قراءة من كتاب العلوم والحكم مع تعليق الشيخ عليه: " ... قال أبو يعقوب النهرجوري كل من ادعى محبة الله عز و جل ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطل وقال رويم المحبة الموافقة في كل الأحوال وقال يحيى بن معاذ ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده وعن بعض السلف قال قرأت في بعض الكتب السالفة من أحب الله لم يكن عنده شيء آثر من مرضاته ومن أحب الدنيا لم يكن عنده شيء آثر من هوى نفسه وفي السنن عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله فقد استكمل الإيمان ومعني هذا أن كل حركات القلب والجوارح إذا كانت كلها لله فقد كمل إيمان العبد بذلك باطنا وظاهرا ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح حركات الجوارح فإذا كان القلب صالحا ليس فيه إلا إرادة الله وإرادة ما يريده لم تنبعث الجوارح إلا فيما يريده الله فسارعت إلى ما فيه رضاه وكفت عما يكرهه وعما يخشى أن يكون مما يكرهه وإن لم يتيقن ذلك قال الحسن رضي الله عنه ما ضربت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية فإن كانت طاعته تقدمت وإن كانت معصية تأخرت وقال محمد بن الفضل البلخي ما خطوت منذ أربعين سنة خطوة لغير الله عز و جل ... ". حفظ
القارئ : " وقال أبو يعقوب النهرجوري: كل من ادَّعى محبة الله عز وجل، ولم يوافق الله في أمره، فدعواه باطلة.
وقال رويم: المحبة الموافقة في كل الأحوال.
وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.
وعن بعض السلف قال: قرأت في بعض الكتب السالفة: من أحب الله لم يكن عنده شيء آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن عنده شيء آثر من هوى نفسه .
وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، فقد استكمل الإيمان ) : ومعنى هذا أن كل حركات القلب والجوارح إذا كانت كلها لله فقد كمل إيمان العبد بذلك ظاهراً وباطناً. ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح حركات الجوارح، فإذا كان القلب صالحاً ليس فيه إلا إرادة الله وإرادة ما يريده لم تنبعث الجوارح إلا فيما يريده الله، فسارعت إلى ما فيه رضاه، وكفت عما يكرهه، وعما يَخشى أن يكون مما يكرهه وإن لم يتيقن ذلك.
قال الحسن: ما نظرت ببصري، ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة أو على معصية، فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت "
.
الشيخ : رحمه الله .
القارئ : " وقال محمد بن الفضل البلخي: ما خطوت منذ أربعين سنة خطوة لغير الله عز وجل.
وقيل لداود الطائي: لو تنحيت "
.
الشيخ : كانوا مثل هؤلاء يقولون عن أنفسهم قد يقول قائل : أليس في هذا تزكية للنفس ؟
فيقال الأعمال بالنيات ، والقوم لا يريدوا أن يزكوا أنفسهم عند الناس أهم شيء أن تكون أنفسهم زكية عند الله ، لكن يريدون هذا أو يقولون مثل هذا ليقتدي الناس بهم ، هذا ما نظنه فيهم ، وليس قصدهم أن يتمدحوا عند الناس وأن يزكوا أنفسهم لأن هذا لا يمكن أن يقع من مثل هؤلاء الأخيار ، نعم .