وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس أفشو السلام وصلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيامٌ، تدخلوا الجنة بسلامٍ ) أخرجه الترمذي وصححه. حفظ
الشيخ : ثم قال " وعن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس ) "
صدّر قوله بيا أيها الناس إشارة إلى الاعتناء بما سيقول لأن النداء يستلزم التنبيه فكأنه يقول انتبه وهذا كثير في اللغة العربية استمع إلى قول الله تعالى (( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له )) هنا يقول الرسول ( يا أيها الناس ) إشارة إلى أهمية ما يريد أن يخاطب به الناس ( أفشوا السلام ) أي انشروه وأكثروا منه وإفشاء السلام له معنيان:
المعنى الأول الإكثار منه أن يسلّم الإنسان على كل من لقي عرفه أم لم يعرفه وسلام المعرفة في الحقيقة فيه نقص في الإخلاص يعني الذي لا يسلم إلا على من عرف هذا إخلاصه ناقص بل المخلص هو الذي يسلم على من عرف ومن لم يعرف
والنوع الثاني من إفشاء السلام إظهاره باللفظ بمعنى أن تسلم سلاما يسمعه من تسلم عليه لا تسلم سلاما لا يسمعه من في جيبك بل سلّم سلاما يسمعه المسلم عليه وهل الأفضل أن يكون بصوت أكثر مما يسمع أو بصوت بقدر ما يسمع نعم
الطالب : الثاني
الشيخ : لا الظاهر الأول إلا إذا كان رفعا خارجا عن الأدب فهنا لا ينبغي بعض الناس إذا دخل المجلس رفع صوته رفعا خارجا عن الأدب هذا لا ينبغي ولا ينبغي أيضا الإخفات واستثنى العلماء من الصورة الثانية وهي رفع الصوت بالسلام استثنى العلماء من ذلك ما إذا سلم على قوم بينهم نيام يعني فيهم أحد نائم مثل أن تدخل على حجرة فيها أناس مستيقظون وأناس نائمون فهنا لا ترفع صوتك سلّم بقدر ما يسمع اليقظان ولا يستيقظ النائم وهذا من حسن الخلق وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك إذا دخل على قوم فيهم نيام فإنه يرفع صوته رفعا يسمعه اليقظان ولا يستيقظ به النائم
ويستثنى من قوله ( أفشوا السلام ) وهو كما تعرفون لفظ مطلق الآن أفشوا مطلق كل الأفعال ما تكون للعموم الأفعال لا تكون إلا للإطلاق إذا لم تقيد وهذا مما يفرّق فيه بين الأسماء والأفعال الأسماء تكون للعموم لكن الأفعال لا تكون للعموم وإنما تكون للإطلاق فقوله أفشوا هذه مطلق لكن مقيد بما إذا كان المسلم عليه أهلا للسلام عليه فأما إذا كان كافرا فلا تفش السلام عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام ) وهل يدخل فيه الرد أما نقول أما الابتداء فظاهر وأما الرد فيحتمل أن يكون داخلا فيه وحينئذ نقول يؤمر الراد بأن إيش يرفع صوته بحيث يسمعه من يسلم
الثاني قال ( صلوا الأرحام ) الأرحام جمع رحم وهم القرابات قال أهل العلم والقرابة من الجد الرابع فما دون والنصوص في صلة الأرحام لم تعين صلة معينة وعلى هذا فيرجع فيه إلى العرف كما قيل في القواعد
" وكل ما أتى ولم يحدد بالشرع *** كالحرز " فبايش؟ "العرف احددي "
لم يبين كيف الصلة وعلى هذا فيرجع فيها إلى العرف وإذا رجعنا فيها إلى العرف صارت تختلف باختلاف القرابة فصلة الأقرب نعم أوكد من صلة الأبعد
ثانيا بالحاجة صلة المحتاج أوكد من صلة المستغني
ثالثا بالحال النفسية بعض القرابات لا يهمه أن تصله في الشهر مرة أو في السنة مرة وبعض القرابات لا، يريد أن تصله كل أسبوع ولهذا إذا فقدك في أسبوع مثلا قال ليش ما زرتنا فهو إذن يختلف باختلاف إيش ما يتعلق بالنفوس فعليه نقول كلما كان صلة حسب الاختلاف اللي ذكرنا أو غيره أيضا فهو داخل في قوله صلوا الأرحام
وهل من الأرحام الأصهار لا، الأصهار يعني أقارب الزوج أو الزوجة ليسوا من الأرحام إلا أن يكونوا من بني العم فهنا يكونوا من الأرحام
