وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل ) متفقٌ عليه. حفظ
الشيخ : نقرأ الحديث " وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ) "
ذكرنا فيما سبق ( من قال بلسانه مخلصا بها في قلبه ) وليس مجرد القول بل من قال بلسانه معتقدا ذلك بقلبه ( له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) وقفنا على هذا وهو على كل شيء قدير كل شيء فالله قدير عليه ولا يعجزه يعني ليس قادرا مع الضعف لا هو قادر مع القوة عز وجل قال الله تعالى (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا )) فنفى عنه العجز وعلّل ذلك قال لأنه كان عليما قديرا والعاجز عن الشيء إما أن يكون لجهله بكيفية عمله وإما أن يكون لعجزه عن تنفيذ عمله نعم لو قال لك قائل اصنع لنا الآن مسجلا تقدر أو ما تقدر وأنت ما تعلمت كيف يركب
الطالب : ما تقدر
الشيخ : المانع الجهل ما عنده علم ولو أن إنسان عنده علم كيف يصنع هذا المسجل لكنه لا يقدر أشل مثلا أو مريض فأمرته أن يصنع مثل هذا يقدر أو ما يقدر
الطالب : ما يقدر
الشيخ : لماذا للعجز ولهذا قال (( إنه كان عليما قديرا )) إشارة إلى أن العجز سببه أحد أمرين إما الجهل وإما العجز فالقدرة تنافي الجهل والعجز إذن هو على كل شيء قدير كل شيء موجود يمكن أن يعدمه الله وكل شيء معدوم يمكن إيش أن يوجده الله
ويقال إن الشيطان أراد أن يختبر جنوده حين قالوا له ما لنا نراك إذا مات العالم فرحت فرحا عظيما وإذا مات العبّاد لا يهمونك قال لأن العابد صلاحه على نفسه ولا يفيد غيره ولا يهمني راح واحد أو عشرة لكن العالم يصلح أمة فلذلك يفرح لموته فرحا كبيرا ثم أراد أن يختبرهم قال اذهبوا إلى فلان العابد الذي هو مقيم على عبادته ليلا ونهارا وقولوا له هل يستطيع الله أن يجعل السماوات والأرض في بيضة أو لا فذهبوا إلى العابد وقالوا هل يستطيع الله أن يجعل السماوات والأرض في بيضة أو لا العابد على طول قال لا أبدا وش البيض بالنسبة للسماوات والأرض فأنكر قدرة الله ذهبوا إلى العالم وقالوا له هل يستطيع أن الله يجعل السماوات والأرض في بيضة قال نعم إذا أراد ذلك قال له كن فيكون قال له كن فيكون فقال انظر إلى هذا وهذا
فالمهم أنه لا ينبغي أن نقيد القدرة بشيء نقول هو قدير على كل شيء لكن متعلق العلم أوسع من متعلق القدرة أوسع من متعلق القدرة لأن العلم يتعلق بالواجب والمستحيل والممكن فالله تعالى يعلم أنه لا إله إلا الله وهذا علم بماذا بالواجب وهو يعلم أنه لو وجد مع الله إله آخر لفسدت السماوات والأرض وهذا متعلق بالمستحيل والباقي الممكنات كثيرة لكن القدرة لا تتعلق بما ليس بشيء لأنه قال على كل شيء قدير وما ليس بشيء فإنه لا تعلق للقدرة به لأنه ليس بشيء وقد انتقدوا على الجلال السيوطي حين قال في قوله تعالى في سورة المائدة (( وهو على كل شيء قدير )) (( لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير )) فقال " خص العقل ذاته فليس عليها بقادر " وهذا غلط عظيم هو يريد معنى لكنه أساء في التعبير يقول إن الله عز وجل مثلا لا يقدر على أن يفني ذاته وهذا خطأ لأن إفناء الذات العلية مستحيل والمستحيل ليس بشيء والآية الكريمة يقول (( وهو على كل شيء قدير )) والمستحيل إنما هو مفروض في الذهن وليس موجودا في الواقع لكن مع ذلك نقول هذه العبارة خطأ ثم قد تكون ترمي إلى معنى فاسد وهو نفي الأفعال الاختيارية لله لأن الأفعال الاختيارية تتعلق بإيش بمشيئته وهو الذي يفعلها فإذا قال ليس عليها بقادر فيوهم أنه لا يقدر الاستواء على العرش ولا أن ينزل إلى السماء الدنيا ولا أن يفصل بين عباده ولا أن يضحك إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة وما أشبه ذلك وعلى هذا فنقول إن الله نعم (( وهو على كل شيء قدير )) كل شيء قدير عليه يقدر عز وجل على أن يفني العالم بكلمة واحدة كما هو قادر على أن يخلقهم إيش بكلمة واحدة (( وما أمرنا إلا واحدة )) إيش بطيئة أو سريعة
الطالب : ...
