فوائد حديث :( ابن عباس قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال: ( يا غلام، احفظ الله يحفظك ... ). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث من الفوائد:
أولاً: جواز الإرداف على الدابة بناءً على أن قوله: ( خلف النبي ) أي: على الدابة وكما ذكر أخوكم بأن الشارح يقول: " أنه كان رديف الرسول صلى الله عليه وسلم " ، ولكن هذا مشروط بأمرين:
الأمر الأول: ألا يشق على الدابة، فإن شق على الدابة فلا يجوز الإرداف.
الأمر الثاني: ألا يخاف سقوطاً فإن خاف سقوطاً فقد قال الله تعالى: (( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ )) .
كيف يخاف السقوط؟
أحياناً يكون ردف البعير منزلقاً فإذا ركبه الإنسان فربما يسقط على ظهره، ففي هذه الحال نقول: لا تردف، وهذا مراعاة لحال الراكب أو لحال المركوب؟
لحال الراكب والأول لحال المركوب .
ومن فوائد هذا الحديث: تواضع النبي صلى الله عليه وسلم بإرداف الصغار، وهذا أمر لا يحتاج إلى إقامة البينة عليه، أن النبي صلى الله عليه وسلم عنده من التواضع الجم للحق وللخلق ما ليس عند غيره عليه الصلاة والسلام، وإن شئتم دليلاً على ذلك فمن الذي أردفه النبي صلى الله عليه وسلم في رجوعه من عرفة؟ الطالب : أسامة.
الشيخ : أسامة بن زيد مولى من الموالي وصغير السن أيضاً، ومن الذي أردفه حين ذهابه من مزدلفة إلى منى؟
الطالب : الفضل .
الشيخ : الفضل بن العباس صغير لكنه من أقاربه ، فراعى النبي صلى الله عليه وسلم هذا وهذا ، الفضل بن العباس من أشرف الناس نسباً ، وأسامة مولى من الموالي ، لكن الكل منهم صغير.
فالمهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام، لا حاجة إلى إقامة البينة على تواضعه لأن هذا أمر متواتر.
من فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي في الحديث الهام أن تنادي الإنسان ولو كان أقرب قريب إليك، الرسول يكلم ابن عباس وهو رديفه على الدابة بعيد ولا غير بعيد ؟
الطالب : قريب .
الشيخ : قريب جدًّا لكن الحديث مهم.
ومن فوائد هذا الحديث: هذه الوصايا العظيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ) إلخ.
ومن فوائد الحديث: أن من حفظ حدود الله وشرائع الله حفظه الله في دينه وبدنه وماله وأهله وعرضه أيضًا ، (( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا )).
ومن فوائد هذا الحديث: أن الجزاء من جنس العمل وأن الإنسان لما حفظ ربه إيش؟
الطالب : حفظه الله.
الشيخ : حفظه الله.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه مِن الحزم أن يحفظ الإنسانُ ربه ولا يبالي بأحد، يعني: يعبد الله لا يبالي بالناس، يتجنب الحرام وإن انتهكه الناس، لا يبالي: ( احفظ الله يحفظك ).
ومنها، من فوائد الحديث: أن أهم من يوجه إليه هذا ولاة الأمور الصغير والكبير، كل منهم يحب أن يحفظ في ماله وبدنه وعرضه، نقول: إذا كنت تريد ذلك فهناك شيء واحد مفتاح واحد وهو أن تحفظ الله.
ومن فوائد هذا الحديث: أن من حفظ الله كان الله دليلَه، ومن كان الله دليلَه فهو مهتد بلا شك لقوله: ( احفظ الله تجده تجاهك ) .
هنا إشكال : ( تجده تجاهك ) : إذا قال قائل: ألا يدل ذلك على ما ذهبت إليه الجهمية الحلولية من أن الله تعالى في كل مكان لأنه قال: ( تجاهك ) أي: مقابل وجهك ؟
يدلك ؟ فهل نقول: إن هذا يدل على ما ذهب إليه هؤلاء الملحدون الذين يقولون إن الله في كل مكان؟
الجواب: لا، لا ليس كذلك، لأن الرسول قال: ( تجده تجاهك ) ، وقال في المصلي: ( إن الله قبل وجهك ) ، ( ونهى أن يتنخم الإنسان وهو يصلي قبل وجهه لأن الله قبل وجهه )، وهذا لا يلزم منه أن يكون الله تعالى في الأرض، قد يكون الشيء أمامك وهو عالٍ جداً عنك، أرأيت نجماً قارب الغروب هو أمامك أليس كذلك ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : وأين هو؟ في السماء بعيداً عنك ، فلا يلزم من كون الله تجاه الإنسان أن يكون الله تعالى في مكانه، ولكن الله عز وجل جعل في أدلة شريعته ما هو مشتبه امتحاناً واختباراً للعباد بأن هذه الأدلة المشتبهة يميز الله بها الخبيث من الطيب : (( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زيغ )) أخونا !
الطالب : أنا ؟
الشيخ : إي نعم .
الطالب : (( فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ )) .
الشيخ : (( فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِه)) ، وأما الراسخون في العلم فيقولون: آمنا به.
طيب إذن الجواب عن هذا الإشكال : أنه لا يلزم من كون الشيء تجاه الإنسان أن يكون في مكانه بل يكون تجاهه وهو فوق.
ثانياً: أننا لو قلنا بذلك لأبطلنا نصوصًا واضحة صريحة بأن الله فوق كل شيء.
ثالثاً: أنه لو قدر أن بين كون الشيء تجاهك وكونه في السماء تعارضاً بالنسبة للمخلوق فلا يلزم ذلك بالنسبة للخالق لأن الله تعالى : (( ليس كمثله شيء )) .
من فوائد الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يعلق حاجاته بربه لقوله: ( إذا سألت فأسأل الله ) طيب كل شيء؟
نعم ، لكن السؤال يكون بلسان المقال، ويكون بلسان الحال، أما السؤال بلسان الحال: فهو أن يفوض الإنسان أمره إلى ربه .
وأما السؤال بلسان المقال فأن يقول: اللهم ارزقني مثلاً.
ومن فوائد الحديث: أن الإنسان ينبغي له إذا استعان أن يستعين بالله، وأن من الحزم أنك مهما استغنيت عن الناس فافعل، مهما استغنيت لو شق عليك ذلك ، لو كبُر عليك فافعل، لئلا يكون لأحد عليك مِنة ، فاجعل المنة لله عز وجل هذه وصايا نافعة من الرسول عليه الصلاة والسلام لمن هو من أقرب الناس إليه وهو ابن عباس.
ما جاء السؤال !
السائل : شيخ لو عُلق على بقية الحديث ؟
الشيخ : أيهن ؟
السائل : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت ) !
الشيخ : ما هو موجود ، عندكم؟
السائل : لا ما هو موجود.
الشيخ : هو على كل حال نحن نحب أن نمشي، وإلا في أيضاً مباحث لكن.