وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما نقصت صدقةٌ من مالٍ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه ) أخرجه مسلمٌ. حفظ
الشيخ : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله تعالى ) أخرجه مسلم "
ما نافية وصدقة فاعل ومن مال جار ومجرور متعلق بنقصت يعني أن الصدقة لا تنقص المال وقد يرويه بعض العامة بلفظ بل تزده بل تزده وهذا اللفظ منكر أولا لأنه لم يرد في الحديث وثانيا أنه خطأ من جهة العربية لأنه قال بل تزده بل تزده فجزم الفعل بدون جازم فعلى كل حال الزيادة خطأ وليس من الحديث
وقوله ( ما نقصت صدقة من مال ) إنما نفى النبي صلى الله عليه وسلم نقص المال بالصدقة لأن الإنسان قد يظن أن النقص هو النقص الحسي والحقيقة أن النقص هو النقص المعنوي
ولأضرب لكم مثلا رجل عنده مئة ريال تصدق منها بعشرة كم صارت تسعين نقصت إن النبي صلى الله عليه لم يرد هذا يعني يعلم أنه لابد أن ينقص العدد لكنه لم ينقص من حيث المعنى وذلك أن الله تعالى ينزل البركة فيما بقي من المال ويقي المال الآفات التي قد تحدث للمال نفسه أو لمالك المال أرأيت لو كان عند الإنسان مئة ريال مثلا وأصيب بمرض واحتاج المئة للمعالجة ذهبت المئة أو لا؟ ذهبت المئة فإذا تصدق من هذا المال فإنه من أسباب وقايته أي وقاية ما يدركه سواء كان في مرض الإنسان أو في مرض أهله أو في ضياع المال أو في سرقته أو ما أشبه ذلك إذن ما نقصت صدقة من مال حسا أو معنى معنى طيب
( وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ) الإنسان إذا جنا عليه شخص وضربه فعفا عنه ابتغاء وجه الله قد تقول له نفسه إن عفوك عنه يعني أنك ضعفت أمامه وذللت أمامه أليس هذا واردا
الطالب : نعم
الشيخ : طيب بلى وارد لكن الرسول رغّب في العفو وقال إنه عز وأن الإنسان الذي يظن أنه بالعفو يكون ذليلا سوف يعزه الله عز وجل ويزيده عزا
والجملة الثالثة ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه ) ما تواضع لله هل المراد تواضع لله أي لأمر الله فأقام الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله أو تواضع لعباد الله إخلاصا لله نعم يشمل المعنيين جميعا لأن القاعدة أن النص من القرآن أو السنة إذا كان يحتمل معنيين على السواء ولا منافاة بينهما فالواجب أن يحمل عليهما جميعا فعلى الوجه الأول ما تواضع أحد لله أي لأوامر الله عز وجل إلا رفعه لأن من بني آدم من يستكبر قال الله تعالى (( ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا )) وقال تعالى (( فبئس مثوى المتكبرين )) فمن الناس من يتكبر على أوامر الله ولا يتواضع
المعنى الثاني تواضع لمن تواضع لعباد الله لرضا الله عز وجل فتكون اللام على هذا الوجه للتعليل أي لأجل الله عز وجل
( رفعه ) وذلك أن المتواضع للعباد قد يقول إني إذا تواضعت وكلمت الفقير وسلمت على الصغير وانشرح صدري لجلسائي فإن ذلك يقتضي أن أنزل في أعينهم نقول هذا من وحي الشيطان وأنت كلما تواضعت لله رفعك الله ولهذا قال بعض العامة كلمة طيبة قال إنك في أعين الناس بمقدار الناس في عينك فاهمين المعنى إنك في أعين الناس بمقدار الناس في عينك فإذا كنت تجلّ الناس وهم عندك في منزلة عالية فأنت كذلك عندهم وإذا كان العكس فالعكس ولهذا تجد الناس يحتقرون المتكبر حتى وإن نفخ نفسه وأصلح ثوبه وركب السيارة الفخمة يكرهونه لكن المتواضع يحبونه ويجلونه ويقدرونه وفرق بين من يجل الإنسان خوفا منه ومن يجل الإنسان محبة وتعظيما له