الشيخ : سؤال
الطالب : سريعة
الشيخ : سريعة قال تعالى (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) سبحان الله مهما كان الشيء إذا أراد الله وقال له كن كان في لمح البصر قال الله عز وجل (( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة )) كل المدفونين في الأرض والغائصين في البحار كلمة واحدة فإذا هم على ظهر الأرض مع أن الأمم لو جعلت تحفر هذه القبور لاستخراج ما فيها كم تبقى أزمنة لا يعلمها إلا الله لكن الله بكلمة واحدة يخرجهم جميعا ويقول عز وجل (( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )) كلهم محضرون عند الله عز وجل صيحة واحدة إذن العقل يحار حيرة عظيمة في كمال قدرة الله عز وجل وهو على كل شيء قدير إذن أنت إذا كان فيك شيء أو تحتاج إلى شيء لا تستبعده على قدرة الله لا تقل أنا لا أدعو بذلك لأنه غير حاصل ادع الله فإن الله تعالى على كل شيء قدير إن كان فيك ضيقة نفس فالذي جعل هذه الضيقة قادر على أن يرفعها وأن يعيد الأمر كما كان إن كان عندك فقد مال فالذي أعطاك المال أولا قادر على أن يرده عليك ثانيا لكنك تستعجل فالمهم أن الله على كل شيء قدير
طيب فيه عبارة يقولها بعض الناس إنه على ما يشاء قدير إنه على ما يشاء قدير هذه الكلمة غلط كلمة غلط
أولا أنها تقييد لما أطلقه الله ما الذي أطلق كل شيء
وثانيا أنها توهم معنى فاسدا وهو أن ما لا يشاؤه لا يقدر عليه والمعتزلة يقولون أفعال العباد لا، غير مشيئة لله يعني إن الله لا يشاؤها وعلى هذا فلا يقدر عليها وحينئذ يتفرع من ذلك أنه لا يقدر أن يهدي ضالا ولا أن يضل مهتديا انتبه فصارت هذه الكلمة التي يتزين بها بعض الناس ويختم بها كلامه أو دعاءه كلمة غلط أولا لمنافاتها ما أطلقه الله وثانيا لإيهامها لمعنى فاسد
فإن قال قائل بماذا تجيبون عن قوله تعالى (( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )) قلنا المشيئة هنا مقيدة للجمع لا للقدرة مقيدة للجمع لا للقدرة ولهذا جاءت بعد ذكر الجمع لا بعد ذكر القدرة فقال (( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )) إذا شاء إيش إذا شاء جمعهم قدير خلافا لمن قال إن الله لا يقدر على البعث وقال (( من يحي العظام وهي رميم )) فيقال إذا أراد الله عز وجل وشاء فالأمر عليه هيّن (( وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه )) إذن القدرة على كل شيء لا تقيد قل (( وهو على كل شيء قدير )) نعم القدرة ما ضدها
الطالب : العجز
الشيخ : العجز والقوة
الطالب : الضعف
الشيخ : الضعف أيهما أعم بينهما عموم وخصوص من وجه لأن القوة تشمل من له شعور ومن ليس له شعور يعني الحي وغير الحي والجماد
ذكرنا فيما سبق ( من قال بلسانه مخلصا بها في قلبه ) وليس مجرد القول بل من قال بلسانه معتقدا ذلك بقلبه ( له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) وقفنا على هذا وهو على كل شيء قدير كل شيء فالله قدير عليه ولا يعجزه يعني ليس قادرا مع الضعف لا هو قادر مع القوة عز وجل قال الله تعالى (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا )) فنفى عنه العجز وعلّل ذلك قال لأنه كان عليما قديرا والعاجز عن الشيء إما أن يكون لجهله بكيفية عمله وإما أن يكون لعجزه عن تنفيذ عمله نعم لو قال لك قائل اصنع لنا الآن مسجلا تقدر أو ما تقدر وأنت ما تعلمت كيف يركب
