فوائد حديث :( ازهد في الدنيا يحبك الله ... ). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد:
أولاً: حِرص الصحابة رضي الله عنهم على الاستقامة والسؤال عن سُبلها، لأن الرجل سأل عن شيء يكون فيه محبة الله ومحبة الخلق.
ومن فوائد الحديث: أن كلمات النبي صلى الله عليه وسلم كلمات جامعة : ( ازهد في الدنيا ) : هذه كلمة لو أراد الإنسان أن يشرحها شرحاً وافياً لأخذ عليها صفحات ، لكنها جائت كلمة موجزة : ( ازهد في الدنيا ) : يشمل الزهادة في المال، الزهادة في الجاه، الزهادة في المركوبات، الزهادة في المسكونات، الزهادة في كل شيء، ولو أردت أن تعدد ما يتعلق بالدنيا لتعبت لكن الرسول عليه الصلاة والسلام جمعها في كلمة واحدة.
ومن فوائد الحديث: إثبات محبة الله عز وجل لقوله: ( يحبَك الله )، وأهل السنة والجماعة يثبتون أن الله يحب محبة حقيقية، وأهل التعطيل يقولون: إن الله لا يحب، وأن محبته كناية عن ثوابه فيفسرون الشيء بلازمه مع إنكاره.
طيب ومن فوائد هذا الحديث: أن من لم يزهد في الدنيا وتعلق بها وصارت أكبر همه، فإن ذلك من أسباب انتفاء محبة الله عنه بالمنطوق ولا بالمفهوم ؟ الطالب : المفهوم.
الشيخ : بالمفهوم.
ومن فوائد الحديث: الحث على الزهد في الدنيا لأنها إذا كانت سبباً لمحبة الله فلا ينبغي للعاقل أن يفوت هذا.
ومن فوائد حديث: الحث على الزهد فيما أيدي الناس، لماذا؟
لأجل أن ينال محبة الناس، أما إنسان لا يزهد فيما في أيديهم فإن الناس سوف يستثقلونه ولا يحبونه، مثلاً إنسان كلما رأى مع شخص ما يعجبه يقول: هذا والله زين ، والله ريته يجيني ، يقول هذا أول كلمة لعل صاحبه يقول: تبيه تفضل ، إذا لم يقل هذا ترقَّى إلى درجة أخرى يقول: والله هذا زين أنا لو أعطيتني إياه كان أكتب به شيء ينفع، وهكذا حتى يتدرج به.
ولا شك أن كثيراً من الناس إذا رأى من شخص أنه يحب ما في يده يعطيه إياه إذا لم يكن لضروراته، لكنه سوف يستثقل هذا الرجل، يستثقله، وربما يكرهه حتى لو كان ذا عبادة وأحبه لله فستنقص محبته، واضح؟
طيب ، كذلك أيضاً بعض الناس لا يطلب أموالهم على سبيل التملك لكن على سبيل الاستعارة، يستعير ربما وهو في غير حاجة، لكن نهمة ومرض في القلب : أنه يطمع فيما في أيدي الناس، هذا لا شك أن الناس تقل محبتهم له.
مِن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يسعى فيما يكون سبباً لمحبة الناس له، دليل هذا أن الرسول عليه الصلاة والسلام أقرَّ الرجل على قوله: ( يحبني الناس ) وإلا لقال له: ما يهمك من حب الناس أحبوك أم كرهوك، لكن ينبغي للإنسان أن يسعى بكل ما يستطيع في كل وسيلة توجب أن يحبه الناس وفضل الله يؤتيه من يشاء، أحياناً لا يملك الإنسان نفسه حتى يفعل ذلك لكن ينبغي للإنسان إذا لم يكن ذلك من طبيعته أن يتطبع به.