والثانية يقول ( وأطعموا الطعام ) أطعموا الطعام من يحتاج إليه فيشمل هذا إطعام الجائع وإطعام من تجب عليك نفقته وإطعام المساكين في الكفارات ونحوها فهو شامل لإطعام الطعام الواجب وإطعام الطعام المستحب وقوله الطعام هل المراد بالطعام الشراب أو ما يؤكل
الطالب : كلاهما
الشيخ : نعم يشمل هذا وهذا لأن ما يشرب يسمى طعاما قال الله تعالى (( فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني )) قال ومن لم يطعمه ولأن الشراب له طعم لكن الأكل والشرب يختلف الأكل غير الشرب الشرب في المائعات والأكل في الجامدات وأطعموا الطعام
( وصلوا بالليل والناس نيام ) صلوا بالليل والناس نيام يشمل الفريضة والنافلة فمن الفريضة صلاة العشاء ولاسيما إذا أخرت عن أول الوقت وصلاة الفجر أيضا ولهذا كانت هاتان الصلاتان أثقل الصلوات على من؟ على المنافقين لأنهم ينامون لا يقومون لهما
وقوله ( والناس نيام ) من المراد بالناس المراد الذين لا يصلون سواء كانوا من المسلمين أو كانوا من الكافرين لأنه يوجد بعض المسلمين نسأل الله لنا ولهم الهداية لا يصلون الصبح إلا إذا قاموا ولو بعد طلوع الشمس وكذلك في العشاء ينامون عنها ( تدخلوا الجنة بسلام ) تدخلوا أين النون
الطالب : حذفت
الشيخ : حذفت للجزم لأنها جواب الأمر فقوله ( أفشوا ) هذا أمر وما عطف عليه فهو أمر أيضا فيكون تدخلوا جوابا للأمر وجواب الأمر يكون مجزوما وهل هو مجزوم بصيغة الأمر أم بشرط مقدّر بعض النحويين يقول إنه مجزوم بشرط مقدر والتقدير إن تفعلوا تدخلوا وبعضهم يقول إنه مجزوم بنفس الفعل فعل الطلب والخلاف قريب من اللفظي لأنهم متفقون على أن الفعل إذا وقع جوابا للطلب فهو مجزوم
وقوله ( الجنة ) يعني جنة الخلد التي وعد المتقون وقوله ( بسلام ) يحتمل أن يكون المعنى تدخلوا الجنة وأنتم سالمون ويحتمل بسلام أي أنه يسلم عليكم فتكون الباء للمصاحبة لأن الملائكة (( يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم )) وإذا كان اللفظ يحتمل معنيين لا منافاة بينهما إيش فيحمل عليهما جميعا فهم يدخلون الجنة سالمين من كل سوء ومن كل عيب حاضرا ومستقبلا وهم أيضا يدخلون الجنة والملائكة يتلقونهم بالسلام
صدّر قوله بيا أيها الناس إشارة إلى الاعتناء بما سيقول لأن النداء يستلزم التنبيه فكأنه يقول انتبه وهذا كثير في اللغة العربية استمع إلى قول الله تعالى (( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له )) هنا يقول الرسول ( يا أيها الناس ) إشارة إلى أهمية ما يريد أن يخاطب به الناس ( أفشوا السلام ) أي انشروه وأكثروا منه وإفشاء السلام له معنيان:
المعنى الأول الإكثار منه أن يسلّم الإنسان على كل من لقي عرفه أم لم يعرفه وسلام المعرفة في الحقيقة فيه نقص في الإخلاص يعني الذي لا يسلم إلا على من عرف هذا إخلاصه ناقص بل المخلص هو الذي يسلم على من عرف ومن لم يعرف
والنوع الثاني من إفشاء السلام إظهاره باللفظ بمعنى أن تسلم سلاما يسمعه من تسلم عليه لا تسلم سلاما لا يسمعه من في جيبك بل سلّم سلاما يسمعه المسلم عليه وهل الأفضل أن يكون بصوت أكثر مما يسمع أو بصوت بقدر ما يسمع نعم
الطالب : الثاني
الشيخ : لا الظاهر الأول إلا إذا كان رفعا خارجا عن الأدب فهنا لا ينبغي بعض الناس إذا دخل المجلس رفع صوته رفعا خارجا عن الأدب هذا لا ينبغي ولا ينبغي أيضا الإخفات واستثنى العلماء من الصورة الثانية وهي رفع الصوت بالسلام استثنى العلماء من ذلك ما إذا سلم على قوم بينهم نيام يعني فيهم أحد نائم مثل أن تدخل على حجرة فيها أناس مستيقظون وأناس نائمون فهنا لا ترفع صوتك سلّم بقدر ما يسمع اليقظان ولا يستيقظ النائم وهذا من حسن الخلق وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك إذا دخل على قوم فيهم نيام فإنه يرفع صوته رفعا يسمعه اليقظان ولا يستيقظ به النائم
