فوائد حديث :( ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنٍ ). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد:
منها: أن الشريعة الإسلامية جاءت بدواء القلوب، ودواء الأبدان ، وجه ذلك: أن هذا القدر من الغذاء هو المناسب للطب تماماً.
ومنها: أن الشريعة الإسلامية جاءت بتوقي الأسباب الموجبة للأذى، تؤخذ يا عقيل ؟
الطالب : من النهي عن ملء المبطن.
الشيخ : نعم النهي على ملء البطن، لأنه موجب للأذى، ولهذا قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: " لا يحل للإنسان أن يأكل أكلاً يتأذى به " ، بعض الناس الآن ما شاء الله يأكل أكل كثيراً ويملأ بطنه حتى إنه لا يكاد يستطيع القيام من ملأ البطن ، ثم بعد ذلك يطلب أشربة تهضم ، الله المستعان ، الواحد يُلطخ بدنه بالنجاسة يروح يبحث ما يطهرها به ؟
من الأصل لا تفعل.
طيب فإن قال قائل: أليس أبو هريرة رضي الله عنه قد شرب لبناً حتى لم يجد له مكاناً ؟
بلى لكن النادر لا حكم له، النادر لا حكم له، وهذا شيء نادر، والرسول صلى الله عليه وسلم عذره من أجل أنه كان جائعاً من قبل، حتى يعرف قدر نعمة الله عليه، وهذا من حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام أنه أحياناً يجعل للمرء ما يقابل حاله التي كان عليها حتى يعرف قدر حكمة الله ونعمته كما فعل مع جابر، جابر رضي الله عنه كان معه جمل قد أعيا تعب وأراد جابر أن يسيبه ويتركه فلحقه النبي عليه الصلاة والسلام فضرب الجمل ودعا له فانطلق الجمل يمشي حتى كان في سابق القوم، هو كان في الأول؟
الطالب : في أخرياتهم .
الشيخ : في أخريات القوم، وأراد أن يسيبه، أيس منه ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام ببركة دعائه صار الجمل على هذا الوجه ثم قال: ( بعنيه بأوقية فقال: لا ) ، كان في الأول يريد أن يسيبه والآن امتنع أن يبيعه على أشرف الخلق، نبي الله عليه الصلاة والسلام، وهو السبب أيضاً الرسول هو السبب في أنه صار يمشي قوياً ومع ذلك أبى، لكنه قال: ( بعنيه ) ، فلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام متمسكٌ به ، يعني لما رأى جابر النبي صلى الله عليه وسلم متمسكاً به باعه عليه، لما وصل المدينة أعطاه الثمن، أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الثمن وقال له: ( أتُراني ماكستك لآخذ جملك ، خذ جملك ودراهمك فهو لك ) : اللهم صل وسلم عليه، هذا الكرم وهذا الامتحان أراد أن يمتحن هذا الرجل، كان بالأول مشفقاً ، كان في الأول كارهاً لهذا الجمل ثم صار راضياً به ، ثم باعه ، ثم جاءه الجمل والثمن.
وأصل شراء النبي عليه الصلاة والسلام له من أجل الاختبار والامتحان، نعم، لا نروح كثير.
طيب إذن نقول: مما ينبغي للإنسان أن يأكل ثلثاً ويشرب ثلثاً ويتنفس في ثلث، هذا الذي ينبغي أن يكون عليه غذاؤُك دائماً لكن النادر لا حكم له، يعني: لو جاز لك الطعام أو الشراب وملأت بطنك منه أحياناً فلا بأس أما أن تجعل هذا ديدنك لا.