الطالب : ما تقدر
الشيخ : المانع الجهل ما عنده علم ولو أن إنسان عنده علم كيف يصنع هذا المسجل لكنه لا يقدر أشل مثلا أو مريض فأمرته أن يصنع مثل هذا يقدر أو ما يقدر
الطالب : ما يقدر
الشيخ : لماذا للعجز ولهذا قال (( إنه كان عليما قديرا )) إشارة إلى أن العجز سببه أحد أمرين إما الجهل وإما العجز فالقدرة تنافي الجهل والعجز إذن هو على كل شيء قدير كل شيء موجود يمكن أن يعدمه الله وكل شيء معدوم يمكن إيش أن يوجده الله
ويقال إن الشيطان أراد أن يختبر جنوده حين قالوا له ما لنا نراك إذا مات العالم فرحت فرحا عظيما وإذا مات العبّاد لا يهمونك قال لأن العابد صلاحه على نفسه ولا يفيد غيره ولا يهمني راح واحد أو عشرة لكن العالم يصلح أمة فلذلك يفرح لموته فرحا كبيرا ثم أراد أن يختبرهم قال اذهبوا إلى فلان العابد الذي هو مقيم على عبادته ليلا ونهارا وقولوا له هل يستطيع الله أن يجعل السماوات والأرض في بيضة أو لا فذهبوا إلى العابد وقالوا هل يستطيع الله أن يجعل السماوات والأرض في بيضة أو لا العابد على طول قال لا أبدا وش البيض بالنسبة للسماوات والأرض فأنكر قدرة الله ذهبوا إلى العالم وقالوا له هل يستطيع أن الله يجعل السماوات والأرض في بيضة قال نعم إذا أراد ذلك قال له كن فيكون قال له كن فيكون فقال انظر إلى هذا وهذا
فالمهم أنه لا ينبغي أن نقيد القدرة بشيء نقول هو قدير على كل شيء لكن متعلق العلم أوسع من متعلق القدرة أوسع من متعلق القدرة لأن العلم يتعلق بالواجب والمستحيل والممكن فالله تعالى يعلم أنه لا إله إلا الله وهذا علم بماذا بالواجب وهو يعلم أنه لو وجد مع الله إله آخر لفسدت السماوات والأرض وهذا متعلق بالمستحيل والباقي الممكنات كثيرة لكن القدرة لا تتعلق بما ليس بشيء لأنه قال على كل شيء قدير وما ليس بشيء فإنه لا تعلق للقدرة به لأنه ليس بشيء وقد انتقدوا على الجلال السيوطي حين قال في قوله تعالى في سورة المائدة (( وهو على كل شيء قدير )) (( لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير )) فقال " خص العقل ذاته فليس عليها بقادر " وهذا غلط عظيم هو يريد معنى لكنه أساء في التعبير يقول إن الله عز وجل مثلا لا يقدر على أن يفني ذاته وهذا خطأ لأن إفناء الذات العلية مستحيل والمستحيل ليس بشيء والآية الكريمة يقول (( وهو على كل شيء قدير )) والمستحيل إنما هو مفروض في الذهن وليس موجودا في الواقع لكن مع ذلك نقول هذه العبارة خطأ ثم قد تكون ترمي إلى معنى فاسد وهو نفي الأفعال الاختيارية لله لأن الأفعال الاختيارية تتعلق بإيش بمشيئته وهو الذي يفعلها فإذا قال ليس عليها بقادر فيوهم أنه لا يقدر الاستواء على العرش ولا أن ينزل إلى السماء الدنيا ولا أن يفصل بين عباده ولا أن يضحك إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة وما أشبه ذلك وعلى هذا فنقول إن الله نعم (( وهو على كل شيء قدير )) كل شيء قدير عليه يقدر عز وجل على أن يفني العالم بكلمة واحدة كما هو قادر على أن يخلقهم إيش بكلمة واحدة (( وما أمرنا إلا واحدة )) إيش بطيئة أو سريعة
الطالب : ...