ما نافية وصدقة فاعل ومن مال جار ومجرور متعلق بنقصت يعني أن الصدقة لا تنقص المال وقد يرويه بعض العامة بلفظ بل تزده بل تزده وهذا اللفظ منكر أولا لأنه لم يرد في الحديث وثانيا أنه خطأ من جهة العربية لأنه قال بل تزده بل تزده فجزم الفعل بدون جازم فعلى كل حال الزيادة خطأ وليس من الحديث
وقوله ( ما نقصت صدقة من مال ) إنما نفى النبي صلى الله عليه وسلم نقص المال بالصدقة لأن الإنسان قد يظن أن النقص هو النقص الحسي والحقيقة أن النقص هو النقص المعنوي
ولأضرب لكم مثلا رجل عنده مئة ريال تصدق منها بعشرة كم صارت تسعين نقصت إن النبي صلى الله عليه لم يرد هذا يعني يعلم أنه لابد أن ينقص العدد لكنه لم ينقص من حيث المعنى وذلك أن الله تعالى ينزل البركة فيما بقي من المال ويقي المال الآفات التي قد تحدث للمال نفسه أو لمالك المال أرأيت لو كان عند الإنسان مئة ريال مثلا وأصيب بمرض واحتاج المئة للمعالجة ذهبت المئة أو لا؟ ذهبت المئة فإذا تصدق من هذا المال فإنه من أسباب وقايته أي وقاية ما يدركه سواء كان في مرض الإنسان أو في مرض أهله أو في ضياع المال أو في سرقته أو ما أشبه ذلك إذن ما نقصت صدقة من مال حسا أو معنى معنى طيب
( وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ) الإنسان إذا جنا عليه شخص وضربه فعفا عنه ابتغاء وجه الله قد تقول له نفسه إن عفوك عنه يعني أنك ضعفت أمامه وذللت أمامه أليس هذا واردا
الطالب : نعم
الشيخ : طيب بلى وارد لكن الرسول رغّب في العفو وقال إنه عز وأن الإنسان الذي يظن أنه بالعفو يكون ذليلا سوف يعزه الله عز وجل ويزيده عزا
والجملة الثالثة ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه ) ما تواضع لله هل المراد تواضع لله أي لأمر الله فأقام الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله أو تواضع لعباد الله إخلاصا لله نعم يشمل المعنيين جميعا لأن القاعدة أن النص من القرآن أو السنة إذا كان يحتمل معنيين على السواء ولا منافاة بينهما فالواجب أن يحمل عليهما جميعا فعلى الوجه الأول ما تواضع أحد لله أي لأوامر الله عز وجل إلا رفعه لأن من بني آدم من يستكبر قال الله تعالى (( ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا )) وقال تعالى (( فبئس مثوى المتكبرين )) فمن الناس من يتكبر على أوامر الله ولا يتواضع
المعنى الثاني تواضع لمن تواضع لعباد الله لرضا الله عز وجل فتكون اللام على هذا الوجه للتعليل أي لأجل الله عز وجل
( رفعه ) وذلك أن المتواضع للعباد قد يقول إني إذا تواضعت وكلمت الفقير وسلمت على الصغير وانشرح صدري لجلسائي فإن ذلك يقتضي أن أنزل في أعينهم نقول هذا من وحي الشيطان وأنت كلما تواضعت لله رفعك الله ولهذا قال بعض العامة كلمة طيبة قال إنك في أعين الناس بمقدار الناس في عينك فاهمين المعنى إنك في أعين الناس بمقدار الناس في عينك فإذا كنت تجلّ الناس وهم عندك في منزلة عالية فأنت كذلك عندهم وإذا كان العكس فالعكس ولهذا تجد الناس يحتقرون المتكبر حتى وإن نفخ نفسه وأصلح ثوبه وركب السيارة الفخمة يكرهونه لكن المتواضع يحبونه ويجلونه ويقدرونه وفرق بين من يجل الإنسان خوفا منه ومن يجل الإنسان محبة وتعظيما له