وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له ) أخرجه البيهقي. حفظ
الشيخ : " وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا، فادعوا له ) أخرجه البيهقي " :
قوله: ( من استعاذكم بالله ) : الاستعاذة معناها: الاعتصام بالشيء، والمعنى: من اعتصم بالله منكم فاعصموه، مثال ذلك: قال: أعوذ بالله منك فأعيذوه، لأنه استعاذ بمَعاذ عظيم عز وجل فيجب أن تعيذوه.
وليس هذا من باب الاستشفاع بالله على خلقه، لأن الاستشفاع بالله على خلقه حرام.
لو قال قائل: أتوجه بالله إليك أو أستشفع بالله إليك لكان هذا حراماً، لأن منزلة الشافع أدنى من منزلة المشفوع إليه، فإذا جعلت الله شافعًا إلى مخلوق، جعلت الله في مرتبة إيش؟
دون المطلوب، فلا يجوز أن تقول: أشفع بالله إليك، ولا أتوجه بالله إليك، لأنك حينئذٍ جعلت مقام الرب عز وجل دون مقام هذا البشر.
لكن الاستعاذة بالله التجاء واعتصام بمن هو أقوى ممن يريدك بسوء فلذلك جاز ولم يجز الاستشفاع بالله على خلقه.
وقوله: ( من استعاذكم بالله فأعيذوه ) هذا مطلق، ظاهره حتى لو استعاذ منا بالله من شيء واجب عليه ، مثل أن آتي إلى شخص أطلبه فأقول: يا فلان، أعطني حقي وهو قادر، قال: أعوذ بالله منك، هل يجب أن أعيذه؟
لا، لماذا ؟
لأني أعلم أن الله لا يعيذه، لأن استعاذته بالله عن حق واجب عليه، يعني إقرار الله عز وجل الظلم وهذا مستحيل، فعلى هذا إذا استعاذ بالله تعالى من شيء واجب عليه فإننا لا نجيبه ، ليش؟
لأننا نعلم أن الله لا يعيذه عز وجل، إذ إن الله يقول: (( إنه لا يفلح الظالمون )) ويقول: (( إن الله لا يحب الظالمين )) فكيف يعيذه؟!
طيب إذا استعاذ بالله من شخص في أمرٍ مباح هل أعيذه أو لا؟
يعني: طلبت منه أن يعيرني شيئا أو ما أشبه ذلك فقال: أعوذ بالله منك، لا تلجئني أعيذه أو لا ؟
أعيذه لأنه استعاذ من شيء له أن يستعيذ بالله منه، فإن بعض الناس يلجئك ويضيق عليك في طلب إعارة شيء مثلاً أو إعطاء مال أو ما أشبه ذلك فيريد أن يستعيذ بالله منك فأعذه.
وقد وقع شيء فيه إشكال وهو أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما دخل على امرأة مَن؟
ابن الجون قالت: أعوذ بالله منك! فقال لها: ( لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك )، وتركها مع أنها استعاذت من أمر كان واجباً عليها وهو تمكين زوجها منها، لكن لكرم النبي عليه الصلاة والسلام وحسن خلقه أسقط حقه عليها وأعاذها.
وإلا فلو أن أحدًا قالت له زوجته حين دعاها إلى فراشه قالت : أعوذ بالله منك يعيذها أو لا ؟
إيش يعمل ؟
نعم ؟ إيش يعمل؟
كلما دنا منها قالت: أعوذ بالله منك؟ ويش يجيبها بإيش؟
يقول: إن الله لا يعيذ الظالمين، نعم، كتابة على الصبورة إن الله لا يعيذ الظالمين ولا يلزمه أن يعيذها، لأنها استعاذت من حق واجب عليها.
نعم لو كان مفرطا هو في حقها ولا يعطيها حقها فلها أن تستعيذ بالله منه، وعليه أن يعيذها.
