مناقشة ما سبق. حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين :
سبق لنا أن للمنافقين آيات أي: علامات يستدل بها عليهم ومنها ؟ نعم ؟
الطالب : ذكر في الحديث ثلاثة : ( إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان ) .
الشيخ : أحسنت ، هل في الحديث ما يدل على وجوب الوفاء بالوعد ؟ الأخ نعم !
الطالب : نعم يا شيخ يدل على ذلك.
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعله من صفات المنافق .
الشيخ : إيش؟
الطالب : لأنه من صفات المنافقين .
الشيخ : أخبر أن إخلاف الوعد من صفات المنافقين تحذيراً أو إخباراً بالواقع فقط ؟
الطالب : تحذيراً من صفاتهم .
الشيخ : تحذيراً من صفاتهم أحسنت ، هل يلزم الوفاء بالوعد ولو تضرر الواعد ؟
الطالب : نعم ، إذا كان واجبا عليه .
الشيخ : لكن ولو تضرر؟
الطالب : على حسب الضرر، إذا كان ضرر يحتمل بأن يكون ضرر يسير.
الشيخ : يعني إذا كان ضرراً كبيراً فإنه معذور بإخلاف موعده، وإن كان يسيراً فلا بأس، افرض أنه وعد شخصاً الساعة الخامسة وطرأ على بعض عائلته مرض احتاج أن يذهب به إلى المستشفى هل يلزمه الوفاء ويدع المريض ولا يكون هذا عذراً ؟
الطالب : يكون عذراً .
الشيخ : هذا عذراً ، إذا ائتُمن خان من علامات المنافقين، لكن لو أن أحداً من الناس أعطاك وديعة قال: هذه الدراهم احفظها عندك وكنت تطلبه دراهم وقد جحدها، فهل يجوز لك أن تأخذ هذه الوديعة عوضاً عن الدراهم التي لك عنده؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : لا يجوز ؟
الطالب : لا يجوز ، لأن هذه خيانة في موضع الائتمان .
الشيخ : لا يجوز ، هو جحد دراهم خانني من قبل ؟
الطالب : ولو هو عصى الله فنطيع الله فيه .
الشيخ : هذا ما هو جواب ، هات عندك دليل ؟
الطالب : نعم ، قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ) .
الشيخ : أحسنت نعم ، ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ). قال العلماء: إنه يجوز لمن وجبت له النفقة على شخص وامتنع من إعطائه أن يأخذ من ماله بلا إذنه، فما مدى صحة هذا القول خالد؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : صحيح ، الدليل ؟
الطالب : حديث التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم عمن كان يمنع النفقة .
الشيخ : حديث هند بنت عتبة أنها شكت زوجها أبا سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يعطيها النفقة فقال : خذي !؟
الطالب : بالمعروف .
الشيخ : خذي؟
الطالب : أمرها تأخذ بالمعروف .
الشيخ : تأخذ بالمعروف من مالها ؟
الطالب : من ماله .
الشيخ : قل : تأخذ من ماله بالمعروف ، واضح ؟
إذا قيل ما الفرق بين هذه المسألة وبين الحديث الذي ذكره سامي ؟
الطالب : أنا ؟
الشيخ : إي نعم .
الطالب : أن الرجل هذا ائتمنه على ماله ، أمانة ، وأما الآخر فهو مستلزم لنفقة يجب عليه أن يؤديها ، أما إذا لم يؤديها كان له عليه حق أن يأخذ من ماله .
الشيخ : هذا ما هو بظاهر ، حتى هذا يقول : عليه لي دين وقد جحد وأريد أن آخذ حقي .
الطالب : نقول : أن هذا حديث أد الأمانة خيانة في موضع الائتمان .
الشيخ : نعم .
الطالب : وأما ذاك فلا ، الأمر الثاني : أن حديث هند بن عتبة ليس لها طريق إلا هذا ، وأما ذاك فيؤخذ بطريق أخرى يعني يرفع إلى الحاكم .
الشيخ : إلى الحاكم وهذا يرفع إلى الحاكم !
الطالب : ولكن لما رفعت إلى الحاكم أرشدها إلى هذا الطريق .
الشيخ : المهم هذا يرفع للحاكم ! هذه ما هي علة .
الطالب : ما هي واضحة .
الشيخ : لا ، يقول العلماء رحمهم الله : إذا كان سبب الحق ظاهرًا فلا بأس أن تأخذ من ماله قدر حقها ، كالنفقة الواجبة ، والضيافة إذا نزلت في قوم ولم يضيفوك فلك أن تأخذ من مالهم بغير علمهم ، لأن السبب ظاهر بخلاف الدين فإن السبب غير معلوم للناس ، ولو أبيح للإنسان أن يأخذ قدر حقه ممن جحد دينه لحصل في هذا فوضى ، لكان كل واحد يأخذ من مال الثاني يقول إيش؟
الطالب : لي عليه دين .
الشيخ : لي عليه دين ، أما النفقة والضيافة فهذه أمرها ظاهر هكذا فرق العلماء رحمهم الله، وقالوا : إن مسألة الظَّفر جائزة بشرط أن يكون أن يكون سبب الحق إيش؟
الطالب : ظاهراً .
الشيخ : ظاهراً لا يتهم أحد به .
( إذا خاصم فجر ) وهو الخصلة الرابعة ، معناها محجوب ؟
الطالب : إذا خاصم فجر ؟
الشيخ : نعم .
الطالب : معناه يا شيخ إذا خاصم أحد أو حصل غضب بينه وبين الآخر ، فجر يعني ما كان منه إلا !
الشيخ : إلا الفجور !
الطالب : ما كان منه يعني الصلاح !
الشيخ : سليم ؟
الطالب : هو أن يأخذ الحق بغير حق .
الشيخ : إذا خاصم فجر يعني؟
يعني أخذ ما لا يستحق أو إيش؟
الطالب : الزيادة من الصحيح إلى الظلم ومن الحق إلى الجور.
الشيخ : ما هو ظاهر، نعم ؟
الطالب : أنا شيخ ؟
الشيخ : أنت .
الطالب : يفجر أي: يعني يفشي أسراره، يعني يبطل ما كان بينه وبينه من أسرار أو مما يعني تعاهدا على كتمه وينشرها .
الشيخ : إذا خاصم ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : هذاك إذا ائتمن خان .
الطالب : إي نعم : معناه ينقص الحق ويزيد في الباطل بغير وجهه.
الشيخ : يعني يأخذ ما لا يستحق ؟
الطالب : نعم ، سواء يعني مادياً أو معنوياً ، يعني ينقص من خصمه حقه ويزيد يعني ما لا يستحق .
طالب آخر : شيخ إذا خاصم فجر: هنا بمعنى كذب إذا خاصم كذب .
الشيخ : طيب .
الطالب : أي مال عن الحق إلى الباطل .
الشيخ : ( إذا خاصم فجر ) : نقول: عشان ما يضيع الوقت، إذا خاصم فجر في الخصومة فادعى ما ليس له أو كتم ما وجب عليه هذا الفجور طيب.