مناقشة ما سبق. حفظ
الشيخ : فقوله ( لا تحاسدوا ) هل هذا النهي وارد على ما إذا كان الحسد من الجانبين
الطالب : لا ينهى عن الحسد إذا كان من جانب واحد
الشيخ : المعنى إذن
الطالب : لا يحسد بعضكم بعضا
الشيخ : المعنى لا يحسد بعضكم بعضا أحسنت طيب
كذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم ( ولا تباغضوا ) هل المعنى لا تقع البغضاء بين اثنين أو يكفي أن يكون بغض من واحد والآخر ليس مبغض
الطالب : يكفي أن يكون من واحد
الشيخ : يكفي أن يكون من واحد ولكن
الطالب : ولكن
الشيخ : الغالب أن
الطالب : طرفين من ... بعضها ... من بعض
الشيخ : الغالب أن البغضاء تكون من الطرفين هل هناك ما يدل على أن الخروج عن هذه الغالب شيء نادر
الطالب : نعم ... حديث بريرة ...
الشيخ : نعم
الطالب : لما ...
الشيخ : بريرة كانت لا تحب كانت تكره
الطالب : كانت تكره ...
الشيخ : زوجها كرها شديدا وهو يحبها حبا شديدا فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
الطالب : قال بريرة
الشيخ : لا فماذا قال
الطالب : ... قال
الشيخ : سليم تساعده
الطالب : ( ما تعجبون من حب بريرة )
الشيخ : ألا تعجبون
الطالب : ( من بغض بريرة لمغيث وحب مغيث لبريرة )
الشيخ : اجزم اعكس تصب
الطالب : بغض بريرة لمغيث
الشيخ : نعم
الطالب : وحب مغيث لبريرة
الشيخ : أو العكس
الطالب : هذا هو يا شيخ
الشيخ : هاه
الطالب : المبغض بريرة والمحب مغيث
الشيخ : خير إن شاء الله طيب قوله ( ولا تدابروا ) التدابر له صالح
الطالب : ينقسم إلى قسمين
الشيخ : نعم
الطالب : تدابر حسي وتدابر معنوي
الشيخ : التدابر
الطالب : حسي وتدابر معنوي
الشيخ : طيب
الطالب : شامل للنوعين جميعا
الشيخ : طيب يعني شامل للنوعين جميعا التدابر المعنوي والتدابر الحسي تمام وقوله ( لا يبع بعضكم على بيع بعض ) صورة المسألة
الطالب : كأن تقول لمن اشترى سلعة بعشرة أنا أعطيك مثلها بتسعة أو أفضل منها بعشرة
الشيخ : أن يقول لمن اشترى سلعة بعشرة أنا أعطيك مثلها بتسعة أو خيرا منها بعشرة تمام هل هذا خاص بما إذا كان ذلك في زمن الخيارين الأخ أجب
الطالب : لا
الشيخ : هاه
الطالب : السؤال
الشيخ : السؤال هل النهي عن البيع على بيع المسلم إذا كان هذا في زمن الخيار أو يشمل ما كان في زمن الخيار وبعده
الطالب : يشمل
الشيخ : يشمل أحسنت طيب يلا يا سمير إذا كان في زمن الخيار إذا كان في زمن الخيارين واضح إنه يحرم لكن بعد الخيار البيع تم ولزم كيف يحصل
الطالب : يحصل لأنه قد يقع ... كذلك قد يقع كذلك شحناء من قبل البائع ...
الشيخ : ولأنه ربما يدعي
الطالب : ...
الشيخ : أن في السلعة عيبا يبيح له الرد نعم طيب ومثل ذلك الشراء على شرائه طيب السوم على سومه هل يدخل في هذا
الطالب : لا ما يدخل في هذا
الشيخ : ما يدخل هو لا يدخل صح لكن قد ورد في حديث صحيح أنه ( نهى عن السوم على سومه ) فهمت طيب السوم على سومه لم نتكلم عليه ولكننا نقول معنى السوم على سومه عشان نستمر أن يركن البائع إلى السوم ولم يبق عليه إلا أن يطلق البيع على السائم ثم يأتي إنسان ويقول أنا أزيدك مثاله سام مني رجل هذه السلعة بعشرة ورضيت بالسوم وما بقي عليّ إلا أن أعقد البيع فيأتي إنسان بعد أن علم أنني قد ركنت إلى السوم ويزيد في السلعة هذا حرام لأنه من جنس الخطبة على خطبة أخيه أما إذا كان في المزايدة فما تقول يا محمد
الطالب : المزايدة
الشيخ : إيه نعم
الطالب : لا
الشيخ : يجوز وإلا ما يجوز، يجوز تزيد على سوم أخيك
الطالب : لأنها تعتبر من المماطلة
الشيخ : ما تقولون يجوز
الطالب : نعم
الشيخ : يجوز ووجه ذلك أنه في باب المزايدة لم يقتنع البائع بإيش بالسوم هو يقول من يزيد من يزيد طيب ( كونوا عباد الله إخوانا ) ذكرنا أنه يجوز في قوله عباد الله يجوز فيها وجهان في الإعراب إبراهيم
الطالب : الأول أنها خبر كان
الشيخ : الأول أنها خبر كان
الطالب : والثاني منادى
الشيخ : والثاني تكون منادى طيب التقدير على كونها منادى
الطالب : ...
