وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر ) أخرجه مسلمٌ. حفظ
الشيخ : ثم قال " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر ) أخرجه مسلم "
هذا أيضا من الأدعية الجوامع التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها ( اللهم أصلح لي ديني ) وهو الإسلام والعبادة لأن العبادة دين والإسلام دين أيضا أما كون الإسلام دينا فلقوله تعالى (( ورضيت لكم الإسلام دينا )) وأما كون العبادة دينا فلقول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء ( ما رأيت من ناقصات عاقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قالوا وما نقصان دينها قال إنها إذا حاضت لم تصل ولم تصم ) والصلاة والصيام عبادة إذن ( ديني ) يشمل الإسلام والعبادات الأخرى ومعلوم أن العبادات بمجموعها هي الإسلام
( أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ) معنى عصمة أمري أي أني أعتصم به من النار فإنه لا ينجي الإنسان من عذاب الله إلا التمسك بدين الله عز وجل ثم هو أيضا عصمة للإنسان من الزلل فإن الإنسان كلما كان أتقى لله وأقوم دينا لله كان أقل زللا ولهذا نجد أنه كلما كان وازع الدين في الناس أقوى قلت فيهم المعاصي وقلّ فيهم الفساد وإذا نقص الوازع الديني كثر الفساد وكثر الظلم إذن عصمة أمري أي الذي أعتصم به من النار وأعتصم به من الزلل في الحياة الدنيا
( وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ) نعم الدنيا في الحقيقة معاش وليست مقر وإنما هي متاع يتمتع به الإنسان ويعيش به من أجل أن يقوم بطاعة الله والله ما متعنا بالدنيا من أجل أن نبني القصور ونكنز المال ولكن لعبادة الله فهي معاش فقط عيش يتمتع به الإنسان ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) ( وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي ) نعم الآخرة إليها المعاد أي المرجع إصلاح الدنيا إصلاح الدنيا بماذا إصلاح الدنيا بأن يمنّ الله عليك بكفاية تغنيك عن الناس وغنى لا يطغيك على أوامر الله وأن يسهل لك فيها الأمر وأن يرزقك ما يعينك على طاعة الله وأنواع الإصلاح في الدنيا كثيرة
إصلاح الآخرة بشيئين النجاة من النار ودخول الجنة فإن الإنسان إذا حصل له هذان الأمران فهذا إصلاح الآخرة
وقوله ( التي إليها معادي ) يعني المعاد النهائي الذي هو المثوى الأخير وأما القبور فليس إليها المعاد القبور عبارة عن زيارة يقوم بها الإنسان حتى يبعث نعم
يقول ( واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ) لم يقل الرسول أطل عمري قال اجعل الحياة زيادة لي في كل خير وهذه هي الحياة حقيقة أن يكتسب الإنسان فيها خيرا أما طول العمر بلا خير فهو إما لهو وإما إثم ولهذا كره بعض أهل العلم كره الدعاء بطول البقاء فمنهم من قال إن هذا شيء فرغ منه فلا تدعو بطول البقاء لكن هذا التعليل عليل لماذا
الطالب : دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عندما دعا لأنس رضي الله عنه وأرضاه
الشيخ : لا هذا خاص لكن لأن كل شيء فرغ منه حتى الرزق لو قلنا إن الشيء إذا فرغ منه فلا يدعى به لقلنا أيضا لا تدع الله تعالى بعلم نافع لأن هذا ايش؟ فرغ منه إن كان الله كتبك عالم فأنت عالم ولا تدع الله بالرزق لأن هذا أيضا فرغ منه الملك الموكل بالأرحام يؤمر بكتب الرزق والأجل والعمل والشقي والسعيد لكن وجه الكراهة هو أن طول البقاء قد يكون شرا قد يكون شرا، شر الناس من طال عمره وساء عمله، ولهذا إذا دعيت بالبقاء لأحد فقيدها قل أطال الله بقاءك على طاعته أطال الله بقاءك على طاعته أو ما أشبه ذلك من الكلام ولهذا الرسول قال ( اجعل الحياة زيادة لي في كل خير ) ولا شك أن المؤمن كلما ازدادت أيامه في طاعة الله فإنه خير له كم من إنسان بقي أياما بعد غيره واكتسب بها درجات كبيرة فاق بها من سبقه
( واجعل الموت راحة لي من كل شر ) يعني إذا أمتني فاجعل في موتي مصلحة وهي الراحة من كل شر ومن ذلك الفتن الفتن والشبهات التي تعتري القلوب والشهوات التي تعتري الإرادات وفي حديث ( إن أردت بعبادتك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون )