فوائد حديث :( المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ... ). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث فوائد
الفائدة الأولى أن الإيمان يتفاوت تؤخذ من قوله ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) نعم فإن قال الإنسان بماذا يتفاوت الإيمان قلنا يتفاوت لأسباب متعددة أولا يتفاوت باليقين يتفاوت باليقين فبعض الناس يكون إيمانه إيمان يقين كأنما يرى الجنة والنار واليوم الآخر بل قد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( أن تعبد الله كأنك ) إيش ( كأنك تراه ) وهذا أعلى ما يكون من درجات اليقين هذا من الأسباب طيب وهل لهذا أي زيادة اليقين دليل على أنه ربما يزداد وينقص نقول نعم فيه دليل من القرآن (( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) أي ليزداد ثباتا هذا دليل من القرآن دليل من الواقع إذا أتاك رجل ثقة بخبر تثق بخبره لصدقه وأمانته وإدراكه الأمور على ماهي عليه أتاك بخبر صار عندك إيمان أتاك رجل آخر بنفس الخبر يزداد الإيمان وإلا لا؟ يزداد وكلما كثرت طرق الخبر ازداد الإنسان قوة هذه واحد
كذلك أيضا يقوى الإيمان بكثرة اللجوء إلى الله عز وجل أن يكون قلبك دائما متعلقا بالله إن ذكرت الله تذكره في قلبك قبل أن تذكره بلسانك إن تركت شيئا لله تذكر الله تعالى بقلبك قبل أن تتركه وهكذا يكون قلبك دائما مع الله حتى في لبس الثوب تذكر الله عز وجل أن الله أنعم به عليك ويسره لك وكذلك الأكل والشرب والنكاح والسكن كل ذلك اذكر الله عز وجل يزداد بذلك يقينك طيب ومنها أيضا مما يزيد اليقين العمل الصالح لقوله تعالى (( والذين اهتدوا )) إيش (( زادهم هدى وأتاهم تقواهم )) كلما كثر العمل الصالح ازداد الإيمان قوة ولهذا يقال إن الأعمال الصالحة بمنزلة الماء للشجرة كلما أكثرت من سقيها ازدادت إيش نموا وحياة
من فوائد هذا الحديث إثبات تفاضل الناس ماهو إثبات زيادة الإيمان أو نقصه إثبات تفاضل الناس حسب قوة إيمانهم تؤخذ من أين من قوله ( خير ) خير هذا عائد على المؤمن
ومن فوائد هذا الحديث إثبات محبة الله عز وجل أنه يحب لقوله ( أحب إلى الله )
ومن فوائده أيضا أن محبة الله تعالى تتفاوت بحسب أعمال العبد لأن الله علّق زيادة المحبة بقوة الإيمان
ومن فوائد هذا الحديث حسن التعبير في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم كما هو في كلام الله لقوله ( وفي كلٍ خير )
ومن فوائده أنه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يفاضل بين شخصين وفي كل منهما خير أن يذكر الخير في الجميع حتى لا تهبط قيمة الآخر من قلوب الناس
ومن فوائد هذا الحديث إرشاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الحرص على ما ينفع لقوله ( احرص على ما ينفعك ) وهو كما قلنا في الشرح شامل لما ينفع في الدين أو في الدنيا
ومن فوائد هذا الحديث أنه لا ينبغي للإنسان أن يحرص على ما لا نفع فيه كذا من أين تؤخذ من قوله ( على ما ينفعك ) يعني وأما ما لا ينفعك فلا تحرص عليه ولكن هل يجوز لك أن تمارسه أو لا؟ ينظر إن كان شيئا محرما فإنه لا يجوز وإن كان لغوا فإن الأولى حفظ النفس واللسان عنه
ومن فوائد هذا الحديث وجوب الاستعانة بالله عز وجل مع فعل الأسباب وجوب الاستعانة مع فعل الأسباب أين السبب ( احرص على ما ينفعك ) الاستعانة ( واستعن بالله ) .
