وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أتدرون ما الغيبة؟ ) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ( ذكرك أخاك بما يكره ) قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته ) أخرجه مسلمٌ. حفظ
الشيخ : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أتدرون ما الغيبة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ) " :
( أتدرون ) :
أي: أتعلمون، والاستفهام هنا استفهام استعلام يعني: يسألهم، لكن المراد به أن ينتبهوا، وإلا فالرسول يعلم عليه الصلاة والسلام أنه لا علم لهم بمثل هذه الأمور الشرعية، أو يعلم أنهم يعلمونها لكن أراد التقرير، والتنبيه.
( ما الغيبة ) :
الغيبة: فِعلة من الغيب وليست كما ينطقه بعض الناس الغَيبة بالفتح هذا لحن مخل للمعنى ، والمراد: الغِيبة يعني: الفِعلة من الغيب وهي الهيئة.
( قالوا الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره ) : اللهم صل وسلم عليه، هذه كلمة جامعة مانعة.
يقول الصحابة: الله ورسوله أعلم: يعني: أعلم منا وهذا الواجب على كل من لا يعلم أن يقول: الله ورسوله أعلم ، وهنا إشكال في قوله : الله ورسوله ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي قال: ما شاء الله وشئت قال: ( أجعلتني لله نداً ) حيث أتى بالواو.
فالجواب أن يقال: الأمور القدرية لابد أن تأتي بما يدل على الترتيب والأمور الشرعية لا تحتاج إلى أن تأتي بما يدل على الترتيب، لأن ما شرعه الرسول فهو ما شرعه الله ، (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) ، ولهذا قال تعالى في الإتيان الشرعي: (( ولو أنهم رضوا ماءتاهم الله ورسوله ))، هذا إتيان شرعي لا بأس ، لكن أمر كوني لا يمكن أن يشرك الله مع غيره بالواو أبداً مثل ما شاء الله وشئت .
وقوله: ( الله ورسوله أعلم ) أعلم : هل هي اسم تفضيل أو اسم فاعل؟
الطالب : اسم تفضيل.
الشيخ : اسم تفضيل، وهل هي على بابها أو بمعنى عالم؟
نقول : هي على بابها ، والعجب أن بعض العلماء -عفا الله عنا وعنهم- يفسرون أعلم المضاف إلى الله بعالم، فيقولون في قوله تعالى: (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) يقولون معناها: الله عالم حيث يجعل رسالته، لماذا؟
قالوا: لئلا يكون بين الخالق والمخلوق مفاضلة، فنقول: سبحان الله ، إذا قلتَ: الله عالم صار بينه وبين المخلوق مساواة، وقلت: الله أعلم صار بينهما مفاضلة أيهما أولى؟
لا شك أنَّ أعلم أولى، فانظر إلى مَن حكَّم العقل ورجع إليه في باب الصفات كيف ينغمس فيما قررناه، فيقال: الله ورسوله أعلم على بابها أنها إيش؟
اسم تفضيل .
قال: ( ذكرك أخاك بما يكره ) : الرسول عليه الصلاة والسلام يعني يميل في كلماته الجامعة إلى الاختصار ، ذكرك أخاك هذه مختصرة، وأصلها هي ذكرك أخاك، لأن ذكر هذه خبر لمبتدأ محذوف، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم عبر بها مراعاة للاختصار : ( ذكرك أخاك بما يكره ) :
وهنا نسأل عن قوله: ( أخاك ) ما الذي جعلها بالألف أهي على اللغة المعروفة التي يلزم الأسماء الخمسة الألف مطلقاً أم لسبب؟
الطالب : مضاف .
الشيخ : مضاف ، خطأ ، نعم؟
الطالب : مفعول به لذكر، مضاف إلى فاعله، أخاك مفعول به .
الشيخ : إذن أخاك مفعول به لأي شيء للمصدر ذكر ، فالمصدر هنا مضاف للفاعل وأخاك مفعولٌ به ، ويدلك لهذا أنك لو قلت: هي أن تذكر أخاك تنصبها ولا ما تنصبها؟
الطالب : تنصبها .
الشيخ : طيب ، تقول: ضربك زيداً تأديبٌ له، زيداً ويش الذي نصبها؟
الطالب : ضرب.
الشيخ : ضرب المصدر المضاف للفاعل، والدليل أنك تقول: أن تضرب زيداً تأديبٌ له.
طيب ( ذكرك أخاك ) وهو المسلم .
