وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ) أخرجه مسلمٌ. حفظ
الشيخ : ثم قال أيضاً في الدرس الجديد يقول : " وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي ) " :
( إن الله يحب ) : هذه جملة مؤكدة بـ إن ، والمحبة صفة حقيقة ثابتة لله عز وجل ، فهو سبحانه وتعالى يحب من شاء من الأشخاص والأعمال والأزمان والأماكن ، محبة الله تتعلق بهذا كله، بالأشخاص والأعمال والأزمان والأماكن ، ( أحب البقاع إلى الله مساجدها ) هذه متعلقة بإيش؟
الطالب : بالأماكن .
الشيخ : إي نعم هذه بالمكان ، في الأزمان : ( أحب العمل إلى الله تعالى الصلاة على وقتها ) هذا يتعلق بالأعمال والأزمان أيضا، لأن الزمن الأول أو أول الزمن محبوب إلى الله عز وجل.
طيب الأشخاص : (( إن الله يحب المتقين )) هذا عموم.
هناك خصوص : ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله وبحبه الله ورسوله )، هذه مقيدة بإيش؟
الطالب : بشخص .
الشيخ : بشخص، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي كان يقرأ فيختم : (( بقل هو الله أحد )) لأنها صفة الرحمن، قال: ( اخبروه بأن الله يحبه ) .
هنا يقول: ( إن الله يحب العبد ) العبد بالعبودية الكونية أو الشرعية؟
الطالب : كلاهما.
الشيخ : لا ، العبد بالعبودية الشرعية، لأن العبد بالعبودية الكونية دون الشرعية لا يحبه الله، كالكافر مثلاً الكافر لعبد الله تعالى بالعبودة الكونية، لأن الله تعالى يفعل فيه ما شاء.
إذن العبد بإيش؟
بالعبودية الشرعية.
الصفة الثانية: التقي يعني: متقي لله عز وجل والتقوى: هي: " فعل ما يقي من عذاب الله من طاعة الله تعالى بأوامره واجتناب نواهيه " ، هذه التقوى ، هذا أجمع ما قيل في التقوى ، أنها اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه .
الغني : يعني الغني عن غير الله، هو غني بنفسه قانع بما أعطاه الله لا يسأل الناس ولا يلحف في المسألة.
والوصف الرابع: الخفي: إنسان خفي لا يحب الظهور، ولا يتصدر لشيء لأن أهم ما عنده هو محبة الله له ورضا الله عنه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) ، هذا الأشعث الأغبر المدفوع بالأبواب خفي ولا غير خفي؟
خفي ما يُعرف ولا يؤذن له فيدخل.
وقال عليه الصلاة والسلام: ( طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله إن كان في الساقة كان في الساقة، وإن كان في الحراسة كان في الحراسة ) ولا يبالي بنفسه، أي مكان يوضع فيه .
( إن شفع لم يشفع وإن سأل لم يعط ) : فالإنسان الخفي الذي لا يحب أن يتظاهر أمام الناس هذا هو الذي يحبه الله، أما من أحب أن يظهر وتجده مثلاً إذا جلس في المجلس قام يتحدث وكأن لم يكن في المجلس سواه ، أو إذا جلس في مجلس قام يلحف في المسألة إذا كان حوله طالب علم ما تقول كذا ، ثم كيف تجمع بين هذا وبين هذا ، كأنه يفصل ويبين من من أكبر العلماء، كن خفياً تكن عند الله تعالى عظيماً رفيعاً.