ومن فوائده أن فعل الأسباب مقدّم على التوكل والاستعانة لأنه قال احرص واستعن فإن قال قائل لا نسلم هذه الفائدة لأن الواو لا تقتضي الترتيب قلنا نعم هي لا تقتضي الترتيب لكنها لا تنافي الترتيب ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )) قال حين دنا من الصفا ( أبدأ بما بدأ الله به )
المؤذن : الله أكبر
الشيخ : اللهم صل على محمد ... اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود ...
قررنا أن الفعل يتقدم على الاستعانة بالله لئلا يكون الإنسان متواكلا لا متكلا يعني لو قدّم الاستعانة بالله على شيء لم يفعله فإنه لا يستقيم ولكن يقال الأولى أن تكون الاستعانة مقارنة للفعل بمعنى أنه من حين أن يقوم بالفعل ينوي الاستعانة بالله لئلا يعجب بنفسه في أول الفعل فالاستعانة إذن إما أن تسبق أو تتأخر أو تقارن فأيها المطلوب المقارنة
ومن فوائد هذا الحديث أنك إذا حرصت على ما ينفعك فلا تستعن بغير الله انتبه صحيح الفائدة هذه نعم يقال إنك إذا استعنت بغير الله ففيه تفصيل إن كان لا تمكن الاستعانة به كما لو كان ميتا أو غائبا فهذا لا يجوز وهو من الشرك وإن كانت تمكن الاستعانة به فهذا يدخل في قوله ( احرص على ما ينفعك ) فيكون من السبب والاستعانة التي استعنت إنما هي لله عز وجل
ومن فوائد هذا الحديث النهي عن الكسل والفتور وهو يستلزم الثبات والاستمرار يؤخذ من قوله ( لا تعجز ) أي لا تفتر عن العمل وتترك العمل بل اثبت واستمر ولهذا قال الله عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ))
ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان إذا فعل ما يلزمه من الأسباب النافعة واستعان بالله ثم صار الأمر على خلاف ما أراد فهنا يجب عليه إيش التفويض المطلق وإلا فالواجب أن يفعل السبب فمثلا لو أن أناسا يقاتلون عدوا ونفذت أجهزة القتال معهم أو تكسرت فهنا ما بقي عليهم إلا التفويض إلى الله عز وجل يفوضون تماما لأنه ما يستطيعون أن يفعلوا أسباب أما مع إمكان فعل الأسباب فإن الواجب فعل السبب ولهذا نقول إن من الاستهتار أن يذهب إنسان ليقاتل بعصاه أو بسكين مطبخه أو ما أشبه ذلك مع أناس يقاتلونه في الدبابات والرشاشات ويقول أنا متوكل على الله هذا غلط نعم لو أنك حصرت ولم تستطع الفرار حينئذ قاتل ما استطعت بأي سلاح معك
ومن فوائد هذا الحديث النهي عن قول لو يعني إذا فعلت الأسباب ولكن ما حصل المقصود لا تقل لو وكما تعلمون الآن أن الحديث يدل على أن النهي عن قول لو إنما هو في هذه الصورة المعينة وهي أن إنسان حرص على ما ينفع وبذل الأسباب واستعان بالله ثم أخلفت الأمور فهنا لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا مثال ذلك رجل سافر إلى مكة لأداء عمرة واستعان بالله عز وجل ثم أصيب بحادث في أثناء الطريق فهل له أن يقول لو أني ما سافرت لسلمت لا لأن الرجل ما ذهب ليصاب بالحادث ذهب لفعل ينفعه مستعينا بربه مستمرا على ما أراد فحصل الأمر على خلاف مراده فحينئذ يفوّض الأمر إلى الله ولا يقول لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا وأما استعمال لو من حيث هو ففيه تفصيل إن استعملت لمجرّد الخبر فهي جائزة وليس فيها شيء مثل أن تقول لصاحبك لو جئتني لأكرمتك هذا ما فيه شيء خبر خبر محض ومنه قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي )
الثاني أن يقولها أي لو للتمني فهذا على حسب ما تمناه مثل أن يقول لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمله فهذا الذي تمنى إن كان خيرا فهو خير فقول لو خير وإن كان شرا فقول لو شر
