وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يدخل الجنة قتات ). متفق عليه. حفظ
الطالب : لا لا
الشيخ : طيب إذن نشرحه إن شاء الله قال ( لا يدخل الجنة قتات ) القتات النمام فقوله ( لا يدخل الجنة ) أي الدخول المطلق الذي لم يسبق بعذاب وذلك أن دخول الجنة نوعان دخول بلا حساب ولا عقاب كما في الحديث السابق النبي عليه الصلاة والسلام أن مع أمته سبعين ألف يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ودخول مقيد يسبقه حساب وعذاب والمراد بهذا الحديث المراد في هذا الحديث المراد بهذا الحديث هو المبهم يعني لا يدخل الدخول المطلق الذي لم يسبق بعذاب وقوله ( قتات ) أي نمام فما هي النميمة النميمة مأخوذة من نمّ الحديث فهي فعيلة بمعنى مفعولة أي منمومة ومعنى نمّ الحديث أي عزاه إلى قائله والمراد بذلك النم الذي يقصد به التفريق بين الناس وإلقاء العداوة بينهم مثل أن يقول فلان قال فيك كذا فلان قال فيك كذا وحينئذ نقول النمام من ينقل كلام الناس بعضهم ببعض على جهة إيش الإفساد بينهم والتحريش والتباغض -تقدم حتى يتساوى الصف- هذا هو النمام
ووجه ذلك أن النميمة سبب لإلقاء العداوة والبغضاء بين المسلمين وهذا مما ينهى عن الإسلام أشد النهي حتى إنه حرّم المعاملات التي تؤدي إلى ذلك غالبا مثل الغش والخداع والظلم والبيع على بيع المسلم والشراء على شرائه وما أشبه ذلك والغالب الغالب أن النمام يكون كاذبا يزيد أو ينقل الحديث على غير وجهه ولهذا قال الله تعالى (( ولا تطع كلا حلاف مهين هماز مشاء بنميم )) والإنسان الذي ينم إليك كلام الغير سوف ينم عنك كلامك إلى الغير ولذلك يجب الحذر من النمام
وقولنا تعريف على سبيل الإفساد أو على وجه الإفساد يخرج به من نم الحديث على وجه النصيحة فإن ذلك ليس داخلا في هذا الوعيد مثال ذلك أن ترى شخصا قد اغتر بشخص واصطحبه وصار يفضي إليه أسراره وهذا الشخص يفشي أسرار صاحبه وينشرها بين الناس ويتكلم فيه فهنا لا نقول هذه نميمة يجب أن تبلغ هذا المغتر بما يفعله به صاحبه وهذا من باب النصيحة وليس من باب النميمة حتى لو أفضى إلى التفريق بينهما فإنه لا بأس به لأنه مصلحة
في هذا الحديث من الفوائد أن هذه الشريعة مبنية على كل ما يكون به التآلف بين المسلمين وجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم توعد بهذا الوعيد الشديد على من نمّ والنميمة سبب لإيش للتفريق وإلقاء العداوة