما الذي يبدأ بالسلام ).
ومن فوائد هذا الحديث: أن الهجر يزول بالسلام، ووجهه واضح لأنك ستقول: السلام عليك، فتخاطبه، فيزول بذلك الهجر.
لكن ليُعلم أن الناس يختلفون، من الناس من يكفي أن تقول: السلام عليك، ويقول: عليك السلام ويمشي، ومن الناس من يحتاج إلى زيادة سؤال عن حاله كيف أنت وما أشبه ذلك.
أرأيت الرجل العادي الذي يمر بك يكفي أن تقول: السلام عليك، ويقول: عليكم السلام، لكن إذا كان من أصدقائك أو من أقاربك ما يكفي أن تقول السلام عليكم ، وعليكم السلام، ولذلك لو أنك سلمت عليه ورد عليك وقال: عليكم السلام ، وسكت وسكت أنت ، لقلت : إن الرجل في قلبه شيء، فهذه أيضًا مسألة يتفطن لها ، وإلا فالأصل أن السلام يزول به الهجر.
قوله: ( فيعرض هذا ويعرض هذا ) : هل هذا شرط أنه لابد من الإعراض أو أن المراد بالإعراض: ترك السلام؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : الظاهر والله أعلم الثاني، لكن الإعراض زيادة على ترك السلام، يعني يصد عنه، إذا لاقاه صد عنه، لأن الغالب أن المقابلة تفرض على الإنسان أن يسلم، يخجل أن يقابله وجها بوجه ولا يسلم، لكن الإعراض يهون عليه الهجر.