الثالث أن يقولها على سبيل التحسر والندم فهذه منهي عنها كما في هذا الحديث ثم قال ( ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ) يستفاد من هذا الحديث أن قدر الله تبارك وتعالى فوق كل الأسباب وأنها قد تأتي الأسباب تامة ولكن قدر الله يحول بينها وبين مسبباتها لقوله ( ولكن قل قدر الله )
ومن فوائد هذا الحديث إثبات القدر وأنه سابق لإرادات كل مريد لقوله ( ولكن قل قدر الله ) وهل القول هنا باللسان أو باللسان والقلب باللسان والقلب نعم
ومن فوائد هذا الحديث إثبات المشيئة لله عز وجل وإثبات الفعل لقوله ( وما شاء فعل ) وإثبات الفعل لله عز وجل هو الذي عليه أهل السنة والجماعة يثبتون لله الأفعال الاختيارية ويقولون إن الله يفعل ما يشاء أي شيء شاءه فإن الله تعالى يفعله والذين ينكرون الأفعال الاختيارية يقولون لو قام بالرب فعل لكان حادثا لأن الفعل حادث والحادث لا يقوم إلا بحادث فيقال من قال لكم هذا بل قيام الأفعال بالله عز وجل تدل على إيش على كماله وأنه يفعل ما يريد يخلق ويرزق ويحي ويميت ويعز ويذل ولكن قل قدر الله وما شاء الله فعل نعم
ومن فوائد هذا الحديث أن الشيطان قد يسلط على الإنسان لقوله ( فإن لو تفتح عمل الشيطان ) ولا شك أن الشيطان يسلط على المرء في إدخال الأحزان عليه وإدخال التحسر عليه وتشتيته في أمور لا أصل لها وتخيله أمورا لا حقيقة لها كل ذلك من أجل إدخال الحزن على الإنسان وإلى هذا يشير قوله تعالى (( إنما النجوى من الشيطان )) إيش (( ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله )) ومنه الحلم في المنام قد يري الشيطان الإنسان حلما يكدره وينغص عليه حياته ويأتيه التعبير من كل وجه يقدره في نفسه وكل هذا من الشيطان
ومن فوائد هذا الحديث بيان شدة عداوة الشيطان للإنسان حيث يفتح عليه باب اللوم
الفائدة الأولى أن الإيمان يتفاوت تؤخذ من قوله ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) نعم فإن قال الإنسان بماذا يتفاوت الإيمان قلنا يتفاوت لأسباب متعددة أولا يتفاوت باليقين يتفاوت باليقين فبعض الناس يكون إيمانه إيمان يقين كأنما يرى الجنة والنار واليوم الآخر بل قد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( أن تعبد الله كأنك ) إيش ( كأنك تراه ) وهذا أعلى ما يكون من درجات اليقين هذا من الأسباب طيب وهل لهذا أي زيادة اليقين دليل على أنه ربما يزداد وينقص نقول نعم فيه دليل من القرآن (( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) أي ليزداد ثباتا هذا دليل من القرآن دليل من الواقع إذا أتاك رجل ثقة بخبر تثق بخبره لصدقه وأمانته وإدراكه الأمور على ماهي عليه أتاك بخبر صار عندك إيمان أتاك رجل آخر بنفس الخبر يزداد الإيمان وإلا لا؟ يزداد وكلما كثرت طرق الخبر ازداد الإنسان قوة هذه واحد
كذلك أيضا يقوى الإيمان بكثرة اللجوء إلى الله عز وجل أن يكون قلبك دائما متعلقا بالله إن ذكرت الله تذكره في قلبك قبل أن تذكره بلسانك إن تركت شيئا لله تذكر الله تعالى بقلبك قبل أن تتركه وهكذا يكون قلبك دائما مع الله حتى في لبس الثوب تذكر الله عز وجل أن الله أنعم به عليك ويسره لك وكذلك الأكل والشرب والنكاح والسكن كل ذلك اذكر الله عز وجل يزداد بذلك يقينك طيب ومنها أيضا مما يزيد اليقين العمل الصالح لقوله تعالى (( والذين اهتدوا )) إيش (( زادهم هدى وأتاهم تقواهم )) كلما كثر العمل الصالح ازداد الإيمان قوة ولهذا يقال إن الأعمال الصالحة بمنزلة الماء للشجرة كلما أكثرت من سقيها ازدادت إيش نموا وحياة
