فوائد حديث :( أن رجلاً قال: يا رسول الله أوصيني، قال: ( لا تغضب ) ... ). حفظ
الشيخ : من فوائد هذا الحديث:
حكمة النبي صلى الله عليه وسلم حيث يوصي كل إنسان بما يليق بحاله.
ومن فوائده: أنه ينبغي للمجيب أن ينظر إلى حال السائل فيخاطبه بما يليق بحاله، الإنسان العامي تخاطبه بلغة عامية واضحة ليس فيها تعقيد، لو سألك سائل مثلاً عامي قال: ما تقول فيمن أكل لحم إبل أيصلي بلا وضوء أم لابد أن يتوضأ؟
فقلت لا، لابد أن يتوضأ، هل من المستحسن أن تقول: لابد أن يتوضأ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( توضؤوا من لحوم الإبل )، وقد اختلف العلماء -رحمهم الله- في هذا أله حكمة أم لا؟
فقال بعض العلماء: إنه تعبدي لأن كل حكم شرعي لا نعقل معناه فهو تعبدي.
وقال بعض العلماء: بل فيها حكمة، والحكمة أن الرسول أمر بذلك وامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم حكمة.
وقال آخرون: بل الحكمة هو أن الإبل خلقت من الشياطين كما جاء في الحديث، وقال آخرون: بل الحكمة أن لحم الإبل يثير الأعصاب ولهذا نهى الأطباء عن كثرة أكل لحم الإبل ممن كان عصبياً ، انتهى الجواب ، إيش يعمل؟
الطالب : ضاع .
الشيخ : ضاع منك الجواب الأول الذي هو محط الفائدة يضيع عليه، فأنت كلم كل سائل بما يتحمله عقله وبما يناسب حاله.
لكن هنا مسألة مهمة وهي أن الإنسان إذا جاءك يسأل ورأيته على معصية ولنفرض أنها حلق اللحية أو إسبال الثوب، فمن المستحسن أن تعرض عليه النصيحة، لأنه جاء إليك كالمضطر، ولأن هذه طريق الرسل، يوسف لما جاءه صاحبي السجن صاحبا اثنين، ماذا قال لهما عند استفتاءهما قال: (( يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار )) وهذه تفوت كثيراً من طلبة العلم ، تجد السائل يسأل وينصرف ، لكن إذا حصل لك فرصة أن تمسك هذا الرجل إن لم يكن عندكما أحد فهذا واضح ، وإن كان عندكما أحد قل له انتظر أو اهمس في أذنه ففي هذا خير كثير وتأثير بليغ، نعم ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك البناء على القرائن وجعلها أصل في الحكم على الناس ؟
الشيخ : طيب ما انتهينا من الفوائد نكمل هذا الحديث .
من فوائد هذا الحديث: أنه يجوز للسائل أن يردد السؤال استثباتاً للأمر لا اعتراضاً عليه، لأن هذا الرجل كان يقول: أوصني يقول: لا تغضب، أوصني لا تغضب، وكأن هذا الرجل استهان بهذه الوصية العظيمة، قال: لا تضغب، كأنه يريد شيئاً آخر، لكن وصاه الرسول بهذه الوصية، فعلى هذا نقول: يجوز أن يكرر السائلُ السؤال إذا كان يترقب جواباً آخر، أما إذا كان لا يترقب جواباً آخر فلا فائدة من إعادة السؤال.
ومنها: أن من الآداب ألا يغضب الإنسان وأن يكتم غضبه، ويكظم غيظه بقدر المستطاع، وكم من إنسان غضب ونفَّذ غضبه وندم، ما أكثر الذين يسألون الآن عن الطلاق ويقولون: نحن طلقنا على غضب، والله أعلم.
