فوائد حديث : ( عائشة رضي الله عنها قالت : كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض ... ). حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث : أن المشروع أن يكفن الرجل في ثلاثة أثواب وأنه ليس من المشروع أن يكون فيها قميص ولا عمامة.
ويستفاد منه : أن الأفضل في الكفن أن يكون أبيض وقد دل على ذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على لباس البياض، وهل يدل على أن الأفضل أن يكون الكفن من القطن لقولها : ( من كرسف ) أو أن هذا وصف طردي لا اعتبار به ؟ يحتمل هذا وهذا يحتمل أن يقال : إن الأفضل أن تكون من القطن، لأن الصوف في الغالب يكون حارًّا فيؤثر على بدن الميت ولأن غيره قد يكون فيه مباهاة ومفاخرة، وأما الحرير فهو حرام ويستفاد نعم ويستثنى من هذا الحديث المحرم، فإن المحرم يكفن في ثياب إحرامه في إزاره وردائه لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي وقصته راحلته : ( كفنوه في ثوبيه ) فهذا مستثنى وإلا فكل ذكر يسن أن يكفن في هذا، وما هو الواجب من هذه الثلاثة الأثواب ؟ الواجب ثوب واحد يستر جميع الميت.
ويستفاد من هذا الحديث : أنه لا بد أن يكون الكفن شاملًا لجميع البدن، من أين يؤخذ ؟ من قولها : ( كفن في ثلاثة ) وفي للظرفية والظرف لا بد أن يكون محيطًا بماذا ؟ بالمظروف وعلى هذا فلا بد أن يكون الكفن شاملًا لجميع الميت، فإن لم يوجد كفن يشمل جميع الميت فإنه يكفن أعلى البدن وأسفله يكفن بإذخر أو أوراق شجر أو ما أشبه ذلك، ما هو الدليل ؟ الدليل على ذلك حديث مصعب بن عمير رضي الله عنه فإنه استشهد في أحد وليس له إلا بردة إن غطوا بها رأسه بدت رجلاه وإن غطوا رجليه بدا رأسه، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يغطوا رأسه وأن يجعلوا على رجليه شيئًا من الإذخر يعني يوضع على الرجلين ثم يربط بحبل لأجل ألا ينتشر، فإن لم يوجد شيء إطلاقًا ما وجدنا لا ثوبًا ولا إذخرًا ولا شجرًا نعم فقال بعض العلماء : إنه يطين كيف يطين ؟ يعني يؤتى بطين ويوضع على جسده، ولكن هذا فيما يظهر ليس بواجب لأن هذا من باب التكلف والتعمق، ثم إن فيه تلويثًا للميت، والمشروع أن يطهر وأن يغسل وإن كان الإنسان خلق من الطين، لكن هذا يعتبر تلويثًا له، فالصحيح أنه إذا لم يوجد شيء فإنه يدفن على ما هو عليه وسوف يبعث يوم القيامة عاريًا، وإن كفن فإن قلت : كيف يتصور ألا يوجد شيء ؟ نعم الجواب يتصور بأن يعرض للرجل قطاع طريق ويسلبونه ثيابه ومتاعه ولا يبقون عليه شيئًا، وهذا واقع في زمن سبق في زمن سبق يعرض قطاع الطريق والعياذ بالله للناس ويأخذون أموالهم ويسبون ثيابهم، حتى إنهم ذكروا لنا قصة أن جماعة من الذين يذهبون للحشيش يأتون بالحشيش العلف اعترض لهم قطاع طريق فسلبوا ما معهم حتى الثياب وجاؤوا عراة إلى البلد نعم، لكنهم لما قاربوا البلد جلسوا وأرسلوا واحدًا منهم في الليل وأتى لهم بثياب من أهلهم، فمثل هؤلاء إذا مات منهم ميت وليس حولهم شجر ولا ما يغطون به الميت فإنه يدفن نعم يدفن عاريًا .