( بما يكره ) : بما أي بالذي يكرهه، من خِلقه أو خُلق أو عمل، خِلقة مثل أن تقول: هو قصير هو ضخم هو بطين وما أشبه ذلك مما يكره أن يوصف به، أو خُلق : بأن تقول: هذا الرجل سيئ الأخلاق، غضوب، عصبي، انفعالي هذا يكرهه إيش؟
من ناحية التخلق به، أو عمل بأن تقول: فلان فاسق، يتعامل بالربا ويترك صلاة الجماعة، وما أشبه ذلك .
فهي إذن ذكرك أخاك بما يكره كلمة عامة بما يكره من خِلقة أو خُلق أو عمل، طيب فقيل له : ( قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ ) : أفرأيت في أخي ما أقول يعني: أني وصفته بما هو متصف به، قال: ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) : يعني بهته واغتبته ولا بهتان بغير غيبة ؟
الطالب : بهما جميعا .
الشيخ : نعم بهذا وهذا، يعني إن كان فيه ما تقول فهذه غيبة ، وإن لم يكن فيه ما تقول فهو بهتان وغيبة.
مثال ذلك: رجل قال: فلان عصبي يغضب لكل شيء وهو غير حاضر، هذه غيبة وهو حاضر هذه إيش؟
سب، وهو بريء من ذلك؟
هذه بهتان، نعم بهتان وغيبة إذا كان في غيبته.
فإن قيل: هل جرى من الرسول عليه الصلاة والسلام مثل هذا التعبير أن يذكر الأهم ويحذف ما دونه؟
قلنا: نعم، وذلك فيما صح عنه أنه قال: ( ليت أنا نرى إخواننا ، قالوا: يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواني قوم آمنوا بي ولم يروني ) : آمنت بالله ورسوله، فقال: أنتم أصحابي هل معناه: ولستم إخواني ؟
المعنى: أن صحبتكم أخص مِن الأخوة، لأن الصحابي من اجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ، فكأنه قال: أنتم أصحابي وإخواني أيضاً لكن الذين آمنوا بي ولم يروني هم إخوان وليسوا بأصحاب، هنا فقد بهته ، لأن البهت أعظم من الغيبة، فيكون المعنى فقد بهته مع الغيبة .
طيب أخرجه مسلم .
فإذا قال قائل : هل الغيبة أو نذكرها في الفوائد نعم .
( أتدرون ) :
أي: أتعلمون، والاستفهام هنا استفهام استعلام يعني: يسألهم، لكن المراد به أن ينتبهوا، وإلا فالرسول يعلم عليه الصلاة والسلام أنه لا علم لهم بمثل هذه الأمور الشرعية، أو يعلم أنهم يعلمونها لكن أراد التقرير، والتنبيه.
( ما الغيبة ) :
الغيبة: فِعلة من الغيب وليست كما ينطقه بعض الناس الغَيبة بالفتح هذا لحن مخل للمعنى ، والمراد: الغِيبة يعني: الفِعلة من الغيب وهي الهيئة.
( قالوا الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره ) : اللهم صل وسلم عليه، هذه كلمة جامعة مانعة.
يقول الصحابة: الله ورسوله أعلم: يعني: أعلم منا وهذا الواجب على كل من لا يعلم أن يقول: الله ورسوله أعلم ، وهنا إشكال في قوله : الله ورسوله ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي قال: ما شاء الله وشئت قال: ( أجعلتني لله نداً ) حيث أتى بالواو.
فالجواب أن يقال: الأمور القدرية لابد أن تأتي بما يدل على الترتيب والأمور الشرعية لا تحتاج إلى أن تأتي بما يدل على الترتيب، لأن ما شرعه الرسول فهو ما شرعه الله ، (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) ، ولهذا قال تعالى في الإتيان الشرعي: (( ولو أنهم رضوا ماءتاهم الله ورسوله ))، هذا إتيان شرعي لا بأس ، لكن أمر كوني لا يمكن أن يشرك الله مع غيره بالواو أبداً مثل ما شاء الله وشئت .
وقوله: ( الله ورسوله أعلم ) أعلم : هل هي اسم تفضيل أو اسم فاعل؟
الطالب : اسم تفضيل.
