بعض الناس يستعمل التورية في كلامه حتى إن كل كلامه تورية فهل ينبغي هذا ؟ حفظ
السائل : أحسن الله إليك بعض الناس ديدنه تورية !
الشيخ : إيش ؟ تورية !
السائل : حتى إنك لا تعتمد عليه ، كل كلامه تورية يا شيخ ، فهل ينبغي في حق الطلبة؟
الشيخ : التورية في الواقع ثلاثة أقسام :
تورية الظالم : فهذه حرام ولا إشكال فيها ومنه قول المدعى عليه : والله ما له عندي شيء ، هذه حرام لا إشكال فيها كيف والله ما له عندي شيء ؟!
يعني اختصم رجلان عند القاضي فادعى أحدهما على الآخر بأن في ذمته له ألف ريال، فقيل للمدعي: أين البينة ؟ قال: ما عندي بينة اطلب يمينه، توجه إليه فقال: والله ما له عندي شيء، ونوى أن ما اسم موصول، يعني والله له الذي عندي شيء ، هذه تورية إذا جعل ما بمعنى الذي فهو صادق الذي عنده شيء ، لكن عند القاضي وعند الخصم على أنها نافية هذه حرام ولا إشكال فيها.
وكذلك كل تورية يكون بها ضرر على المسلم أو إسقاط لحق فهي حرام.
القسم الثاني : التورية في مظلوم، التورية من مظلوم يعني إنسان ظلم فورّى هذا لا بأس به، لأن هذه التورية يريد بها الدفع عن نفسه، هذه لا حرج فيها، مثاله:
الطالب : إبراهيم عليه السلام .
الشيخ : قصة إبراهيم عليه السلام حيث قال للملك: ( هذه أختي ) ويعني بها زوجته ليدفع الظلم عن نفسه .
الثالث : ما ليس بظالم ولا مظلوم فهذه اختلف فيها العلماء :
فمنهم من أجازها ، ومنهم من منعها ، والصواب المنع ، لأنها تؤدي إلى اتهام الإنسان بأنه كذوب ، إذا ظهر الأمر على خلاف توريته قال الناس : هذا كاذب فلم يأمنوه على أي شيء، وهذا الأخير الذي قلته أنه الصحيح هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، أنه لا تجوز التورية إلا لمظلوم فقط فأما الظالم ومن ليس بظالم ولا مظلوم فلا.
طيب هل تجوز للمصلحة ؟
الظاهر إن شاء الله أنها تجوز للمصلحة، مثل: أن يأتي إنسان يسأل عن صديق له وأنت تعرف أنه لو علم به لأمسك بيده وذهب يتسكع في الأسواق بدون فائدة، وهو الآن في مجلس علم، فقلت: فلان ليس فيه ، أو ليس موجوداً المخاطب يظن أنه إيش؟
ليس موجوداً في هذا المجلس، وأنت تريد ليس موجوداً أي: في مجلس آخر، هذا لا بأس به لأن فيه مصلحة .
كذلك أيضاً بعض الناس مثلاً يحب أن لا يفتح بابه لأحد، فإذا قرع الباب أحد يقول أهل البيت: غير موجود ، غير موجود في إيش؟ في البيت ؟
لا، ينوون حجرة معينة، غير موجود يعني في حجرة معينة، هذا جائز لأن فيه مصلحة ، فإذا كان فيه مصلحة فلا بأس به .