فوائد الحديث: ( اتقوا الظلم ... ). حفظ
الشيخ : وعن جابر رضي الله عنه:
فيه أولاً: ( اتقوا الظلم ) : يستفاد منه وجوب اتقاء الظلم، لأن الأصل في الأمر الوجوب لا سيما وأنه علله بقوله: ( فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) فيكون حينئذ من الكبائر.
ومن فوائد الحديث حديث جابر: أن التقوى ليست خاصة بالله عز وجل بل تكون لله وللمخلوقات فهنا اتقوا الظلم وُجهت إلى؟
الطالب : الظلم.
الشيخ : وهو عمل من أعمال الإنسان، وفي قوله: (( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله )) أضيفت إلى إيش؟
إلى زمن، وفي قوله تعالى: (( واتقوا النار التي أعدت للكافرين )) أضيفت إلى مكان.
وفي قوله تعالى: (( واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون )) أضيفت إلى الله عز وجل لماذا؟
لأن أصل التقوى اتخاذ وقاية، والإنسان يتخذ الوقاية من الرب عز وجل ومن عقوباته وعذابه.
ومن فوائد الحديث: أن الظلم مِن كبائر الذنوب كما سبق.
ثم قال: ( واتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم ): الشُّح: الطمع فيما عند الغير، فهو محاولة أخذ ما ليس له، والبخل منع ما يجب عليه بذله، وتارة نجمع الشح والبخل فنقول: الشُّح الطمع فيما عند الغير، والبخل منع ما يجب بذله مِن علم أو مال أو عمل.
وفي الحديث: ( البخيل من إذا ذكرت عنده لم يصل عليّ ) : اللهم صل وسلم عليه ، فهذا بخل بخل بإيش؟ بعمل، بخل بعمل .
وإذا قلت: سألت فلاناً من العلماء ولم يجبني، فهذا بخل بالعلم، وإذا قلت: سألت فلاناً مالاً ولم يعطني فهذا بخل بالمال.
أما الشح فهو الطمع فيما عند الغير، وأيهما أشد؟
الشح، لأن منع ما عندك أهون من طلب ما ليس عندك.
قال: ( فإنه أهلك من كان قبلكم ) : أهلكهم إهلاكاً حسياً أو معنوياً أو هما ؟ الطالب : هما .
الشيخ : هما ، أهلكهم لأن هذا لا شك أنه نقص في دينهم، وأهلكهم إهلاكاً حسياً لأنهم بذلك سفكوا دماءهم واستحلوا أموالهم.
ففي هذا الحديث أيضاً: تحريم الشح لقوله: ( اتقوا الشح ).
فإن قال قائل: إن الله تعالى جعل الشح في كتابه من طبائع النفوس فقال تعالى: (( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير وأُحضرت الأنفس الشُّح ))، فكيف ندفع ما كان من طبيعة النفوس؟
قلنا: هو كسبيٌ، الشح أمر كسبي، والأمر الكسبي يمكن للإنسان أن يحترز منه ويتخلى عنه، وإن كانت النفوس مجبولة على محبة المال مثلاً لكن الإنسان يغلبه دينه حتى يطفئ عنه حرارة الشُّح.
ومن فوائد هذا الحديث: الاعتبار بمن خلا من الأمم لقوله : ( فإنه أهلك من كان قبلكم ) .
ومن فوائده: أن ما كان سبباً للعقوبة في الأمم الماضية، فإنه يكون سبباً للعقوبة في هذه الأمة، أعرفتم؟
بل لو قال قائل: إنه يكون في هذه الأمة أعظم لأنها أكرم الأمم عند الله، وإذا كانت أكرم وجب عليها من شكر لله ما لا يجب على غيرها.
وانظر إلى نساء النبي عليه الصلاة والسلام: من يأت منهن بفاحشة مبينةٍ يضاعف لها العذاب ضعفين، ومن يقنت منهن وتعمل صلحاً يؤتها الله أجرها مرتين، فلكرمهن عند الله ضوعف لهن في الثواب، وضوعف عليهن في العقاب، وهذا هو الموافق للفطرة، لأننا لو فرضنا أن رجلاً صديقاً لك يظهر المودة في قلبه ولسانه فأساء إليك أدنى إساءة تجد أن هذه الإساءة في حقه إيش؟
عظيمة جداً، لكن لو أساء إليك بها أو بما هو أعظم منها شخص آخر لكان ذلك عندك أهون، فلهذا نقول: إذا كان الشح سبباً لإهلاك من قبلنا فإنه سيكون سبباً لإهلاكنا، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: فإنه أهلك من كان قبلكم عفو الخاطر، بل قال ذلك تحذيراً.
إذن يستفاد منه: أن ما جرى على من سبقنا بعمل فإنه يوشك أن يجري علينا بإيش؟
بعمل آخر، إلا أنه يستثنى من ذلك مسألة واحدة وهي أن الله تعالى أجاب دعوة النبي عليه الصلاة والسلام حين سأل الله ألا يُهلك أمته بِسَنَةٍ بِعامة، فهذه مستثنى هذه الأمة لن تهلك على سبيل العموم كما هلك من هلك من الأمم السابقين.
