فوائد حديث :( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث إثبات الإرادة لله عز وجل لقوله ( من يرد الله به خيرا ) واعلم أن الإرادة نوعان أعني إرادة الله إرادة شرعية وإرادة كونية -انتبه عبد الوهاب معنا - الإرادة نوعان إرادة كونية وإرادة شرعية فالإرادة الكونية هي التي بمعنى المشيئة أراد الله أي شاء والإرادة الشرعية هي التي بمعنى المحبة أراد بمعنى أحب انتبه هذا الفرق بين حقيقتيهما الإرادة الكونية هي التي بمعنى يلا يا عبدالرحيم
الطالب : ...
الشيخ : الكونية هي التي بمعنى
الطالب : بمعنى المشيئة
الشيخ : والشرعية
الطالب : المحبة
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك الفرق بينهما من حيث الحكم والأثر المترتب عليهما الإرادة الكونية لابد من وقوع المراد الذي أراده الله يتعين أن يقع ويتعلق فيما يحبه وما لا يحبه يعني لا يلزم أن يكون المراد محبوبا إلى الله لكن يلزم من هذه الإرادة الوقوع والإرادة الشرعية لا يلزم فيها وقوع المراد وتختص بما أحب ولا علاقة لها فيما كره واضح طيب قول الله تبارك وتعالى (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) هذا إيش
الطالب : شرعية
الشيخ : شرعية (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم ))
الطالب : شرعية
الشيخ : شرعية طيب (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ))
الطالب : كونية
الشيخ : كونية (( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ))
الطالب : كونية
الشيخ : كونية الحمدلله طيب إذن فهمتم الفرق فإذا قال قائل هل الله يريد الشر هل يريد الله الشر
الطالب : ...
الشيخ : أما شرعا فلا وأما كونا فنعم ولكن اعلم أن الشر الذي يريده الله كونا هو شر إضافي وليس شرا محضا شر إضافي باعتبار المراد أما باعتبار إرادة الله له فليس بشر فالجدب والقحط والمرض والموت وفقد المال وما أشبه ذلك هذا شر لكن كون الله يريده إيش خير لا شك كون الله يريده خير واضح طيب الآن المطر خير لكن قد يكون شرا إذا هدّم البناء وأغرق المال صار شرا هو نسبي وإلا فالأصل فيه أنه خير لكن قد يقّدر الله فيه هذا الشر لحكمة الفساد في الأرض شر وإلا خير شر هل يحبه الله
الطالب : لا
الشيخ : طيب وهل يريده
الطالب : نعم كونا
الشيخ : طيب كونا نعم (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )) ولهذا جاء في الحديث ( تؤمن بالقدر خيره وشره ) وجاء في الحديث ( والشر ليس إليك ) ولا تناقض بينهما لأن الشر في القدر هو في المقدور فقط أما في التقدير فلا انتبه ولهذا يجب علينا أن نرضى بقضاء الله وإن كان شرا يعني وإن كان المقضي شرا وأما المقدور فعلى حسب الحال نرضى أن الله قدّر المعاصي في المجتمع مثلا نرضى بذلك لا إله إلا الله نرضى بأنه قدّر المعاصي
الطالب : لا
طالب آخر : نرضى
الشيخ : يا إخوان نعم نرضى لأنه رب يفعل ما يشاء لكن لا نرضى بالمعاصي لا نرضى بالمعاصي ولهذا أعجبني كلمة قالها شيخ الإسلام رحمه الله لما ذكر حكم السلف في أهل الكلام ومن أشد من حكم فيهم الشافعي رحمه الله قال " حكمي في أهل الكلام " يعني الأشعرية والمعتزلة والجهمية وشبههم " حكمي فيهم أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام " عقوبة شديدة يعني يؤتى بأكبر عالم منهم نعم طويل العمامة كبير الهامة ويطاف به في إيش في العشائر والأسواق ويضرب بالجريد والنعال إهانة له ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام قال رحمه الله عن ابن تيمية وهم مستحقون لما قاله الشافعي رحمه الله من وجه الوجه مخالفتهم للشرع يستحقون التأديب حتى ينكل بهم من وراءهم لكن من نظر إليهم بعين القدر رقّ عليهم ورحمهم مساكين ضلوا فيرقّ لهم ويرحمهم لكن في دين الله إيش لا يرحمهم في دين الله قال الله عز وجل (( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة )) كمل (( في دين الله )) أما من نظر إليهم من ناحية القدر فقد يرأف بهم يقول مساكين غلبهم الشياطين لعب بهم اتبعوا الشهوات فيرق لهم لكن في دين الله لا لا ترحم أحدا في دين الله رحمة الإنسان في دين الله أن تعاقبه على شريعة الله واضح طيب إذن نقول الإرادة الكونية لابد فيها من وقوع إيش المراد وتتعلق بما يحبه الله إيش وما لا يحبه انظر إلى قوله تعالى (( وما اقتتل الذين من بعده من بعد ما جاءتهم البينات ولكن ))
الطالب : ولو شاء الله
الشيخ : (( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) وهو عز وجل لا يريد القتال لكن لابد أن يقع مراده جل وعلا الإرادة الشرعية تتعلق بإيش بما أحبه ويلزم منها هاه ولا يلزم منها وقوع المراد فالله يريد منا أن نستقيم أن نقيم الصلاة أن نؤتي الزكاة أن نطيعه في كل ما أمر يريد منا ذلك إرادة شرعية لكن هل كل واحد منا فعل ذلك لا ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا الحديث وفوائده إن شاء الله