وعنه رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله أوصيني، قال: ( لا تغضب ) فردد مراراً قال: ( لا تغضب ) أخرجه البخاري. حفظ
الشيخ : قال المؤلف : " وعنه رضي الله عنه، أن رجلاً قال: ( يا رسول الله، أوصني. قال: لا تغضب، فردد مراراً وقال: لا تغضب ) أخرجه البخاري " :
هذا الحديث كان ينبغي أن يجعله المؤلف أين؟
بعد قوله: ( ليس الشديد بالصرعة ) .
أوصاه الرسول قال: ( لا تغضب )، والنبي صلى الله عليه وسلم يوصي كل إنسان بما يناسب حاله ، وهذا الرجل يظهر والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف أنه سريع الغضب، فلهذا لم يوصيه بتقوى الله، ولم يوصه بترك الكذب، ولم يوصه بكثرة الطاعة، أوصاه قال: ( لا تغضب ) مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن هذا الرجل إيش؟
الطالب : غضوب.
الشيخ : كان غضوباً فقال له: ( لا تغضب ) : ومعنى لا تغضب : ليس أن لا تغضب الغضب الطبيعي الذي لابد لكل إنسان منه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن ينهي عن هذا، وينزه كلامه صلى الله عليه وسلم عن هذه الإرادة!
لكن يريد أحد أمرين: إما أن المعنى لا تسترسل مع الغضب بل اكتمه بقدر الإمكان.
وإما أن المعنى لا تنفذ مقتضى الغضب، أعرفتم؟
الأول: واضح أن الإنسان يسترسل ويزداد غضباً وشيطة.
وأما الثاني: فينفذ مقتضى غضبه، وأما مجرد الغضب فلابد لكل إنسان حي القلب أن يغضب عند وجود السبب ولا يمكن أن يتخلف الغضب.
فإن قال قائل: ما دواء الغضب؟
قلنا: له أدوية:
أولاً: أن يكون الإنسان قوياً يغلب نفسه ولا تغلبه، دليل هذا : ( إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ).
ثانياً: أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي رآه غاضباً قال: ( إني أعلم كلمة لو قالها، لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ).
ومناسبة الاستعاذة عند الغضب ظاهرة جداً، لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم.
الثالث: أن يتوضأ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الغاضب أن يتوضأ، ووجه ذلك أن الوضوء فيه تبريد الأعضاء، وفيه أن الإنسان يشتغل عن الغضب بعمل ، ما هو العمل ؟
الطالب : الوضوء .
الشيخ : الوضوء ، ربما يكون محتاجاً إلى أن يأتي بالماء ويقرب الإناء وما أشبه ذلك ، وهذا الاشتغال يبرد عليه الغضب ، فصار الوضوء يبرد الغضب من وجهين :
أولاً: ببرودته فيبرد الأطراف والأعضاء التي تكاد تنفجر من الغضب.
وثانياً: أنه يوجب انشغال النفس بهذه الأعمال فيهدأ الغضب.
رابعاً أو خامساً؟
الطالب : رابعاً.
الشيخ : رابعاً: ( إذا كان قائماً فليجلس، وإذا كان جالساً فليضطجع ) هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه إذا تغير حاله هدأ غضبه، فإذا غضب وأحياناً ترى الإنسان إذا غضب وهو جالس من شدة الغضب يقوم، فيقال: إذا غضبت وأنت واقف فاجلس، إن هدأ الغضب فذاك، وإلا اضطجع، ولا شك أن الإنسان إذا فعل ذلك سوف يزول غضبه، لأن هذه الحركات توجب انشغال النفس عن تنفيذ الغضب، هذه أشياء جاءت بها السنة.
هناك أيضاً شيء آخر وهو مغادرة المكان، يعني: إذا غضبت على أهلك فاخرج من البيت حتى يهدأ الغضب، وكم من إنسان إذا بقي في مكانه يخاصم ويضاد فإنه لا يزيد بذلك إلا غضباً لكن إذا انصرف على طول وترك المكان هدأ غضبه.
هذا الحديث كان ينبغي أن يجعله المؤلف أين؟
بعد قوله: ( ليس الشديد بالصرعة ) .
أوصاه الرسول قال: ( لا تغضب )، والنبي صلى الله عليه وسلم يوصي كل إنسان بما يناسب حاله ، وهذا الرجل يظهر والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف أنه سريع الغضب، فلهذا لم يوصيه بتقوى الله، ولم يوصه بترك الكذب، ولم يوصه بكثرة الطاعة، أوصاه قال: ( لا تغضب ) مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن هذا الرجل إيش؟
الطالب : غضوب.
الشيخ : كان غضوباً فقال له: ( لا تغضب ) : ومعنى لا تغضب : ليس أن لا تغضب الغضب الطبيعي الذي لابد لكل إنسان منه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن ينهي عن هذا، وينزه كلامه صلى الله عليه وسلم عن هذه الإرادة!
لكن يريد أحد أمرين: إما أن المعنى لا تسترسل مع الغضب بل اكتمه بقدر الإمكان.
وإما أن المعنى لا تنفذ مقتضى الغضب، أعرفتم؟
الأول: واضح أن الإنسان يسترسل ويزداد غضباً وشيطة.
وأما الثاني: فينفذ مقتضى غضبه، وأما مجرد الغضب فلابد لكل إنسان حي القلب أن يغضب عند وجود السبب ولا يمكن أن يتخلف الغضب.
فإن قال قائل: ما دواء الغضب؟
قلنا: له أدوية:
أولاً: أن يكون الإنسان قوياً يغلب نفسه ولا تغلبه، دليل هذا : ( إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ).
ثانياً: أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي رآه غاضباً قال: ( إني أعلم كلمة لو قالها، لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ).
ومناسبة الاستعاذة عند الغضب ظاهرة جداً، لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم.
الثالث: أن يتوضأ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الغاضب أن يتوضأ، ووجه ذلك أن الوضوء فيه تبريد الأعضاء، وفيه أن الإنسان يشتغل عن الغضب بعمل ، ما هو العمل ؟
الطالب : الوضوء .
الشيخ : الوضوء ، ربما يكون محتاجاً إلى أن يأتي بالماء ويقرب الإناء وما أشبه ذلك ، وهذا الاشتغال يبرد عليه الغضب ، فصار الوضوء يبرد الغضب من وجهين :
أولاً: ببرودته فيبرد الأطراف والأعضاء التي تكاد تنفجر من الغضب.
وثانياً: أنه يوجب انشغال النفس بهذه الأعمال فيهدأ الغضب.
رابعاً أو خامساً؟
الطالب : رابعاً.
الشيخ : رابعاً: ( إذا كان قائماً فليجلس، وإذا كان جالساً فليضطجع ) هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه إذا تغير حاله هدأ غضبه، فإذا غضب وأحياناً ترى الإنسان إذا غضب وهو جالس من شدة الغضب يقوم، فيقال: إذا غضبت وأنت واقف فاجلس، إن هدأ الغضب فذاك، وإلا اضطجع، ولا شك أن الإنسان إذا فعل ذلك سوف يزول غضبه، لأن هذه الحركات توجب انشغال النفس عن تنفيذ الغضب، هذه أشياء جاءت بها السنة.
هناك أيضاً شيء آخر وهو مغادرة المكان، يعني: إذا غضبت على أهلك فاخرج من البيت حتى يهدأ الغضب، وكم من إنسان إذا بقي في مكانه يخاصم ويضاد فإنه لا يزيد بذلك إلا غضباً لكن إذا انصرف على طول وترك المكان هدأ غضبه.