تتمة شرح حديث: ( أم عطية رضي الله عنها قالت : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته ... ). حفظ
الشيخ : لأن الحديث اللي سبق في قصة الرجل ( اغسلوه بماء وسدر ) مطلق ثم قال : ( واجعلن في الأخيرة كافورًا ) ( اجعلن ) فعل أمر وهذا الأمر ليس للوجوب بل هو للاستحباب.
والكافور نوع من الطيب يشبه الشب أتعرفون الشب ؟ يشبهه يدق هذا ويوضع في الماء ثم يكون في آخر غسلة، وإنما كان في آخر غسله لأن فيه فائدة وهي تبريد الجسم وتصليبه والثالثة : طرد الهوام عنه، ولهذا قال : ( اجعلن في الأخيرة كافورًا أو شيئًا من كافور ) أو هنا الظاهر أنها شك من الراوي هل قال : شيئًا من الكافور أو قال : كافورًا ؟ واللفظة الأخيرة تدل على التقليل يعني أن يجعل شيئًا من الكافور ليس شيئًا كثيرًا، ولكن شيء تحصل به الفائدة بدون أن يكون إسرافًا.
( فلما فرغن آذناه ) وكان قد قال عليه الصلاة والسلام في السياق الآخر : ( فإذا فرغتن فآذنني ) أي : أخبرتني قالت : ( فلما فرغن آذناه ) أي : أعلمناه بذلك فألقى إلينا حقوه فقال : ( أشعرنها إياه ) متفق عليه.
الحقو الإزار وسمي به لأنه يربط بالحقو والحقو هو أعلى الفخذ مما يلي البطن، وإنما أعطاهم إياه من باب التبرك بلباسه صلى الله عليه وسلم، وقال : ( أشعرنها إياه ) أي : اجعلنه شعارًا لها أي : مما يلي جسدها، فالشعار من الثياب هو الذي يلي الجسد والدثار ما فوقه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام وهو يخطب الأنصار في غزوة حنين : ( الأنصار شعار والناس دثار ) ( أشعرنها إياه ) متفق عليه، وفي رواية : ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوع منها ) ( ابدأن ) يعني في التغسيل بالميامن يعني بالأيمن فالأيمن، فاليد اليمنى قبل اليسرى والرجل اليمنى قبل اليسرى والشق الأيمن من البدن قبل الأيسر.
( ومواضع الوضوء منها ) وهي أربعة اليدان الوجه واليدان والرأس والرجلان هذه مواضع الوضوء، ولهذا قال أهل العلم في صفة تغسيل الميت : إن أول ما يوضع على سرير غسله أنه يرفع رأسه قليلًا ويعصر بطنه برفق لأجل أن يخرج ما كان متهيئًا للخروج من الأذى والقذر، ثم بعد ذلك يجعل الغاسل على يده خرقة فيغسل فرجه وينجيه ثم إذا نظفه مرة ألقى تلك الخرقة وأخذ خرقة أخرى وبلها بالماء لأجل أن ينظف أسنانه ومنخريه بدون تنشيق، لأنه متعذر أن يستنشق وبدون مضمضة، وعللوا ذلك بأنه لو صب الماء في فمه فإنه ينزل إلى أسفل وإذا نزل إلى أسفل ربما يحرك ما في البطن فيخرج ويتلوث مرة أخرى، ثم يغسل وجهه ثم يده اليمنى ثم يده اليسرى ثم رأسه ثم رجليه ثم بقية البدن، يغسله يغسله غسلًا ثم يمسح ثم يغسل بقية البدن وفي أذنيه ينظفهما بخرقة، فإذا لم ينق الميت وعلامة عدم النقاء يزل الماء يزل عنه يكون كأن فيه دهنًا فمعناه أنه لم ينق بعد يعيد الغسل مرة ثانية وثالثة كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السبع أو إلى أكثر .
الطالب : على هذه الصفة يا شيخ أو .
الشيخ : ثم بعد هذا ينشفه ينشفه ثم يكفنه بعد أن يجعل الحنوط الحنوط فيه، وعلمتم أنه يوضع السدر في الماء من أول غسلة وأنه يوضع في آخر غسلة الكافور، وفي لفظ للبخاري : ( فضفرنا شعرها ثلاثة قرون فألقيناها خلفها ) ضفرنا شعرها أي : جعلناه ضفائر يعني عند العامة يسمونه جدايل ثلاثة قرون.
( فألقيناها ) الضمير يعود على الضفائر ما هو على الشعر لو عاد على الشعر لقال : ألقيناه .