قراءة من كتاب العلوم والحكم مع تعليق الشيخ عليه: " ... قال مجاهد وغيره كل شيء أمروا به ونهوا عنه ... ). حفظ
القارئ : " قال مجاهد وغيره : كل شيء أمروا به ونهوا عنه . وقال تعالى في آخر سورة النساء ".
الشيخ : وعلى هذا فيكون من باب العام الذي أريد به الخاص على رأي من؟
الطالب : مجاهد.
الشيخ : مجاهد وغيره ، والصواب أنها من العام الذي هو على عمومه ، لكن بيان القرآن إما أن يكون للشيء عينه ، وإما أن يكون بجنسه ، وإما أن يكون بقاعدة عامة يدخل فيها ما لا يحصى من المسائل ، وإما أن يكون بالإشارة والدلالة ، عرفتم؟
حتى ذُكر أن بعض النصارى كان جالساً مع أحد العلماء المشهورين الأذكياء العقلاء فأتى إليه وكان في مطعم ، فأتى إليه وقال أيها الشيخ إن كتابكم يقول : إنه تبيان لكل شيء ، وبين أيدينا الآن سندوتش وخبز ولحم وما شاء الله أين في القرآن كيف نصنع السندوتش واللحم والقرع وما أشبه ذلك ، أين وهو؟
كأن هذا النصراني يريد أن يكون القرآن دليل مطبخ ، فقال له الرجل : هذا موجود في القرآن ، قال كيف موجود في القرآن أين هو ؟ فنادى صاحب المطعم وقال تعالى كيف تصنع هذا؟ قال : أصنعه بكذا وكذا وبين له ، قال هكذا جاء في القرآن ؟
اندهش الرجل كيف جاء في القرآن أين هو ؟ قال إن الله يقول : (( اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فأرشدنا أن نسأل عن كل شيء يعلمه غيرنا إذا كنا لا نعلمه ، وهذا لا شك أنه دليل ، هذا دلك كيف تصل إلى العلم ، وإن كان ما دلك على نفس المعلوم ، لكن دلك كيف تصل إلى العلم ، فالذي نرى أن الآية عامة (( وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء )) : وليست خاصة فيما أمر به أو نهي عنه ، نعم.