وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من شيءٍ في الميزان أثقل من حسن الخلق ) أخرجه أبو داود والترمذي وصححه. حفظ
الشيخ : " وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من شيء في الميزان أثقل ) " حركه
الطالب : أثقلُ
الشيخ : نعم بالرفع ما من شيء في الميزان أثقلُ إذن ما الذي رفعها الذي رفعها أن من في قوله ( من شيء ) حرف جر زائد وعلى هذا يكون التقدير ما شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق طيب أثقل من حسن الخلق وإذا أخذنا بظاهر الحديث فإنه يبقى مشكلا لأن كلمة التوحيد أثقل ما يكون في الميزان أليس كذلك كما في حديث صاحب البطاقة الذي أخرج له يوم القيامة سجلات كثيرة من الذنوب ثم وزنت بلا إله إلا الله فرجحت بها لا إله إلا الله فكيف يمكن الجمع بين هذا وبين ما جاء في هذا الحديث؟
الجواب أولا إن صح هذا الحديث فإن قول لا إله إلا الله من توحيد الله عز وجل بل هي توحيد الله ولا شك أن اعتقاد مقتضاها من حسن الخلق لأن حسن الخلق لا يراد به أن يكون الإنسان مع الناس واسع الصدر منطلق الوجه فقط لا حسن الخلق يشمل حسن الخلق مع الله ومع عباد الله ومع ذلك حتى في هذا الجواب يبقى إشكال أيضا لأنه إذا قلنا إن حسن الخلق هو حسن الخلق مع الله ومع عباد الله شمل الدين كله وحينئذ ليس هناك شيء أثقل من شيء فالحديث مشكل ولهذا لابد أن يخرجه لنا أحد منكم تخريجا تاما إيهاب طيب إن شاء الله
على كل حال حسن الخلق أمر مطلوب خلق حسن يكون الإنسان فيه دائما راضيا إذا كان عنده حسن الخلق يصبر على الأذى ويتحمل المشاق ويأخذ بالعفو كما قال الله عز وجل (( خذ العفو وأمر بالعرف )) يعني خذ ما عفا من الناس وما حصل من أخلاقهم ولا تكلفهم الكمال لأن من أراد الكمال حرم الكمال