وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح يقول: ( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور ) وإذا أمسى قال مثل ذلك إلا أنه قال: ( وإليك المصير ) أخرجه الأربعة. حفظ
الشيخ : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح يقول اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت إليك النشور وإذا أمسى قال مثل ذلك إلا أنه قال وإليك المصير ) "
كان الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر الله تعالى بهذا الدعاء صباحا ومساء إلا أن الصيغة تختلف لاختلاف الزمان فإذا أصبح يقول إذا أصبح أي دخل في الإصباح ومتى يكون ذلك بعد طلوع الفجر بعد طلوع الفجر
طيب يقول ( اللهم بك أصبحنا ) يعني أنت الذي أبقيتنا حتى أدركنا الصباح هذه واحدة بك أصبحنا باعتبار الجو والفلك فالذي أتى بالإصباح من؟ الله والذي أبقى الإنسان حتى الصباح الله إذن فيكون معنى قوله ( بك أصبحنا ) باعتبار بقاء الإنسان إلى الصبح وباعتبار الإتيان بالإصباح يقول الله عز وجل (( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه )) وقال عز وجل (( فالق الإصباح )) إذن بك أصبحنا تشمل معنيين هما إبقاء الإنسان إلى الصباح والإتيان بالصباح طيب يعني لولا أنت ما بقينا إلى الصباح ولولا أنت ما جاء الإصباح وبك أمسينا نقول مثلها وبك نحيا وبك نموت أيضا حياة الإنسان في الصباح أو في المساء أو فيما بين ذلك بمن بالله عز وجل لولا إمداد الله بالغذاء والهواء واللباس ما بقيت أبدا فبقاؤك بالله عز وجل وكذلك بك وبك نموت أنت الذي تميتنا
فإن قال قائل لو قتل الإنسان فنقول حتى إذا قتل من أخرج روحه الله عز وجل وكم من إنسان أصيب بحادث مميت ومع ذلك يبقى فالموت بيد الله والحياة بيد الله وبك نحيا
( وإليك النشور ) الآن إليك النشور يعني نشور الخلائق يوم القيامة تنشر إلى الله وتحشر إلى الله عز وجل وذكر النشور هنا مناسب وذلك لأن الإنسان إذا أصبح فقد بعث من موت قال الله تعالى (( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم )) ايش؟ (( يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى )) فكان ذكر النشور هنا مناسبا تماما وإذا أمسى قال مثل ذلك إلا أنه يقول ( بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نموت وبك نحيا وإليك المصير ) المصير المرجع لأن آخر النهار كآخر دنيا الإنسان يكون مقبلا على موت النوم أو على وفاة النوم على الأصح وهذا يشبه مصير الإنسان إلى ربه تعالى عند موته