فوائد حديث :( إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث دليل على فوائد:
منها: أن الإنسان ينبغي له أن يراعي جيرانه بالإحسان إليهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ) .
ومنها: أن خلط الشيء بما يضعف قيمته إذا كان لمصلحة فلا بأس، وإن كان غِشاً فإنه حرام، ولهذا لو كان عندك إناء من لبن إن صببت عليه الماء شرب منه الكثير وإلا لم يشرب منه إلا قليل، فما الأولى؟
الأول: أن تصب عليه الماء حتى يتسع لأناس كثيرين، لكن إذا كان للغش فهو حرام، يعني: لو كان يريد الإنسان أن بيع هذا اللبن وصب عليه الماء غشا للناس وخداعا فإنه حرام، ولهذا ورد : " أن ثلاثا فيهن البركة وذكر منها خلط البر بالشعير للبيت لا للبيع " : للبيت لا للبيع ، لأنه إذا كان للبيع ففيه غش.
ومن فوائد هذا الحديث: عناية الإسلام بالجار، حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام أرشد إلى أن يكون شريكك في أكلك، ( إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ).
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يكون دائمًا ذا حزمٍ وفطنه لقوله: وتعاهد، وهذا التعاهد معناه: أن يكون الإنسان متأملاً في أحوالهم ينظر ماذا يحتاجون فيقضي حاجتهم.
ومن فوائد هذا الحديث: عظم حق الجار، ولنسأل:
هل الناس الآن ينفذون مثل ذلك؟
قليل جدًّا جدًّا، أكثر الناس تجده متخما من الطعام واللحم وكل شيء، وجاره يبيت طاويا، وهذا لا شك أنه ليس من خلق الإسلام، من خلق الإسلام هو أن الإنسان يحسن إلى جاره ويكرم جاره بكل ما يستطيع.