الشيخ : طيب على تقدير أنها خبر فماذا يكون إعراب إخوانا
الطالب : حالا
الشيخ : حال وهي غير مشتقة
الطالب : تؤول بالمشتق
الشيخ : وش اللي حدنا على هذا طيب (( وهو الغفور الودود )) ماذا تعرب الودود
الطالب : خبر كان
الشيخ : لا (( وهو الغفور الودود )) ما فيه كان (( وهو الغفور الودود ))
الطالب : ...
الشيخ : خطأ
الطالب : خبر ...
الشيخ : ما فيه كان يا أخي
الطالب : خبر لمبتدأ
الشيخ : خبر ثاني إيه أنا أحسب يقول خبر كان طيب هنا ( عباد الله إخوانا ) ألا يجوز أن يكون خبرا ثانيا
الطالب : يجوز
الشيخ : يجوز وهو كذلك ولا حاجة أن نؤول ونقول هو حال مؤول بمشتق أي كونوا عباد الله متآخين مثلا لأنه ما دمنا في غنى عن التأويل فهو أولى طيب ( كونوا عباد الله إخوانا ) إخوانا في النسب أو إخوانا في الدين أو إخوانا في الصداقة والمعاملة أو في الجميع
الطالب : في النسب
الشيخ : خطأ في النسب ما يمكن النسب كل له أم وأب نعم لكن في إيش في الدين
الطالب : والمعاملة
الشيخ : والمعاملة والمودة وغير ذلك والإخوة في الدين أعظم صلة المثال الأول أن يدعي ما ليس له على هذا الرجل ومثال الثاني أن ينكر ما هو له والظلم يكون في ثلاثة أشياء كما سيأتي في الحديث
( ولا يخذله ) الخذلان هو أن يذله في موضع يحب الانتصار فيه هذا هو الخذلان ترى مثلا شخصا متسلطا على آخر والثاني المتسلط عليه يحتاج إلى نصر فتضيف إليه تسلّط الآخر فهذا خذلان ولاسيما إذا كان الثاني الذي يحتاج إلى نصر إذا كان الثاني من أهل الحسبة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فترى شخصا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وقد سلّط عليه رجل من الفساق بسب أو شتم أو ما أشبه ذلك أو ضرب فتعين هذا الفاسق على خذلان هذا الآمر الناهي يكون هذا أشد ومن ذلك أيضا أن تكتم الشهادة في موضع يحتاج أخوك إلى أن تقيمها له فإن هذا خذلان له
( ولا يحقره ) يحقره يعني يراه حقيرا سواء رأى ذلك في قلبه أو في كلامه ومخاطبته إياه فإنه لا يحل لإنسان أن يحقر أخاه بل الواجب عليه أن يعليه لكن لا -يرحمك الله- لكم لا يرفعه فوق منزلته
ثم قال صلى الله عليه وسلم ( التقوى ها هنا ) ويشير إلى صدره ( التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا ) ثلاث مرات و ( ها هنا ) اسم إشارة لكنها إشارة للمكان قال ابن مالك رحمه الله
" وبهنا أو ها هنا أشر إلى " ايش؟ " داني المكان "
" وبهنا أو ها هنا أشر إلى داني المكان وبه الكاف صلا " في البعد
فتقول هناك للبعيد هنا للقريب ها هنا إيش للقريب لأن ها هنا هي هنا لكن دخلت عليها هاء التنبيه كما دخلت هاء التنبيه على ذا في قولك هذا فلان وأصلها ذا فلان طيب
يقول ( التقوى ها هنا ) ويشير إلى صدره ثلاث مرات ثم قال ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) بحسب أي كافي والباء هنا حرف جر زائد لتحسين اللفظ وهو خبر مقدّم والتقدير حقران الأخ المسلم كافٍ في الشر وإن شئت فاجعل حسب مبتدأ وأن يحقر خبره يعني لك أن تجعل حسب مبتدأ وأن يحقر خبره وأن تجعله خبرا مقدما وهذا هو الأصل لأن الزيادة زيادة الحرف في الخبر أكثر من زيادتها في المبتدأ
( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) وإن لم يتكلم حتى لو اعتقد في قلبه أن هذا الرجل المسلم حقير فإن هذا يكفيه من الشر والعياذ بالله فكيف إذا أضاف إلى ذلك أن يتكلم فيما يحقره مثل أن يقول مثلا أنت لا تعرف أمثلك يتكلم وما أشبه ذلك من الكلمات التي يحقر بها أخاه يقول ( كل مسلم على المسلم حرام ) ثم فسّر هذه الكلية بقوله ( دمه وماله وعرضه ) دمه يعني أن يعتدي عليه بقتل أو الجرح وماله أن يعتدي على ماله بالسرقة أو بدعوى باطلة وعرضه أن ينتهك عرضه أمام الناس بالغيبة ويشمل أيضا العرض يعني ما يتمتع به الإنسان من الأخلاق فيأتي الإنسان مثلا ويعيبه في هذا وأعظم شيء في العرض أن يقذفه بالزنا واللواط والعياذ بالله فإن هذا من أعظم ما يكون من انتهاك العرض