( ومن سألكم بالله فأعطوه ) : من سألكم بالله: اختلف المفسرون الشراح في معناها هل المعنى: من سألكم بشرع الله، أي: من سأل سؤالاً يستحقه في الشرع فأعطوه، أو من قال: أسألك بالله أن تعطيني كذا؟
فيها قولان، والقاعدة : " أن النص القرآني أو النبوي إذا احتمل معنيين لا ينافي أحدهما الآخر فإن الواجب حمله عليهما " ، فنقول: من سأل بالله أي من سأل بدين الله، أي: سأل سؤالاً مشروعًا فأعطوه، من ذلك رجل أتى إليَّ وهو فقير وقال: أسألك أن تعطيني من الزكاة أعطيه أو لا؟
أعطيه، هذا أحق من فقير لم يسألني، لأن هذا سأل فصار مستحقًا للإعطاء بحاله وسؤاله، واضح؟
أما إذا علمت أنه سأل ما لا يستحق فلا أعطيه بناء على تفسير من سأل بالله، أي: بشرع الله، فإذا جاء يسألني مثلاً من الزكاة وأنا أعرف أنه غني لكنه سأل تكثرًا فلا أعطيه، هذا وجه.
الوجه الثاني: ( من سألكم بالله ) أي: من قال: أسألك بالله أن تعطيني، فهل تعطيه؟
هذا أيضًا يحتاج إلى تفصيل، إذا سأل ما لا يحل له فلا تعطه، مثال ذلك: جاءك إنسان وقال: أسألك بالله أن تشتري لي كرتون بكت، تعطيه ولا تعطيه؟ الطالب : تعطيه .
الشيخ : يا إخوان !!
الطالب : كرتون إيش ؟
الشيخ : بكت يعني دخان إنسان خلت فولسه وهو يريد أن يدخن ، نعم وضاقت عليه الأرض بما رحبت، فقال: الحمد لله عندي حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( من سألكم بالله فأعطوه )، فذهب إلى رجل وقال: أسألك الله أن تعطيني مائة ريال أشتري بها دخاناً، يجوز أن تعطيه أو لا؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : ليش ما يجوز؟
لأن الله يقول: (( وَلَا تَعَاوَنُوا )) إيش؟ (( عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )) ولا أعطيه، لكن أعطيه ما هو خير من ذلك وهو النصيحة أنصحه، وأقول: يا أخي اتق الله، شوف الآن ماذا جرك الدخان عليه؟
صرت الآن تتكفف الناس، فأعطيه ما هو خير من المال .
طيب إذا سألني شيئا مباحاً، شيئاً مباحاً لكن تتعلق حاجتي به، مثل أن رأى معي ساعة أعجبته تماما وهي تتعلق بها حاجتي فقال: أسألك بالله أن تعطيني الساعة نعم يلزمك أن تعطيه؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لا ما يلزمك، ليش؟ لأننا لو فتحنا هذا الباب وقلنا: يلزم لا نكب الناس علينا، وكلما رأوا معنا شيئاً يعجبهم سألونا بالله أن نعطيهم إياه، وهذا لا تأتي به الشريعة، إذن هذه الإطلاقات تكون مقيدة بماذا بما عُلم من قواعد الشريعة وهي: إتباع المصالح واجتناب المفاسد.
( ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه ) نعم ( ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه ) : يعني: إذا أحسن إليك إنسان بصدقة أو هدية أو هبة أو كلمة طيبة أو غير ذلك ( فكافئوه ) أي : أعطوه ما يكافئه، مثلا: أثنى عليك في مجلس كافئه، أثنى عليه بما هو فيه في مجلس آخر، أهدى إليك هدية اقبل الهدية وكافئه، كذلك أيضاً سعى لك في خير كافئه.
( فإن لم تجد فادع الله له ) : إن لم تجد ما تكافئه تجد ما تكافئه، فادع الله له، مثل رجل أهدى إليك هدية ، هدية يعني ضخمة ولا تستطيع أن تكافئه فادع الله له، وهذا الدعاء يقابل المعروف الذي أتى إليك.
وكذلك أيضا إذا كان هذا الذي أتى إليك معروفا لم تجر العادة بمكافأته مثل السلطان الأمير الابن وما أشبه ذلك، هذا لم تجر العادة بمكافئأته فماذا أصنع؟ إيش؟
أكافئه بالدعاء، فقول الرسول: ( إن لم تجدوا ) نقول: وكذلك إذا لم تجر العادة بمكافأته، ورأى هو أنك لو كافأته لكان هذا يعني رد معروفه، فهنا أرشد النبي عليه الصلاة والسلام أن ندعو له.
