وعن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ) متفقٌ عليه. حفظ
الشيخ : يقول ( كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) لا يخفى علينا جميعا أن قول القائل ربنا آتنا يعني نداء وقوله آتي بالمد بمعنى أعطي وهو ينصب مفعولين الأول نا والثاني حسنة أما قوله وقِ فهل الفعل هو الواو والقاف أو الواو عاطفة الجواب الواو عاطفة والقاف هي الفعل والقاف هي الفعل لأنها من وقى وإذا صيغ من وقى فعل أمر وجب حذف حرف العلة وهي الواو في الأولى والألف في آخره فتقول في وقى قِ وفي وعى
الطالب :عِ
الشيخ : وفي وفى
الطالب : فِ
الشيخ : فِ ولذلك لو قال لك قائل ما وزن عِ من وعى ما وزنها
الطالب :عِ
الشيخ : ما وزنها عِ وزن عِ عِ
الطالب : نعم
الشيخ : إيه طيب وما وزن قِ
الطالب :عِ
الشيخ : عِ ف عِ تعرفون الميزان يا
الطالب : نعم
الشيخ : الميزان الصرفي معروف أن الكلمات تقابل بميزان نعم بميزان مكون من الفاء والعين واللام هذا هو الأصل فتقول وزن ضرب فعل وزن سمع فَعِل ووزن يفرح يفعَل وزن يضرب يفعِل هذا المثال طيب
إذن قِ فعل أمر على وزن عِ قنا عذاب النار
في هذا الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام يكثر من هذا الدعاء لقوله ( كان أكثر دعاء الرسول ) وفي كلام شيخ الإسلام رحمه الله في منسكه ما يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم يختم به الدعاء حيث علّل بكون الطائف يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) قال لأن هذا هو ختام الشوط وكان النبي صلى الله عليه وسلم يختم دعاءه ( بربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) لكن لم أطلع حتى الآن على أن الرسول يختم بذلك الدعاء لكنه يكثر منه ولهذا نحتاج إلى البحث عن هذه المسألة فمن لها يعني هل الرسول يكثر من ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة ) أو يكثر ويختم الدعاء أنت طيب متى متى تأتي به
الطالب : ...
الشيخ : هاه
الطالب : ... الدرس
الشيخ : ما ... درس حتى لو تأتي به في درس الكافي ما يهم
الطالب : ... درس
الشيخ : نعم
الطالب : أول درس
الشيخ : لا هذا مجهول اليلة السبت الأحد الأثنين الثلاثاء الأربعاء أي ليلة
الطالب : ليلة الثلاثاء
الشيخ : طيب بارك الله فيك طيب يقول ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة ) الدنيا هي هذه الدار التي نحن الآن نعيش فيها والدنيا اسم تفضيل مذكره إيش أدنى كعليا مذكرها أعلى قصوى مذكرها أقصى إذن دنيا اسم تفضيل فما معنى الدنو الذي هو اسم تفضيل في هذا نقول له معنيان:
المعنى الأول التقدّم لأنها أدنى من الآخرة من حيث الزمن
والمعنى الثاني من الدناءة لقول الله تبارك وتعالى (( وللآخرة خير لك من الأولى )) ولقوله تعالى (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) فهذه الدنيا وصفت بهذا الوصف لهذين السببين أولا لقربها والثاني لإيش لدنوها أي نقصها فهي ناقصة عن الدار الآخرة حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) موضع السوط حوالي متر خير من الدنيا وما فيها أي دنيا الدنيا كلها من أولها إلى آخرها وتشتمل على دنيا الملوك دنيا الأمراء دنيا الوزراء دنيا المترفين موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها طيب إذن الدنيا وصفت بذلك للوجهين الذين سمعتم
حسنة ( في الدنيا حسنة ) حسنة كلمة مطلقة غير مبينة فما هي حسنة الدنيا المال الكثير المراتب الفخمة القصور المشيدة البنون الكثر الزوجات الحسان أو مال كل شيء كل شيء ولهذا إذا وجدتم مثالا على حسنة الدنيا فهذا على سبيل التمثيل وليس على سبيل الحصر كل ما يستحسن في الدنيا فهو داخل في قوله ( في الدنيا حسنة )
طيب في الآخرة سميت آخرة لأنها متأخرة الزمن ولأنها آخر مرحلة في الخلق ما بعدها ليس بعدها مرحلة ولهذا يعبر الله عنها باليوم الآخر لأنه آخر مرحلة ينزلها الإنسان وقوله ( في الآخرة حسنة ) ماهي حسنة الآخرة
الطالب : الجنة
الشيخ : الجنة تمام وبدخول الجنة ينجو الإنسان من النار قال الله تعالى (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ( وقنا عذاب النار ) هذا من باب التبسط في الدعاء وإلا فمن المعلوم أننا إذا فسرنا حسنة الآخرة بالجنة فإن كان من أهل الجنة فقد وقاه الله عذاب النار وقد يقال إن الإنسان قد يكون من أهل الجنة ولكن يعذب بالنار بقدر ذنوبه فيكون قوله ( وقنا عذاب النار ) دعاء مستقلا ليس من لوازم الحسنة في الآخرة والمعنى آتنا في الأخرة حسنة ليس فيها سيئة ولهذا قال ( وقنا عذاب النار )