فيه أولاً: ( اتقوا الظلم ) : يستفاد منه وجوب اتقاء الظلم، لأن الأصل في الأمر الوجوب لا سيما وأنه علله بقوله: ( فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) فيكون حينئذ من الكبائر.
ومن فوائد الحديث حديث جابر: أن التقوى ليست خاصة بالله عز وجل بل تكون لله وللمخلوقات فهنا اتقوا الظلم وُجهت إلى؟
الطالب : الظلم.
الشيخ : وهو عمل من أعمال الإنسان، وفي قوله: (( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله )) أضيفت إلى إيش؟
إلى زمن، وفي قوله تعالى: (( واتقوا النار التي أعدت للكافرين )) أضيفت إلى مكان.
وفي قوله تعالى: (( واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون )) أضيفت إلى الله عز وجل لماذا؟
لأن أصل التقوى اتخاذ وقاية، والإنسان يتخذ الوقاية من الرب عز وجل ومن عقوباته وعذابه.
ومن فوائد الحديث: أن الظلم مِن كبائر الذنوب كما سبق.
ثم قال: ( واتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم ): الشُّح: الطمع فيما عند الغير، فهو محاولة أخذ ما ليس له، والبخل منع ما يجب عليه بذله، وتارة نجمع الشح والبخل فنقول: الشُّح الطمع فيما عند الغير، والبخل منع ما يجب بذله مِن علم أو مال أو عمل.
وفي الحديث: ( البخيل من إذا ذكرت عنده لم يصل عليّ ) : اللهم صل وسلم عليه ، فهذا بخل بخل بإيش؟ بعمل، بخل بعمل .
وإذا قلت: سألت فلاناً من العلماء ولم يجبني، فهذا بخل بالعلم، وإذا قلت: سألت فلاناً مالاً ولم يعطني فهذا بخل بالمال.
أما الشح فهو الطمع فيما عند الغير، وأيهما أشد؟
الشح، لأن منع ما عندك أهون من طلب ما ليس عندك.
قال: ( فإنه أهلك من كان قبلكم ) : أهلكهم إهلاكاً حسياً أو معنوياً أو هما ؟ الطالب : هما .
الشيخ : هما ، أهلكهم لأن هذا لا شك أنه نقص في دينهم، وأهلكهم إهلاكاً حسياً لأنهم بذلك سفكوا دماءهم واستحلوا أموالهم.
ففي هذا الحديث أيضاً: تحريم الشح لقوله: ( اتقوا الشح ).
فإن قال قائل: إن الله تعالى جعل الشح في كتابه من طبائع النفوس فقال تعالى: (( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير وأُحضرت الأنفس الشُّح ))، فكيف ندفع ما كان من طبيعة النفوس؟
قلنا: هو كسبيٌ، الشح أمر كسبي، والأمر الكسبي يمكن للإنسان أن يحترز منه ويتخلى عنه، وإن كانت النفوس مجبولة على محبة المال مثلاً لكن الإنسان يغلبه دينه حتى يطفئ عنه حرارة الشُّح.
ومن فوائد هذا الحديث: الاعتبار بمن خلا من الأمم لقوله : ( فإنه أهلك من كان قبلكم ) .
ومن فوائده: أن ما كان سبباً للعقوبة في الأمم الماضية، فإنه يكون سبباً للعقوبة في هذه الأمة، أعرفتم؟
بل لو قال قائل: إنه يكون في هذه الأمة أعظم لأنها أكرم الأمم عند الله، وإذا كانت أكرم وجب عليها من شكر لله ما لا يجب على غيرها.
وانظر إلى نساء النبي عليه الصلاة والسلام: من يأت منهن بفاحشة مبينةٍ يضاعف لها العذاب ضعفين، ومن يقنت منهن وتعمل صلحاً يؤتها الله أجرها مرتين، فلكرمهن عند الله ضوعف لهن في الثواب، وضوعف عليهن في العقاب، وهذا هو الموافق للفطرة، لأننا لو فرضنا أن رجلاً صديقاً لك يظهر المودة في قلبه ولسانه فأساء إليك أدنى إساءة تجد أن هذه الإساءة في حقه إيش؟
عظيمة جداً، لكن لو أساء إليك بها أو بما هو أعظم منها شخص آخر لكان ذلك عندك أهون، فلهذا نقول: إذا كان الشح سبباً لإهلاك من قبلنا فإنه سيكون سبباً لإهلاكنا، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: فإنه أهلك من كان قبلكم عفو الخاطر، بل قال ذلك تحذيراً.
إذن يستفاد منه: أن ما جرى على من سبقنا بعمل فإنه يوشك أن يجري علينا بإيش؟
بعمل آخر، إلا أنه يستثنى من ذلك مسألة واحدة وهي أن الله تعالى أجاب دعوة النبي عليه الصلاة والسلام حين سأل الله ألا يُهلك أمته بِسَنَةٍ بِعامة، فهذه مستثنى هذه الأمة لن تهلك على سبيل العموم كما هلك من هلك من الأمم السابقين.