الشيخ : اسم تفضيل، وهل هي على بابها أو بمعنى عالم؟
نقول : هي على بابها ، والعجب أن بعض العلماء -عفا الله عنا وعنهم- يفسرون أعلم المضاف إلى الله بعالم، فيقولون في قوله تعالى: (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) يقولون معناها: الله عالم حيث يجعل رسالته، لماذا؟
قالوا: لئلا يكون بين الخالق والمخلوق مفاضلة، فنقول: سبحان الله ، إذا قلتَ: الله عالم صار بينه وبين المخلوق مساواة، وقلت: الله أعلم صار بينهما مفاضلة أيهما أولى؟
لا شك أنَّ أعلم أولى، فانظر إلى مَن حكَّم العقل ورجع إليه في باب الصفات كيف ينغمس فيما قررناه، فيقال: الله ورسوله أعلم على بابها أنها إيش؟
اسم تفضيل .
قال: ( ذكرك أخاك بما يكره ) : الرسول عليه الصلاة والسلام يعني يميل في كلماته الجامعة إلى الاختصار ، ذكرك أخاك هذه مختصرة، وأصلها هي ذكرك أخاك، لأن ذكر هذه خبر لمبتدأ محذوف، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم عبر بها مراعاة للاختصار : ( ذكرك أخاك بما يكره ) :
وهنا نسأل عن قوله: ( أخاك ) ما الذي جعلها بالألف أهي على اللغة المعروفة التي يلزم الأسماء الخمسة الألف مطلقاً أم لسبب؟
الطالب : مضاف .
الشيخ : مضاف ، خطأ ، نعم؟
الطالب : مفعول به لذكر، مضاف إلى فاعله، أخاك مفعول به .
الشيخ : إذن أخاك مفعول به لأي شيء للمصدر ذكر ، فالمصدر هنا مضاف للفاعل وأخاك مفعولٌ به ، ويدلك لهذا أنك لو قلت: هي أن تذكر أخاك تنصبها ولا ما تنصبها؟
الطالب : تنصبها .
الشيخ : طيب ، تقول: ضربك زيداً تأديبٌ له، زيداً ويش الذي نصبها؟
الطالب : ضرب.
الشيخ : ضرب المصدر المضاف للفاعل، والدليل أنك تقول: أن تضرب زيداً تأديبٌ له.
طيب ( ذكرك أخاك ) وهو المسلم .
( بما يكره ) : بما أي بالذي يكرهه، من خِلقه أو خُلق أو عمل، خِلقة مثل أن تقول: هو قصير هو ضخم هو بطين وما أشبه ذلك مما يكره أن يوصف به، أو خُلق : بأن تقول: هذا الرجل سيئ الأخلاق، غضوب، عصبي، انفعالي هذا يكرهه إيش؟
من ناحية التخلق به، أو عمل بأن تقول: فلان فاسق، يتعامل بالربا ويترك صلاة الجماعة، وما أشبه ذلك .
فهي إذن ذكرك أخاك بما يكره كلمة عامة بما يكره من خِلقة أو خُلق أو عمل، طيب فقيل له : ( قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ ) : أفرأيت في أخي ما أقول يعني: أني وصفته بما هو متصف به، قال: ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) : يعني بهته واغتبته ولا بهتان بغير غيبة ؟
الطالب : بهما جميعا .
الشيخ : نعم بهذا وهذا، يعني إن كان فيه ما تقول فهذه غيبة ، وإن لم يكن فيه ما تقول فهو بهتان وغيبة.
مثال ذلك: رجل قال: فلان عصبي يغضب لكل شيء وهو غير حاضر، هذه غيبة وهو حاضر هذه إيش؟
سب، وهو بريء من ذلك؟
هذه بهتان، نعم بهتان وغيبة إذا كان في غيبته.
فإن قيل: هل جرى من الرسول عليه الصلاة والسلام مثل هذا التعبير أن يذكر الأهم ويحذف ما دونه؟
قلنا: نعم، وذلك فيما صح عنه أنه قال: ( ليت أنا نرى إخواننا ، قالوا: يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواني قوم آمنوا بي ولم يروني ) : آمنت بالله ورسوله، فقال: أنتم أصحابي هل معناه: ولستم إخواني ؟
المعنى: أن صحبتكم أخص مِن الأخوة، لأن الصحابي من اجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ، فكأنه قال: أنتم أصحابي وإخواني أيضاً لكن الذين آمنوا بي ولم يروني هم إخوان وليسوا بأصحاب، هنا فقد بهته ، لأن البهت أعظم من الغيبة، فيكون المعنى فقد بهته مع الغيبة .
طيب أخرجه مسلم .
فإذا قال قائل : هل الغيبة أو نذكرها في الفوائد نعم .