وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن ربكم حيــيٌ كريمٌ يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ) أخرجه الأربعة إلا النسائي وصححه الحاكم. حفظ
الشيخ : " وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا ) أخرجه الأربعة إلا النسائي وصححه الحاكم "
إن ربكم الخطاب لمن للصحابة رضي الله عنهم وخطاب الرسول عليه الصلاة والسلام للصحابة شامل لمن بعدهم وليس غريبا أن يخاطب أول الأمة ويراد جميع الأمة بل إن الله أحيانا يخاطب آخر الأمة بما كان لأول الأمة بنو إسرائيل يخاطبهم الله تعالى دائما في أمر إيش بأمر كان فعله بأسلافهم نعم
( إن ربكم حيي كريم ) حيي غير حي لأن حي من الحياة وحيي من الحياء أي أنه جل وعلا موصوف بالحياء كريم أي ذو عطاء كثير يستحي من عبده هذا من أمثلة حيائه جل وعلا يستحي من عبده والمراد بعبده هنا العبودية الخاصة وهي عبودية الشرع عبودية الشرع اذا رفع نعم وإنما قلنا عبودية الشرع لأن العبودية نوعان عبودية الكون وهي عامة شاملة لكل من في السماوات والأرض قال الله تعالى (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )) طيب عبودية خاصة وهي عبودية الشرع أي الذي يتعبد لله تعالى بشرعه وهذه أعني العبودية الخاصة هي التي يمدح عليها الإنسان ويثاب عليها ويعاقب بتركها
( إذا رفع يديه إليه ) إلى من إلى الله يديه يعني عند الدعاء ولم يذكر هنا كيفية الرفع فيجوز أن ترفع على كل صفة إلا أن العلماء رحمهم قالوا ينبغي أن يرفع يديه إلى صدره وأن يضم بعضهما إلى بعض هكذا إلا عند الابتهال والمبالغة في الدعاء فإنه يرفع يديه حتى يبدو بياض إبطيه كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ويزاد في المبالغة في الدعاء في الاستسقاء فإن الرسول دعا دعا ورفع حتى كانت ظهور يديه إلى السماء من شدة الرفع
وقوله ( أن يردهما صفرا ) الصفر هو الخالي الذي ليس فيه شيء وهذا يعني أنه لابد أن يعطيه الله شيئا حسب ما تقتضيه الحكمة