قوله: ( من استعاذكم بالله ) : الاستعاذة معناها: الاعتصام بالشيء، والمعنى: من اعتصم بالله منكم فاعصموه، مثال ذلك: قال: أعوذ بالله منك فأعيذوه، لأنه استعاذ بمَعاذ عظيم عز وجل فيجب أن تعيذوه.
وليس هذا من باب الاستشفاع بالله على خلقه، لأن الاستشفاع بالله على خلقه حرام.
لو قال قائل: أتوجه بالله إليك أو أستشفع بالله إليك لكان هذا حراماً، لأن منزلة الشافع أدنى من منزلة المشفوع إليه، فإذا جعلت الله شافعًا إلى مخلوق، جعلت الله في مرتبة إيش؟
دون المطلوب، فلا يجوز أن تقول: أشفع بالله إليك، ولا أتوجه بالله إليك، لأنك حينئذٍ جعلت مقام الرب عز وجل دون مقام هذا البشر.
لكن الاستعاذة بالله التجاء واعتصام بمن هو أقوى ممن يريدك بسوء فلذلك جاز ولم يجز الاستشفاع بالله على خلقه.
وقوله: ( من استعاذكم بالله فأعيذوه ) هذا مطلق، ظاهره حتى لو استعاذ منا بالله من شيء واجب عليه ، مثل أن آتي إلى شخص أطلبه فأقول: يا فلان، أعطني حقي وهو قادر، قال: أعوذ بالله منك، هل يجب أن أعيذه؟
لا، لماذا ؟
لأني أعلم أن الله لا يعيذه، لأن استعاذته بالله عن حق واجب عليه، يعني إقرار الله عز وجل الظلم وهذا مستحيل، فعلى هذا إذا استعاذ بالله تعالى من شيء واجب عليه فإننا لا نجيبه ، ليش؟
لأننا نعلم أن الله لا يعيذه عز وجل، إذ إن الله يقول: (( إنه لا يفلح الظالمون )) ويقول: (( إن الله لا يحب الظالمين )) فكيف يعيذه؟!
طيب إذا استعاذ بالله من شخص في أمرٍ مباح هل أعيذه أو لا؟
يعني: طلبت منه أن يعيرني شيئا أو ما أشبه ذلك فقال: أعوذ بالله منك، لا تلجئني أعيذه أو لا ؟
أعيذه لأنه استعاذ من شيء له أن يستعيذ بالله منه، فإن بعض الناس يلجئك ويضيق عليك في طلب إعارة شيء مثلاً أو إعطاء مال أو ما أشبه ذلك فيريد أن يستعيذ بالله منك فأعذه.
وقد وقع شيء فيه إشكال وهو أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما دخل على امرأة مَن؟
ابن الجون قالت: أعوذ بالله منك! فقال لها: ( لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك )، وتركها مع أنها استعاذت من أمر كان واجباً عليها وهو تمكين زوجها منها، لكن لكرم النبي عليه الصلاة والسلام وحسن خلقه أسقط حقه عليها وأعاذها.
وإلا فلو أن أحدًا قالت له زوجته حين دعاها إلى فراشه قالت : أعوذ بالله منك يعيذها أو لا ؟
إيش يعمل ؟
نعم ؟ إيش يعمل؟
كلما دنا منها قالت: أعوذ بالله منك؟ ويش يجيبها بإيش؟
يقول: إن الله لا يعيذ الظالمين، نعم، كتابة على الصبورة إن الله لا يعيذ الظالمين ولا يلزمه أن يعيذها، لأنها استعاذت من حق واجب عليها.
نعم لو كان مفرطا هو في حقها ولا يعطيها حقها فلها أن تستعيذ بالله منه، وعليه أن يعيذها.
