الشيخ : من فوائد هذا الحديث أن النميمة من كبائر الذنوب وجهه أن فيها هذا الوعيد الشديد وكل ذنب كان فيه وعيد في الآخرة أو حد في الدنيا فإنه من كبائر الذنوب بل إن الكبيرة حدها أوسع من هذا وهي أن يقال كل معصية رتب عليها عقاب خاص فهي من كبائر الذنوب أما المعاصي التي ليس فيها إلا لا تفعلوا كذا اجتنبوا كذا حرّم الله عليكم كذا بدون ذكر وعيد أو بدون ذكر عقوبة خاصة فإنها من الصغائر
فإن قال قائل أرأيت لو أن شخصا سأل وقال هل قال فيّ فلان كذا فهل يلزمك أن تخبره إذا كان قد قال فيه قولا يؤدي إلى التنافر الجواب لا لا يلزمك ووجه ذلك أنك منهي عن النميمة وأن سؤاله إياك خطأ أن يسألك ماذا قال فيّ فلان فقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث عبدالله بن مسعود أنه قال ( لا يحدثني أحد عن أحد شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ) فكيف يبحث هذا الرجل ويقول هل قال فيّ فلان كذا إذن لا يلزمك إلا إذا كان في كتمانك ضرر على هذا السائل فهنا يتعين البيان كما لو كان هذا الرجل أسرّ إليك بأنه سوف يؤذي صاحبه أو يقتله أو يتهمه بشيء يقدح في عرضه فحينئذ لابد من البيان