السائل : أحسن الله إليك هل العمل بالقرائن يعني يكون مطلقاً يسوغ للإنسان أن يعمل بالقرائن كحكمه على الناس وعلى بعض الأشياء؟
الشيخ : مثل إيش؟
السائل : مثلاً تكون عنده قرينة أن زيد من الناس أكل من حقه شيء فهل يُعمل به مطلقاً أم نقول فيه تفصيل ؟
الشيخ : أما من جهة حقك أنت ... لا تبحث ، أن لا تبحث ، لأنه روى أبو داود عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحدثني أحدٌ عن أحدٍ شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ) ، فالشيء الذي لا ينفعك لا تبحث عنه وتحقق ، حتى لو نقل إليك الأمر أو استنتجت من ملامح وجه الرجل أنه قال فيك شيئاً لا تبحث خليك على جهلك حتى لا يحمل قلبك غلاً على أحد .
وأما المسائل الأخرى فلا بأس أن تفعل ما به يتحقق الأمر فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح خيبر قال لأحد أقارب حُيي بن أخطب : ( أين مال حيي؟ قال يا رسول الله، أو قال: يا محمد أفنته الحروب، قال: سبحان الله العهد قريب والمال كثير أين هو ) : العهد قريب متى ؟
لأن بني النضير لما خرجوا عن المدينة أحالوا أموالهم إلى خيبر، ثم أعطاه الزبير بن العوام قال له اضربه حتى يقر، فمسه الزبير بعذاب ، فقال اصبر ، أنا أدلكم على خربة كان حُيي يحوم حولها ، فذهبوا إلى الخربة وحفروا وإذا مال حيي في نفس الخربة ، وإذا هو قد جعل الذهب في جلد ثور ممتلئاً ، فأخذه النبي عليه الصلاة والسلام .
هنا قال العلماء : أخذوا من هذا : أنه يجوز تعزير المتهم إذا كانت التهمة قوية حتى يقر .
ما هو يمدينا ولذلك إن شاء الله تعالى الليلة المقبلة سنحضر كتاب *جامع العلوم والحكم * الذي عنده نسخة يحضرها من أجل أن نقرأ شرح حديث النعمان بن بشير : ( الحلال بين والحرام بين ) لأن ابن رجب -رحمه الله- تكلم عليه كلام لا أظنه يرى في غيره ، غداً إن شاء الله الذي عنده الي عنده منها نسخة يجيبها.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن :
نقل المصنف -رحمه الله تعالى-: " عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ) أخرجه البخاري.
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه قال: ( يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا ) أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته ) أخرجه مسلم " .
حكمة النبي صلى الله عليه وسلم حيث يوصي كل إنسان بما يليق بحاله.
ومن فوائده: أنه ينبغي للمجيب أن ينظر إلى حال السائل فيخاطبه بما يليق بحاله، الإنسان العامي تخاطبه بلغة عامية واضحة ليس فيها تعقيد، لو سألك سائل مثلاً عامي قال: ما تقول فيمن أكل لحم إبل أيصلي بلا وضوء أم لابد أن يتوضأ؟
فقلت لا، لابد أن يتوضأ، هل من المستحسن أن تقول: لابد أن يتوضأ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( توضؤوا من لحوم الإبل )، وقد اختلف العلماء -رحمهم الله- في هذا أله حكمة أم لا؟
فقال بعض العلماء: إنه تعبدي لأن كل حكم شرعي لا نعقل معناه فهو تعبدي.
وقال بعض العلماء: بل فيها حكمة، والحكمة أن الرسول أمر بذلك وامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم حكمة.
وقال آخرون: بل الحكمة هو أن الإبل خلقت من الشياطين كما جاء في الحديث، وقال آخرون: بل الحكمة أن لحم الإبل يثير الأعصاب ولهذا نهى الأطباء عن كثرة أكل لحم الإبل ممن كان عصبياً ، انتهى الجواب ، إيش يعمل؟
الطالب : ضاع .
الشيخ : ضاع منك الجواب الأول الذي هو محط الفائدة يضيع عليه، فأنت كلم كل سائل بما يتحمله عقله وبما يناسب حاله.
