وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنٍ ) أخرجه الترمذي وحسنه. حفظ
الشيخ : قال: " وعن المِقدام بن معدي كرب " ، عن المقدام مصروف ولا ممنوع من الصرف وعن المقدامِ ولا المقدامَ؟
الطالب : المقدامِ.
الشيخ : المقدامِ ، طيب ، ابن معدي كرب مصروف ولا غير مصروف؟
الطالب : غير مصروف .
الشيخ : غير مصروف مجرور بإيش؟
بالفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه مركب ، تركيب إيش؟
تركيب مزجي ، يعني مزج أحد الاثنين بالآخر ، مثل حضر موت ، حضر موت مركب تركيب مزجي .
وهناك تركيب يسمى تركيباً إسنادياً : مثل الشَنفُري وأصله: الشن فري، ومثل رجل يسمى : " شاب قرناه " ، جاء شاب قرناه، هذا مركب تركيب إيش؟ إسنادي.
هناك تركيب إضافي مركب من مضاف ومضاف إليه مثل: كتاب محمد .
وهناك تركيب عددي يعني يركب أحد العددين مع الآخر مثل: ثلاثة عشر إلى تسعة عشر.
على كل حال هذه الأنواع التركيبات تختلف من حيث الإعراب، المركب تركيباً مزجياً يرفع بالضمة وينصب بالفتحة ويجر بالفتحة، ويجزم ؟
الطالب : لا يجزم .
الشيخ : الاسم لا يدخله الجزم تمام .
" ابن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه ) أخرجه الترمذي وحسنه " :
( ما ملأ ) ما: نافية، وملأ: فعل ماضي، ووعاء: مفعول ملأ، وشراً: صفة، ومن بطن واضح.
طيب يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: الإنسان يملأ الأوعية ، يملأ الإناء حليباً ليشربه الناس، طيب هذا ولا غير طيب ؟
طيب ، يملؤه طعاماً ليأكله الناس ، طيب ، لكن هذا الوعاء الذي ذكر الرسول البطن هذا لا تملأه فما ملأت وعاء شرًا منه ، والبطن وعاء ولا غير وعاء ؟ البطن وعاء لأنه مقر الطعام والشراب ، ويسمى المعدة يقول الرسول : ( ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه ) أي: من معدته، لأن ملأ البطن سبب للغفلة وكثرة النوم وكون الإنسان لا يهمه إلا بطنه ، وسبب لأمراض تأتي من تركيب الغذاء وكثرة الغذاء .
والمعدة ليست كيساً يمتلأ طعاماً ثم يفرَّغ، المعدة معمل يعني أنه يشتغل بالطعام الذي يوضع فيه ، هذا المعمل إذا أكثرت عليه فلابد أن يتعب، ولهذا قال بعض الناس: لا تأكل طعاماً على طعام ، فإن إدخال الطعام على الطعام من المهلكات .
ومثَّل لذلك قال: لو أعطيت عملةً رجالاً يعملون عملاً وقلت: اعملوا هذا وهو عمل مضنٍ يعني: متعب، ثم أتيت لهم بعمل آخر قلت لهم: اعملوه ماذا يكون؟
سيتعبون، إما أن يدعو العمل الأول على عُجِرَه وبُجره وإما أن يتعبوا تعباً عظيماً، هكذا المعدة، ولهذا نقول: لا تملأها، وما كانت الأمراض الحديثة الأخيرة كمرض السكر ومرض الغم ونحو ذلك إلا بأسباب الكثرة كثرة الأكل، وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- في *زاد المعاد : " أن الأمراض المركبة من الغذاء المركب " ، الآن كم يقدم على الغداء من نوع؟
الطالب : أقل شيء ثلاثة.
الشيخ : لا ، ثلاثة قليلة ، لكن بعض الناس ثمانية تسعة أصنافاً ، هذه الأغذية تختلط ويختلط الغذاء ، يختلط الدم يصير مركب من عدة أغذية ويصعب علاجه، ولهذا قال ابن القيم -رحمه الله- وهو حق: قال : " ولذلك كان البادية أقل الناس أمراضاً مركبة وأسهلهم معالجة " ، لأن معالجتهم لا تحتاج إلى تعب.
الطالب : شيخ ...
الشيخ : طيب ( ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه ) ، لها يعني أسباب كثيرة لها مفاسد كثيرة .
وفي آخر الحديث : ( فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) : وهذا هو العدل، الطعام يحتاج إلى شراب، ولهذا يقول الله: (( وكلوا واشربوا )) : اجعل الطعام له الثلث والشراب الثلث وثلث للنفس ، لتتنفس ويتسع نفسك ، وهذا لو أننا مشينا عليه ما أُصبنا بالأمراض إلا أن يشاء الله، لكن هذا من أسباب الوقاية ، ويُذكر أن بعض الأوروبيين لا يشبعون في الأكل، لكن يكثرون عدد الوجبات، نحن الآن نأكل ثلاث مرات، هم يأكلون خمس مرات، لكنهم لا يكثرون الأكل وهذا هو الترتيب الصحي، كُل قليلاً وإذا جعت فكل.
طيب