( ومن سألكم بالله فأعطوه ) : من سألكم بالله: اختلف المفسرون الشراح في معناها هل المعنى: من سألكم بشرع الله، أي: من سأل سؤالاً يستحقه في الشرع فأعطوه، أو من قال: أسألك بالله أن تعطيني كذا؟
فيها قولان، والقاعدة : " أن النص القرآني أو النبوي إذا احتمل معنيين لا ينافي أحدهما الآخر فإن الواجب حمله عليهما " ، فنقول: من سأل بالله أي من سأل بدين الله، أي: سأل سؤالاً مشروعًا فأعطوه، من ذلك رجل أتى إليَّ وهو فقير وقال: أسألك أن تعطيني من الزكاة أعطيه أو لا؟
أعطيه، هذا أحق من فقير لم يسألني، لأن هذا سأل فصار مستحقًا للإعطاء بحاله وسؤاله، واضح؟
أما إذا علمت أنه سأل ما لا يستحق فلا أعطيه بناء على تفسير من سأل بالله، أي: بشرع الله، فإذا جاء يسألني مثلاً من الزكاة وأنا أعرف أنه غني لكنه سأل تكثرًا فلا أعطيه، هذا وجه.
الوجه الثاني: ( من سألكم بالله ) أي: من قال: أسألك بالله أن تعطيني، فهل تعطيه؟
هذا أيضًا يحتاج إلى تفصيل، إذا سأل ما لا يحل له فلا تعطه، مثال ذلك: جاءك إنسان وقال: أسألك بالله أن تشتري لي كرتون بكت، تعطيه ولا تعطيه؟ الطالب : تعطيه .
الشيخ : يا إخوان !!
الطالب : كرتون إيش ؟
الشيخ : بكت يعني دخان إنسان خلت فولسه وهو يريد أن يدخن ، نعم وضاقت عليه الأرض بما رحبت، فقال: الحمد لله عندي حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( من سألكم بالله فأعطوه )، فذهب إلى رجل وقال: أسألك الله أن تعطيني مائة ريال أشتري بها دخاناً، يجوز أن تعطيه أو لا؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : ليش ما يجوز؟
لأن الله يقول: (( وَلَا تَعَاوَنُوا )) إيش؟ (( عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )) ولا أعطيه، لكن أعطيه ما هو خير من ذلك وهو النصيحة أنصحه، وأقول: يا أخي اتق الله، شوف الآن ماذا جرك الدخان عليه؟
صرت الآن تتكفف الناس، فأعطيه ما هو خير من المال .
طيب إذا سألني شيئا مباحاً، شيئاً مباحاً لكن تتعلق حاجتي به، مثل أن رأى معي ساعة أعجبته تماما وهي تتعلق بها حاجتي فقال: أسألك بالله أن تعطيني الساعة نعم يلزمك أن تعطيه؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لا ما يلزمك، ليش؟ لأننا لو فتحنا هذا الباب وقلنا: يلزم لا نكب الناس علينا، وكلما رأوا معنا شيئاً يعجبهم سألونا بالله أن نعطيهم إياه، وهذا لا تأتي به الشريعة، إذن هذه الإطلاقات تكون مقيدة بماذا بما عُلم من قواعد الشريعة وهي: إتباع المصالح واجتناب المفاسد.
( ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه ) نعم ( ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه ) : يعني: إذا أحسن إليك إنسان بصدقة أو هدية أو هبة أو كلمة طيبة أو غير ذلك ( فكافئوه ) أي : أعطوه ما يكافئه، مثلا: أثنى عليك في مجلس كافئه، أثنى عليه بما هو فيه في مجلس آخر، أهدى إليك هدية اقبل الهدية وكافئه، كذلك أيضاً سعى لك في خير كافئه.
( فإن لم تجد فادع الله له ) : إن لم تجد ما تكافئه تجد ما تكافئه، فادع الله له، مثل رجل أهدى إليك هدية ، هدية يعني ضخمة ولا تستطيع أن تكافئه فادع الله له، وهذا الدعاء يقابل المعروف الذي أتى إليك.
وكذلك أيضا إذا كان هذا الذي أتى إليك معروفا لم تجر العادة بمكافأته مثل السلطان الأمير الابن وما أشبه ذلك، هذا لم تجر العادة بمكافئأته فماذا أصنع؟ إيش؟
أكافئه بالدعاء، فقول الرسول: ( إن لم تجدوا ) نقول: وكذلك إذا لم تجر العادة بمكافأته، ورأى هو أنك لو كافأته لكان هذا يعني رد معروفه، فهنا أرشد النبي عليه الصلاة والسلام أن ندعو له.