من فوائد هذا الحديث إثبات تفاضل الناس ماهو إثبات زيادة الإيمان أو نقصه إثبات تفاضل الناس حسب قوة إيمانهم تؤخذ من أين من قوله ( خير ) خير هذا عائد على المؤمن
ومن فوائد هذا الحديث إثبات محبة الله عز وجل أنه يحب لقوله ( أحب إلى الله )
ومن فوائده أيضا أن محبة الله تعالى تتفاوت بحسب أعمال العبد لأن الله علّق زيادة المحبة بقوة الإيمان
ومن فوائد هذا الحديث حسن التعبير في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم كما هو في كلام الله لقوله ( وفي كلٍ خير )
ومن فوائده أنه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يفاضل بين شخصين وفي كل منهما خير أن يذكر الخير في الجميع حتى لا تهبط قيمة الآخر من قلوب الناس
ومن فوائد هذا الحديث إرشاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الحرص على ما ينفع لقوله ( احرص على ما ينفعك ) وهو كما قلنا في الشرح شامل لما ينفع في الدين أو في الدنيا
ومن فوائد هذا الحديث أنه لا ينبغي للإنسان أن يحرص على ما لا نفع فيه كذا من أين تؤخذ من قوله ( على ما ينفعك ) يعني وأما ما لا ينفعك فلا تحرص عليه ولكن هل يجوز لك أن تمارسه أو لا؟ ينظر إن كان شيئا محرما فإنه لا يجوز وإن كان لغوا فإن الأولى حفظ النفس واللسان عنه
ومن فوائد هذا الحديث وجوب الاستعانة بالله عز وجل مع فعل الأسباب وجوب الاستعانة مع فعل الأسباب أين السبب ( احرص على ما ينفعك ) الاستعانة ( واستعن بالله ) .
ومن فوائده أن فعل الأسباب مقدّم على التوكل والاستعانة لأنه قال احرص واستعن فإن قال قائل لا نسلم هذه الفائدة لأن الواو لا تقتضي الترتيب قلنا نعم هي لا تقتضي الترتيب لكنها لا تنافي الترتيب ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )) قال حين دنا من الصفا ( أبدأ بما بدأ الله به )
المؤذن : الله أكبر
الشيخ : اللهم صل على محمد ... اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود ...
قررنا أن الفعل يتقدم على الاستعانة بالله لئلا يكون الإنسان متواكلا لا متكلا يعني لو قدّم الاستعانة بالله على شيء لم يفعله فإنه لا يستقيم ولكن يقال الأولى أن تكون الاستعانة مقارنة للفعل بمعنى أنه من حين أن يقوم بالفعل ينوي الاستعانة بالله لئلا يعجب بنفسه في أول الفعل فالاستعانة إذن إما أن تسبق أو تتأخر أو تقارن فأيها المطلوب المقارنة
ومن فوائد هذا الحديث أنك إذا حرصت على ما ينفعك فلا تستعن بغير الله انتبه صحيح الفائدة هذه نعم يقال إنك إذا استعنت بغير الله ففيه تفصيل إن كان لا تمكن الاستعانة به كما لو كان ميتا أو غائبا فهذا لا يجوز وهو من الشرك وإن كانت تمكن الاستعانة به فهذا يدخل في قوله ( احرص على ما ينفعك ) فيكون من السبب والاستعانة التي استعنت إنما هي لله عز وجل
ومن فوائد هذا الحديث النهي عن الكسل والفتور وهو يستلزم الثبات والاستمرار يؤخذ من قوله ( لا تعجز ) أي لا تفتر عن العمل وتترك العمل بل اثبت واستمر ولهذا قال الله عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ))
ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان إذا فعل ما يلزمه من الأسباب النافعة واستعان بالله ثم صار الأمر على خلاف ما أراد فهنا يجب عليه إيش التفويض المطلق وإلا فالواجب أن يفعل السبب فمثلا لو أن أناسا يقاتلون عدوا ونفذت أجهزة القتال معهم أو تكسرت فهنا ما بقي عليهم إلا التفويض إلى الله عز وجل يفوضون تماما لأنه ما يستطيعون أن يفعلوا أسباب أما مع إمكان فعل الأسباب فإن الواجب فعل السبب ولهذا نقول إن من الاستهتار أن يذهب إنسان ليقاتل بعصاه أو بسكين مطبخه أو ما أشبه ذلك مع أناس يقاتلونه في الدبابات والرشاشات ويقول أنا متوكل على الله هذا غلط نعم لو أنك حصرت ولم تستطع الفرار حينئذ قاتل ما استطعت بأي سلاح معك
ومن فوائد هذا الحديث النهي عن قول لو يعني إذا فعلت الأسباب ولكن ما حصل المقصود لا تقل لو وكما تعلمون الآن أن الحديث يدل على أن النهي عن قول لو إنما هو في هذه الصورة المعينة وهي أن إنسان حرص على ما ينفع وبذل الأسباب واستعان بالله ثم أخلفت الأمور فهنا لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا مثال ذلك رجل سافر إلى مكة لأداء عمرة واستعان بالله عز وجل ثم أصيب بحادث في أثناء الطريق فهل له أن يقول لو أني ما سافرت لسلمت لا لأن الرجل ما ذهب ليصاب بالحادث ذهب لفعل ينفعه مستعينا بربه مستمرا على ما أراد فحصل الأمر على خلاف مراده فحينئذ يفوّض الأمر إلى الله ولا يقول لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا وأما استعمال لو من حيث هو ففيه تفصيل إن استعملت لمجرّد الخبر فهي جائزة وليس فيها شيء مثل أن تقول لصاحبك لو جئتني لأكرمتك هذا ما فيه شيء خبر خبر محض ومنه قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي )
الثاني أن يقولها أي لو للتمني فهذا على حسب ما تمناه مثل أن يقول لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمله فهذا الذي تمنى إن كان خيرا فهو خير فقول لو خير وإن كان شرا فقول لو شر
الثالث أن يقولها على سبيل التحسر والندم فهذه منهي عنها كما في هذا الحديث ثم قال ( ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ) يستفاد من هذا الحديث أن قدر الله تبارك وتعالى فوق كل الأسباب وأنها قد تأتي الأسباب تامة ولكن قدر الله يحول بينها وبين مسبباتها لقوله ( ولكن قل قدر الله )
ومن فوائد هذا الحديث إثبات القدر وأنه سابق لإرادات كل مريد لقوله ( ولكن قل قدر الله ) وهل القول هنا باللسان أو باللسان والقلب باللسان والقلب نعم
ومن فوائد هذا الحديث إثبات المشيئة لله عز وجل وإثبات الفعل لقوله ( وما شاء فعل ) وإثبات الفعل لله عز وجل هو الذي عليه أهل السنة والجماعة يثبتون لله الأفعال الاختيارية ويقولون إن الله يفعل ما يشاء أي شيء شاءه فإن الله تعالى يفعله والذين ينكرون الأفعال الاختيارية يقولون لو قام بالرب فعل لكان حادثا لأن الفعل حادث والحادث لا يقوم إلا بحادث فيقال من قال لكم هذا بل قيام الأفعال بالله عز وجل تدل على إيش على كماله وأنه يفعل ما يريد يخلق ويرزق ويحي ويميت ويعز ويذل ولكن قل قدر الله وما شاء الله فعل نعم
ومن فوائد هذا الحديث أن الشيطان قد يسلط على الإنسان لقوله ( فإن لو تفتح عمل الشيطان ) ولا شك أن الشيطان يسلط على المرء في إدخال الأحزان عليه وإدخال التحسر عليه وتشتيته في أمور لا أصل لها وتخيله أمورا لا حقيقة لها كل ذلك من أجل إدخال الحزن على الإنسان وإلى هذا يشير قوله تعالى (( إنما النجوى من الشيطان )) إيش (( ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله )) ومنه الحلم في المنام قد يري الشيطان الإنسان حلما يكدره وينغص عليه حياته ويأتيه التعبير من كل وجه يقدره في نفسه وكل هذا من الشيطان
ومن فوائد هذا الحديث بيان شدة عداوة الشيطان للإنسان حيث يفتح عليه باب اللوم