هل يجوز لمن كان في المقبرة أن يذكر بما يرغب ويرهب ؟ حفظ
الشيخ : يعني أنه ينبغي لمن كان في المقبرة أن يذكر ما فيه الترغيب أو الترهيب .
السائل : ... .
الشيخ : لا ممكن يؤخذ لأن الرسول قالها حين صلى عليها على هذه المرأة نعم، وله أيضًا شاهد وهو أن الرسول خرج في جنازة رجل من الأنصار فوصلوا إلى القبر ولما يلحد، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وجلس الصحابة حوله وأخذ ينكت بمسطرة معه ثم حدثهم عن حالة الاحتضار وعما يكون على الإنسان في ذلك الحال أو في تلك الحال نعم هذا مشروع، والرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ) وهو حقيقة وهو حقيقة أنها تذكر الآخرة فإن الإنسان يمشي بين هؤلاء كانوا بالأمس على ظهرها كما هو بل كانوا أقوى منه وأغنى منه نعم وأعلم منه وهم الآن مرتهنون بأعمالهم، فلا شك أنها عبرة لكن لمن اعتبر القرآن كما قال الله عز وجل : (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) لكن مع ذلك يتلى على قوم فيزيدهم رجسًا إلى رجسهم والعياذ بالله ما ينتفعون به فالمقابر التي نمر بها كل يوم إلا من شاء الله إلا ما شاء الله تجد أكثر الناس غافلين ما كأنهم يمرون إلا على أحجار منصوبة على أرض ما كأنها هؤلاء القوم على الدنيا وهم أكثر منهم ترفًا وتنعمًا وقوة في البدن وفي العقل ومع ذلك أصبحوا الآن جيفة في بطون القبور ما يستطيعون زيادة في حسناتهم ولا نقص سيئة من سيئاتهم فهي عبرة، فالموعظة في هذا المكان لا شك أنها مناسبة، لكن كوننا نقول : يقوم واحد من الناس ويخطب ويعظ هذا ليس بصواب نعم إنما لو جلس الرجل وجلس حوله أحد وأخذ يذكرهم كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم لكان هذا جيد جيدًا ونافعًا، وأما أن نجعل المقبرة وتشييع الجنائز نجعلها منابر للخطابة فهذا خلاف المشهور أي نعم .
السائل : يا شيخ ... .