فوائد حديث : ( من نفس عن مسلم كربةً من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة ... ). حفظ
الشيخ : فوائد هذا الحديث:
الحث على تفريج الكربات، كربات المسلمين.
ومن فوائده: أن الجزاء من جنس العمل، بل أكبر وأكثر من العمل، لأن من نفس على مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
ومن فوائد الحديث أيضًا: التيسير على المعسر، وأن الجزاء مِن جنس العمل، وأن الله ييسر عليه في الدنيا والآخرة بل هو أكثر، لأن الله ييسر عليه في الدنيا والآخرة، والتيسير على المعسر قسمان:
قسم في طلب ما لا يستطيع من حقك، فهذا حرام عليك أن تعسره بل يجب التيسير، كرجل له مال عند شخص والمدين لا يستطيع الوفاء، فهنا يجب أن تيسر عليه وجوباً، لقول الله تعالى: (( وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةً إلى ميسرة )). ولا يحل لك طلبه ولا مطالبته، بل الواجب الإنظار، وهناك تيسير ليس بواجب فهذا يُندب إليه.
فإن قال قائل: هل هذا الجزاء يشمل الواجب والمستحب؟ يعني يشمل تيسير الواجب والمستحب؟
قلنا: نعم، يشمل هذا وهذا، بل التيسير الواجب أفضل من التيسير المستحب.
ومن فوائد هذا الحديث: أن من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، ففيه الحث على ستر المسلم، ولكن هذا ليس على إطلاقه، فالسَّتر على حسب المصلحة، إن كان في ستره مصلحة فليستر عليه، وإلا فلا، فلو أن رجلا من أهل الشرف والمروءة والعبادة حصل منه زلة نعلم أنها زلة وأنها عبارة عن شيء حصل ولن يعود إليه فيما نعلم من حاله فهنا الستر أفضل.
وإذا كان العيب من شخص معروف بالشر والفساد فالواجب كشفه وبيانه حتى ينكف شره عن عباد الله، فهذا الحديث ليس على إطلاقه بل تقيده النصوص الأخرى، وهو أن الله تعالى لا يحب الفساد، وستر من عُرف بالفساد سبب ... الفساد.
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات الآخرة والجزاء فيها، وهو ظاهر.
ومن فوائد هذا الحديث: القاعدة العامة: ( أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )، والمراد بذلك: عونه على ما لا ضرر فيه، وأما عونه على ما فيه ضرر في الدين أو الدنيا فليس الله في عون صاحبه لماذا ؟
لأن هذا فساد والله لا يحب الفساد، ولا يمكن أن يعين الله تعالى من أراد الفساد، إذن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه على أي شيء ؟
الطالب : على الخير .
الشيخ : على الخير أو على ما لا مضرة فيه ، وهذا أدق ، وأما ما فيه مضرة دينية أو دنيوية فإن الله تعالى لا يأذن به ولا يعين فاعله.