باب الزهد والورع. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف : " باب الزهد والورع " :
لابد أن نعرف الفرق بينهما، لأن عطف أحدهما على الآخر يدل على المغايرة، والفرق بينهما: أن الزهد: ترك ما لا ينفع في الآخرة، يعني: يزهد في الدنيا ولا يأتي من الدنيا إلا ما ينفعه في الآخرة فقط، هذا لاشك أنه زهد في الدنيا، لأنه لا يريد أن يأتي إلا ما ينفعه في الآخرة، أما الدنيا فلا يريدها إطلاقاً.
والورع: ترك ما يضر في الآخرة، عرفتم؟
الفرق إذن: الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما يضر في الآخرة، أيهما أكمل؟
الزهد، لأن بين الذي لا ينفع والذي يضر واسطة وهو ما لا نفع فيه ولا ضرر، فالزاهد يتركه والورع لا يتركه هذا هو الفرق.