فوائد حديث :( من تسمع حديث قومٍ وهم له كارهون صب ... ). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث دليل على فوائد منها
تحريم التسمع إلى قوم يكرهون أن يسمعهم أحد سواء تصنت عن طريق مكبر صوت لأنه في أشياء تكبر الصوت تجعله في الأذن ويسمع الصوت من بعيد أو من طريق الباب يجلس إلى الباب يتسمع أو يجلس قريبا منهم يتظاهر أنه يقرأ يأخذ مثلا كتابا أو القرآن الكريم ويرمش بشفتيه على أنه يقرأ فإذا رأوه يقرأ ربما يأمنوه ويقولوا هذا لاهٍ عنا وليس له حاجة بنا ومن ذلك أيضا أن يضع مسجلا بل قد يكون أبلغ لأنه هناك مسجلات صغيرة على قدر علبة الكبريت يضعها في أماكن جلوسهم المعتاد وهم لا يعلمون هذا مسجل فيه أيضا مسجلات قريبة تأتمر بأمرك إذا أمرت لها يعني ذبذبات خاصة إن تكلم حولها أحد سجلت وإن لم يكن كلام لم تسجل فيجعل مثل هذا الآلة عندهم حتى يسترق السمع المهم أن طرق التسمع كثيرة والنبي عليه الصلاة والسلام أطلق ما قال من تسمعهم بكذا فيكون عاما لإيش لكل تسمع طيب
إذن من فوائد هذا الحديث أن التسمع لحديث قوم يكرهونه من كبائر الذنوب وجهه الوعيد الشديد أنه يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة وهل يستثنى من ذلك شيء نعم يستثنى من ذلك التسمّع إلى العدو فإن التسمّع إلى العدو جائز ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يرسل الجواسيس الأعين ترى ماذا يصنع العدو وما يريد فيكون هنا الحديث يكون الحديث ليس على إطلاقه بل هو مخصوص نعم قلت ليس على إطلاقه والصواب ليس على عمومه بل هو مخصوص بما إذا تسمّع إلى العدو بالتحرّز من خداعه ومكره
ومن فوائد هذا الحديث أنه لو تسمع إلى حديث قوم وهم يسرّون بذلك إيش فلا شيء عليه لأنه زادهم سرورا فلو فرضنا أن قوما يتناجون بينهم في مسائل علمية دينية وإنسان يتسمع لهم ليستفيد ثم يخبرهم بعد ذلك يقول أنا استفدت من كلامكم في الليلة الماضية أو في اليوم الفلاني فهذا لا بأس به
ومن فوائد هذا الحديث أن الجزاء من جنس العمل وجهه أنه لما كان التسمع بالأذن كان العذاب على إيش على الأذن ولهذا نظائر مر علينا أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أصحابه لا يسبغون الوضوء وأنهم أخلوا به في بعض الأقدام -يرحمك الله- فنادى بأعلى صوته ( ويل للأعقاب من النار ) فجعل العذاب على إيش على الأعقاب لأنها هي التي حصلت بها المخالفة وكذلك قال ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) فجعل العقوبة على ما كانت فيه المخالفة فقط هنا العقوبة على ما كانت فيه المخالفة
طيب هل يقاس على التسمع النظر نعم الظاهر نعم الظاهر نعم فلو أن إنسانا كان بعيدا عن قوم وفي يده منظارا ... به فجعل يوجه ... من أجل أن يراهم وهم طبعا يكرهون أن يراهم أحد قد يكون الإنسان مع زوجته لا يحب أن يطلع عليه أحد فهذا أيضا مثله لكنني لا أجزم أن عينيه تكحل بالرصاص يوم القيامة لأن العذاب نعم لا يمكن القياس فيه أما الحكم فنعم لا شك أن هذا محرّم وأنه من كبائر الذنوب
طيب هل مثل ذلك أن يلتقط صورتهم وهم جلوس نعم، نعم وهذا أيضا قد يكون من باب أولى لأن الصورة تحفظ وتنشر فيكون البلاء فيها والفتنة أكبر وأعظم وعلى هذا فلا يجوز الإنسان أن يلتقط صورة أحد إلا بإذنه حتى لو كان يعرف أن هذا الرجل يقول بجواز التقاط الصور فإنه لا يجوز أن يلتقطه إلا بإذنه لاسيما إذا كان يعلم أنه يكره أن تلتقط صورته
ومن فوائد هذا الحديث كمال عدل الله عز وجل وأنه جل وعلا يؤاخذ الذنب أو يؤاخذ المذنب بحسب إيش بحسب ذنبه
طيب ظاهر الحديث أن مجرّد التسمع تحصل به هذه العقوبة وإن لم يفشِ السر فما تقولون
الطالب : نعم
الشيخ : صحيح نعم صحيح فإن أفشى السر كان أعظم وأشد كان أعظم وأشد