لكن هنا مسألة مهمة وهي أن الإنسان إذا جاءك يسأل ورأيته على معصية ولنفرض أنها حلق اللحية أو إسبال الثوب، فمن المستحسن أن تعرض عليه النصيحة، لأنه جاء إليك كالمضطر، ولأن هذه طريق الرسل، يوسف لما جاءه صاحبي السجن صاحبا اثنين، ماذا قال لهما عند استفتاءهما قال: (( يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار )) وهذه تفوت كثيراً من طلبة العلم ، تجد السائل يسأل وينصرف ، لكن إذا حصل لك فرصة أن تمسك هذا الرجل إن لم يكن عندكما أحد فهذا واضح ، وإن كان عندكما أحد قل له انتظر أو اهمس في أذنه ففي هذا خير كثير وتأثير بليغ، نعم ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك البناء على القرائن وجعلها أصل في الحكم على الناس ؟
الشيخ : طيب ما انتهينا من الفوائد نكمل هذا الحديث .
من فوائد هذا الحديث: أنه يجوز للسائل أن يردد السؤال استثباتاً للأمر لا اعتراضاً عليه، لأن هذا الرجل كان يقول: أوصني يقول: لا تغضب، أوصني لا تغضب، وكأن هذا الرجل استهان بهذه الوصية العظيمة، قال: لا تضغب، كأنه يريد شيئاً آخر، لكن وصاه الرسول بهذه الوصية، فعلى هذا نقول: يجوز أن يكرر السائلُ السؤال إذا كان يترقب جواباً آخر، أما إذا كان لا يترقب جواباً آخر فلا فائدة من إعادة السؤال.
ومنها: أن من الآداب ألا يغضب الإنسان وأن يكتم غضبه، ويكظم غيظه بقدر المستطاع، وكم من إنسان غضب ونفَّذ غضبه وندم، ما أكثر الذين يسألون الآن عن الطلاق ويقولون: نحن طلقنا على غضب، والله أعلم.
السائل : أحسن الله إليك هل العمل بالقرائن يعني يكون مطلقاً يسوغ للإنسان أن يعمل بالقرائن كحكمه على الناس وعلى بعض الأشياء؟
الشيخ : مثل إيش؟
السائل : مثلاً تكون عنده قرينة أن زيد من الناس أكل من حقه شيء فهل يُعمل به مطلقاً أم نقول فيه تفصيل ؟
الشيخ : أما من جهة حقك أنت ... لا تبحث ، أن لا تبحث ، لأنه روى أبو داود عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحدثني أحدٌ عن أحدٍ شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ) ، فالشيء الذي لا ينفعك لا تبحث عنه وتحقق ، حتى لو نقل إليك الأمر أو استنتجت من ملامح وجه الرجل أنه قال فيك شيئاً لا تبحث خليك على جهلك حتى لا يحمل قلبك غلاً على أحد .
وأما المسائل الأخرى فلا بأس أن تفعل ما به يتحقق الأمر فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح خيبر قال لأحد أقارب حُيي بن أخطب : ( أين مال حيي؟ قال يا رسول الله، أو قال: يا محمد أفنته الحروب، قال: سبحان الله العهد قريب والمال كثير أين هو ) : العهد قريب متى ؟
لأن بني النضير لما خرجوا عن المدينة أحالوا أموالهم إلى خيبر، ثم أعطاه الزبير بن العوام قال له اضربه حتى يقر، فمسه الزبير بعذاب ، فقال اصبر ، أنا أدلكم على خربة كان حُيي يحوم حولها ، فذهبوا إلى الخربة وحفروا وإذا مال حيي في نفس الخربة ، وإذا هو قد جعل الذهب في جلد ثور ممتلئاً ، فأخذه النبي عليه الصلاة والسلام .
هنا قال العلماء : أخذوا من هذا : أنه يجوز تعزير المتهم إذا كانت التهمة قوية حتى يقر .
ما هو يمدينا ولذلك إن شاء الله تعالى الليلة المقبلة سنحضر كتاب *جامع العلوم والحكم * الذي عنده نسخة يحضرها من أجل أن نقرأ شرح حديث النعمان بن بشير : ( الحلال بين والحرام بين ) لأن ابن رجب -رحمه الله- تكلم عليه كلام لا أظنه يرى في غيره ، غداً إن شاء الله الذي عنده الي عنده منها نسخة يجيبها.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن :
نقل المصنف -رحمه الله تعالى-: " عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ) أخرجه البخاري.
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه قال: ( يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا ) أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته ) أخرجه مسلم " .