فوائد حديث :( عمر رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه ) حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على أنه إذا فرغ من الدعاء وقد رفع يديه أنه ينبغي أن يمسح بهما وجهه وإذا ثبت هذا الحديث فإنه من باب التعبد لأنه لو كان يمسح جميع البدن لقلنا هذا من أجل أن تكون بركة الدعاء لجميع البدن كما كان الرسول يفعل ذلك عند النوم في الاستعاذة يمسح وجهه وما استطاع من بدنه لكن الوجه فقط لا نعلم أنا لا أعلم حكمة في ذلك والله أعلم
لكن الحديث يقول ابن حجر رحمه الله " مجموع الشواهد يقضي بأنه حديث حسن " لكنه حسن لغيره وأنت إذا تأملت المواضع التي كان الرسول يدعو فيها وجدت أن الأحاديث الصحيحة لم يذكر فيها المسح إطلاقا أبدا رفع النبي عليه الصلاة والسلام في عدة مواضع في الخطبة عند الاستسقاء وكذلك في عرفة وكذلك في مزدلفة وكذلك على الصفا وغير ذلك كل هذه الأحاديث الصحيحة على كثرة ما ورد من رفع اليدين لم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام لم ينقل أنه كان يمسح وجهه في الأحاديث الصحيحة هذه إلا في هذا الحديث ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله " إن رفعهما بدعة إن مسح الوجه بعد الدعاء بدعة وأن الشواهد الواردة كلها ضعيفة لا ينجبر بعضها ببعض " وعلى هذا فالمسألة تكون اجتهادية من رأى أن هذه الشواهد يجبر بعضها بعضا قال إنه إيش سنة أن الإنسان إذا فرغ يمسح وجهه ومن رأى أنه لا يجبر بعضها بعضا لشذوذها وكثرة الأحاديث التي فيها أن الرسول كان يدعو ولم ينقل أنه يمسح وجهه قال إنه ليس بسنة ثم قال إنها بدعة كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولعل قائلا يقول نحن لا ننكر على من مسح ولا ندعو إلى المسح ولا نفعله يعني نحن لا نمسح لعدم ثبوت السنة عندنا ولا ننكر على من مسح اتباعا لبعض العلماء الذين جعلوا مجموع هذه الأحاديث يرفع الحديث إلى درجة الحُسن أو الحَسن مع أنه حسن لغيره ليس بذاته فالله أعلم