ويستثنى من قوله ( أفشوا السلام ) وهو كما تعرفون لفظ مطلق الآن أفشوا مطلق كل الأفعال ما تكون للعموم الأفعال لا تكون إلا للإطلاق إذا لم تقيد وهذا مما يفرّق فيه بين الأسماء والأفعال الأسماء تكون للعموم لكن الأفعال لا تكون للعموم وإنما تكون للإطلاق فقوله أفشوا هذه مطلق لكن مقيد بما إذا كان المسلم عليه أهلا للسلام عليه فأما إذا كان كافرا فلا تفش السلام عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام ) وهل يدخل فيه الرد أما نقول أما الابتداء فظاهر وأما الرد فيحتمل أن يكون داخلا فيه وحينئذ نقول يؤمر الراد بأن إيش يرفع صوته بحيث يسمعه من يسلم
الثاني قال ( صلوا الأرحام ) الأرحام جمع رحم وهم القرابات قال أهل العلم والقرابة من الجد الرابع فما دون والنصوص في صلة الأرحام لم تعين صلة معينة وعلى هذا فيرجع فيه إلى العرف كما قيل في القواعد
" وكل ما أتى ولم يحدد بالشرع *** كالحرز " فبايش؟ "العرف احددي "
لم يبين كيف الصلة وعلى هذا فيرجع فيها إلى العرف وإذا رجعنا فيها إلى العرف صارت تختلف باختلاف القرابة فصلة الأقرب نعم أوكد من صلة الأبعد
ثانيا بالحاجة صلة المحتاج أوكد من صلة المستغني
ثالثا بالحال النفسية بعض القرابات لا يهمه أن تصله في الشهر مرة أو في السنة مرة وبعض القرابات لا، يريد أن تصله كل أسبوع ولهذا إذا فقدك في أسبوع مثلا قال ليش ما زرتنا فهو إذن يختلف باختلاف إيش ما يتعلق بالنفوس فعليه نقول كلما كان صلة حسب الاختلاف اللي ذكرنا أو غيره أيضا فهو داخل في قوله صلوا الأرحام
وهل من الأرحام الأصهار لا، الأصهار يعني أقارب الزوج أو الزوجة ليسوا من الأرحام إلا أن يكونوا من بني العم فهنا يكونوا من الأرحام
والثانية يقول ( وأطعموا الطعام ) أطعموا الطعام من يحتاج إليه فيشمل هذا إطعام الجائع وإطعام من تجب عليك نفقته وإطعام المساكين في الكفارات ونحوها فهو شامل لإطعام الطعام الواجب وإطعام الطعام المستحب وقوله الطعام هل المراد بالطعام الشراب أو ما يؤكل
الطالب : كلاهما
الشيخ : نعم يشمل هذا وهذا لأن ما يشرب يسمى طعاما قال الله تعالى (( فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني )) قال ومن لم يطعمه ولأن الشراب له طعم لكن الأكل والشرب يختلف الأكل غير الشرب الشرب في المائعات والأكل في الجامدات وأطعموا الطعام
( وصلوا بالليل والناس نيام ) صلوا بالليل والناس نيام يشمل الفريضة والنافلة فمن الفريضة صلاة العشاء ولاسيما إذا أخرت عن أول الوقت وصلاة الفجر أيضا ولهذا كانت هاتان الصلاتان أثقل الصلوات على من؟ على المنافقين لأنهم ينامون لا يقومون لهما
وقوله ( والناس نيام ) من المراد بالناس المراد الذين لا يصلون سواء كانوا من المسلمين أو كانوا من الكافرين لأنه يوجد بعض المسلمين نسأل الله لنا ولهم الهداية لا يصلون الصبح إلا إذا قاموا ولو بعد طلوع الشمس وكذلك في العشاء ينامون عنها ( تدخلوا الجنة بسلام ) تدخلوا أين النون
الطالب : حذفت
الشيخ : حذفت للجزم لأنها جواب الأمر فقوله ( أفشوا ) هذا أمر وما عطف عليه فهو أمر أيضا فيكون تدخلوا جوابا للأمر وجواب الأمر يكون مجزوما وهل هو مجزوم بصيغة الأمر أم بشرط مقدّر بعض النحويين يقول إنه مجزوم بشرط مقدر والتقدير إن تفعلوا تدخلوا وبعضهم يقول إنه مجزوم بنفس الفعل فعل الطلب والخلاف قريب من اللفظي لأنهم متفقون على أن الفعل إذا وقع جوابا للطلب فهو مجزوم
وقوله ( الجنة ) يعني جنة الخلد التي وعد المتقون وقوله ( بسلام ) يحتمل أن يكون المعنى تدخلوا الجنة وأنتم سالمون ويحتمل بسلام أي أنه يسلم عليكم فتكون الباء للمصاحبة لأن الملائكة (( يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم )) وإذا كان اللفظ يحتمل معنيين لا منافاة بينهما إيش فيحمل عليهما جميعا فهم يدخلون الجنة سالمين من كل سوء ومن كل عيب حاضرا ومستقبلا وهم أيضا يدخلون الجنة والملائكة يتلقونهم بالسلام