الشيخ : سؤال
الطالب : سريعة
الشيخ : سريعة قال تعالى (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) سبحان الله مهما كان الشيء إذا أراد الله وقال له كن كان في لمح البصر قال الله عز وجل (( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة )) كل المدفونين في الأرض والغائصين في البحار كلمة واحدة فإذا هم على ظهر الأرض مع أن الأمم لو جعلت تحفر هذه القبور لاستخراج ما فيها كم تبقى أزمنة لا يعلمها إلا الله لكن الله بكلمة واحدة يخرجهم جميعا ويقول عز وجل (( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )) كلهم محضرون عند الله عز وجل صيحة واحدة إذن العقل يحار حيرة عظيمة في كمال قدرة الله عز وجل وهو على كل شيء قدير إذن أنت إذا كان فيك شيء أو تحتاج إلى شيء لا تستبعده على قدرة الله لا تقل أنا لا أدعو بذلك لأنه غير حاصل ادع الله فإن الله تعالى على كل شيء قدير إن كان فيك ضيقة نفس فالذي جعل هذه الضيقة قادر على أن يرفعها وأن يعيد الأمر كما كان إن كان عندك فقد مال فالذي أعطاك المال أولا قادر على أن يرده عليك ثانيا لكنك تستعجل فالمهم أن الله على كل شيء قدير
طيب فيه عبارة يقولها بعض الناس إنه على ما يشاء قدير إنه على ما يشاء قدير هذه الكلمة غلط كلمة غلط
أولا أنها تقييد لما أطلقه الله ما الذي أطلق كل شيء
وثانيا أنها توهم معنى فاسدا وهو أن ما لا يشاؤه لا يقدر عليه والمعتزلة يقولون أفعال العباد لا، غير مشيئة لله يعني إن الله لا يشاؤها وعلى هذا فلا يقدر عليها وحينئذ يتفرع من ذلك أنه لا يقدر أن يهدي ضالا ولا أن يضل مهتديا انتبه فصارت هذه الكلمة التي يتزين بها بعض الناس ويختم بها كلامه أو دعاءه كلمة غلط أولا لمنافاتها ما أطلقه الله وثانيا لإيهامها لمعنى فاسد
فإن قال قائل بماذا تجيبون عن قوله تعالى (( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )) قلنا المشيئة هنا مقيدة للجمع لا للقدرة مقيدة للجمع لا للقدرة ولهذا جاءت بعد ذكر الجمع لا بعد ذكر القدرة فقال (( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )) إذا شاء إيش إذا شاء جمعهم قدير خلافا لمن قال إن الله لا يقدر على البعث وقال (( من يحي العظام وهي رميم )) فيقال إذا أراد الله عز وجل وشاء فالأمر عليه هيّن (( وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه )) إذن القدرة على كل شيء لا تقيد قل (( وهو على كل شيء قدير )) نعم القدرة ما ضدها
الطالب : العجز
الشيخ : العجز والقوة
الطالب : الضعف
الشيخ : الضعف أيهما أعم بينهما عموم وخصوص من وجه لأن القوة تشمل من له شعور ومن ليس له شعور يعني الحي وغير الحي والجماد