قراءة من كتاب العلوم والحكم مع تعليق الشيخ عليه: " .... وجعل من يرعى حول الحمى أو قريبا منه جديرا بأن يدخل الحمى فيرتع فيه فلذلك من تعدى الحلال ووقع في الشبهات فإنه قد قارب الحرام غاية المقاربة فما أخلقه بأن يخالط الحرام المحض ويقع فيه وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي التباعد عن المحرمات وأن يجعل الإنسان بينه وبينها حاجزا وقد خرج الترمذي وابن ماجه من حديث عبدالله بن يزيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس) وقال أبو الدرداء رضي الله عنه" تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما حجابا بينه وبين الحرام " وقال الحسن" مازالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام " وقال الثوري" إنما سموا المتقين لأنهم اتقوا مالا يتقي " وروي عن ابن عمر قال" إنى لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها " وقال ميمون بن مهران " لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال " وقال سفيان بن عيينة " لا يصيب عبد حقيقة الإيمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال وحتى يدع الإثم وما تشابه منه " ... ". حفظ
القارئ : " وجعل مَن يرعى حول الحمى وقريبًا منه جديرًا بأن يدخل الحمى ويرتع فيه ، فكذلك من تعدى الحلال ووقع في الشبهات فإنه قد قارب الحرام غاية المقاربة ، فما أخلَقَه بأن يخالط الحرام المحض ويقع فيه ، وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي التباعد عن المحرمات ، وأن يجعل الإنسان بينه وبينها حاجزاً ، وقد خرج الترمذي وابن ماجه من حديث عبدالله بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس ) .
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة ، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حرامًا حجابًا بينه وبين الحرام .
وقال الحسن: مازالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام. وقال الثوري: إنما سُموا المتقين لأنهم اتقوا مالا يتقى.
وروي عن ابن عمر قال: إنى لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها.
وقال ميمون بن مهران: لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال.
وقال سفيان بن عيينة: لا يصيب عبد حقيقة الإيمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزًا من الحلال، وحتى يدع الإثم وما تشابه منه.
ويَستدل بهذا الحديث من يذهب إلى سد الذرائع إلى المحرمات وتحريم الوسائل إليها "
:
الشيخ : في الحديث المرفوع حديث عبد الله بن يزيد : ( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس ) : هذا يريد بذلك المشتبهات ، وأما الحلال البيِّن فلا شك أن الإنسان يبلغ أن يكون من المتقين وإن لم يدعها ، لكن يريد بذلك المشتبهات ، وما روي من الآثار عن بعض السلف -رحمهم الله- فهذا من باب الزهد وهو : ترك ما لا ينفع في الآخرة ، نعم .