عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) متفقٌ عليه. حفظ
الشيخ : قال عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( عليكم بالصدق ) هذا يسميه أو يسمونه أو يسميه أهل النحو بالإغراء أي الحث بشدة ( عليكم بالصدق ) الصدق في العقيدة الصدق في القول الصدق في العمل فهو شامل لهذه الأقسام الثلاثة الصدق في العقيدة هو إخلاص العبادة لله وحده والبعد عن الشرك خفيه وجليه وكذلك اتباع السلف فيما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات الصدق في الفعل أن يكون مطابقا لما جاءت به الشريعة الصدق بالقول أن يكون مطابقا للواقع إذا حدّث عن شيء حدّث عن أمر واقع لا يتغير ثم قال ( فإن الصدق يهدي إلى البر ) هذه الجملة تعليل لما قبلها يعني أنه حث على الصدق لأنه يهدي إلى هذه الغاية الحميدة وهي البر والبر جماع الخير كله ( وإن البر يهدي إلى الجنة ) وهذه المرحلة الثانية يعني أن الإنسان إذا كان من الأبرار كان مستحقا لدخول الجنة وكل إنسان مؤمن فإن غايته الوصول إلى جنات النعيم حقق الله لنا ولكم ذلك
( وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق ) ما يزال هذه من الأفعال أفعال الاستمرار يعني أنه إذا استمر يصدق فإنه ( ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) وقوله ( يصدق ) أي يقول الصدق اليقين يتحرى الصدق أي يلتمس الصدق بما يغلب على ظنه لأن التحري هو سلوك الطرق التي توصل إلى غلبة الظن حتى يكتب عند الله صديقا أي يكتب من الصديقين عند الله عز وجل
واعلم أن الصدوق يكون مقبولا عند الناس معتبرا بينهم لا يحتاجون إلى تفكير في قوله بل يقبلونه ولا يردون شيئا منه لأنه معروف بالصدق وهذا من الجزاء العاجل
( وإياكم والكذب ) هذا تحذير من الكذب ( فإن الكذب يهدي إلى الفجور ) والفجور ضد البر قال الله تعالى (( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين )) وقال في مقابلة ذلك (( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين )) ( فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ) كما قال تعالى (( وإن الفجار لفي جحيم )) فالفجور يهدي إلى النار ويوصل إلى النار أعاذنا الله وإياكم منها ( وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) من الكذابين نسأل الله العافية والكذابون جزاؤهم النار