تتمة شرح حديث :( شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) أخرجه البخاري. حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق الكلام على أول هذا الحديث أي على تفسير كلماته
يقول عليه الصلاة والسلام ( سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ) وفي هاتين الجملتين إثبات الربوبية وإثبات الألوهية
( خلقتني ) هذا فرد من أفراد ما تقتضيه ربوبية الله عز وجل
( وأنا عبدك ) هذا يتعلق بالألوهية فقوله خلقتني عائد إلى قوله ( أنت ربي ) وأنا عبدك عائد إلى قوله ( لا إله إلا أنت ) أي لا معبود إلا أنت يعني فأنا عابدك من جملة العابدين
قال ( وأنا على عهدك ووعدك ) قلنا عهدك ما عاهد العبد ربه عليه من التزام شريعته وعدك أي الإيمان بثوابك فيكون في هاتين الجملتين العمل الصالح والإيمان بثوابه
وقوله ( ما استطعت ) ذكرنا أنها يحتمل أن تكون إيش مصدرية ظرفية وأن تكون شرطية وجواب الشرط محذوف أي ما استطعت فأنا عليه والاستطاعة هي القدرة ومنه قوله تعالى عن الحواريين حيث قالوا لعيسى (( هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء )) وهي مأخوذة من الطاعة لأن الطاعة معناه الفعل فعل الشيء عن انقياد واختيار وقوله ( ما استطعت ) قد يقول قائل هل هذه ترخيص أو تعطي التشديد ما الجواب هل المعنى أنها ترخيص أو تشديد تحتمل هذا وهذا إنما هي تدل على أن الإنسان لابد أن يقوم بالعهد بقدر الاستطاعة وأن ما وراء الاستطاعة ليس مكلفا به ومثلها قوله تعالى (( فاتقوا الله ما استطعتم )) هي هينة من وجه وشديدة من وجه آخر من جهة أن الإنسان لابد أن يستنفد جهده في فعل الطاعة تكون شديدة ومن جهة أنه لا يكلف فوق طاقته تكون يسيرة
( أعوذ بك من شر ما صنعت ) بضم التاء أعوذ بك أي أعتصم بك من شر ما صنعت أي من الذنوب فإن الذنوب كلها شر وموجبة للعقوبة إلا أن يعفو الله عز وجل
( أبوء لك بنعمتك علي ) أبوء بمعنى أعترف لك أي لله عز وجل بنعمتك علي وقوله أبوء لك أبلغ من قول أبوء بنعمتي لأن هذا تخصيص وتنصيص على الشكر لله عز وجل والاعتراف بنعمته
( وأبوء لك بذنبي ) أعترف لك بذنبي وذنب هنا مصدر نعم مضاف فيكون إيش عاما لكل الذنوب والاعتراف بالذنب يعني سؤال المغفرة
ولهذا قال ( فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) اغفر لي أي اعف عني عن عقوبتي واستر عليّ لأن المغفرة مأخوذة من المغفر وهو متضمن لشيئين الستر والوقاية
( إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) هذا إقرار واعتراف بأن الخلق مهما اجتمعوا على أن يغفروا ذنبا واحدا ما استطاعوا لأن الأمر إلى من إلى الله عز وجل فلا يغفر الذنوب إلا الله وهذا كقوله تعالى (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم )) وبعده (( ومن يغفر الذنوب إلا الله )) أي لا أحد يغفرها إلا الله عز وجل
سبق الكلام على أول هذا الحديث أي على تفسير كلماته
يقول عليه الصلاة والسلام ( سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ) وفي هاتين الجملتين إثبات الربوبية وإثبات الألوهية
( خلقتني ) هذا فرد من أفراد ما تقتضيه ربوبية الله عز وجل
( وأنا عبدك ) هذا يتعلق بالألوهية فقوله خلقتني عائد إلى قوله ( أنت ربي ) وأنا عبدك عائد إلى قوله ( لا إله إلا أنت ) أي لا معبود إلا أنت يعني فأنا عابدك من جملة العابدين
قال ( وأنا على عهدك ووعدك ) قلنا عهدك ما عاهد العبد ربه عليه من التزام شريعته وعدك أي الإيمان بثوابك فيكون في هاتين الجملتين العمل الصالح والإيمان بثوابه
وقوله ( ما استطعت ) ذكرنا أنها يحتمل أن تكون إيش مصدرية ظرفية وأن تكون شرطية وجواب الشرط محذوف أي ما استطعت فأنا عليه والاستطاعة هي القدرة ومنه قوله تعالى عن الحواريين حيث قالوا لعيسى (( هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء )) وهي مأخوذة من الطاعة لأن الطاعة معناه الفعل فعل الشيء عن انقياد واختيار وقوله ( ما استطعت ) قد يقول قائل هل هذه ترخيص أو تعطي التشديد ما الجواب هل المعنى أنها ترخيص أو تشديد تحتمل هذا وهذا إنما هي تدل على أن الإنسان لابد أن يقوم بالعهد بقدر الاستطاعة وأن ما وراء الاستطاعة ليس مكلفا به ومثلها قوله تعالى (( فاتقوا الله ما استطعتم )) هي هينة من وجه وشديدة من وجه آخر من جهة أن الإنسان لابد أن يستنفد جهده في فعل الطاعة تكون شديدة ومن جهة أنه لا يكلف فوق طاقته تكون يسيرة
( أعوذ بك من شر ما صنعت ) بضم التاء أعوذ بك أي أعتصم بك من شر ما صنعت أي من الذنوب فإن الذنوب كلها شر وموجبة للعقوبة إلا أن يعفو الله عز وجل
( أبوء لك بنعمتك علي ) أبوء بمعنى أعترف لك أي لله عز وجل بنعمتك علي وقوله أبوء لك أبلغ من قول أبوء بنعمتي لأن هذا تخصيص وتنصيص على الشكر لله عز وجل والاعتراف بنعمته
( وأبوء لك بذنبي ) أعترف لك بذنبي وذنب هنا مصدر نعم مضاف فيكون إيش عاما لكل الذنوب والاعتراف بالذنب يعني سؤال المغفرة
ولهذا قال ( فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) اغفر لي أي اعف عني عن عقوبتي واستر عليّ لأن المغفرة مأخوذة من المغفر وهو متضمن لشيئين الستر والوقاية
( إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) هذا إقرار واعتراف بأن الخلق مهما اجتمعوا على أن يغفروا ذنبا واحدا ما استطاعوا لأن الأمر إلى من إلى الله عز وجل فلا يغفر الذنوب إلا الله وهذا كقوله تعالى (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم )) وبعده (( ومن يغفر الذنوب إلا الله )) أي لا أحد يغفرها إلا الله عز وجل